أحمد التميمي

بعد المستوى الكبير الذي قدمه أياكس أمستردام في دوري أبطال أوروبا وتأهله لنصف نهائي البطولة، بالمقابل خروج مانشستر يونايتد من نفس الدور على يد مواطنه توتنهام هوتسبير، مما فتح الباب لمقارنة الفريقين ببعضهما، وأن أياكس قد صنع فريقاً قوياً وصل به إلى نصف نهائي دوري الأبطال، كل ذلك بكلفة قليلة جداً، بينما مانشستر سيتي قد صنع فريق بمبالغ طائلة، وذلك فتح الباب لمقارنات عديدة بين الفريقين. تلك المقارنة تعد مقارنة ظالمة لكلا المشروعين، فلا يمكن مقارنتهما لاختلاف طريقة بناء الفريق.

المعطيات في هولندا تختلف اختلافاً كلياً عن إنجلترا، فأياكس أمستردام لا يملك المال، شأنه شأن بقية أندية هولندا، ولكنه يملك المواهب ويملك العقليات الكروية، ويملك الإرث الكروي الكبير الذي يبني عليه مستقبله، لذلك كان قرار إدارة أياكس عندما تراجعت مكانة الفريق أوروبياً، هو الصبر وبناء فريق للمستقبل، فقام النادي بعمل كبير ببناء فريق من الصفر بالاعتماد على أكاديمية أياكس الغنية بالمواهب، فأنتجت ذلك الفريق الذي أحرج البايرن ذهاباً وإياباً، وأخرج ريال مدريد حامل اللقب ويوفنتوس المرشح الأول لنيل البطولة، كل ذلك بمعدل أعمار منخفض جداً.

أما مانشستر سيتي، فمشروعه يختلف عن مشروع أياكس، فالفريق يملك الموارد المالية ويملك العقلية الفنية الفذة المتمثلة في بيب غوارديولا، وكان هدف إدارة الستي واضحاً بالحصول على الدوري الإنجليزي و دوري أبطال أوروبا في أقرب وقت ممكن، لذلك فإن الفترة الزمنية والصبر الذي تم منحه لأياكس لم يتوافر في حالة الستي، لذا كان لزاماً على بيب الاستفادة من الموارد المالية في بناء فريق قوي بأسرع فترة ممكنة للسيطرة على إنجلترا وأوروبا.

نقطة أخرى مهمة لا بد من التركيز عليها، لطالما كان أياكس مركز بيع للاعبين، حيث يعد لاعبين شباب ذوو جودة عالية في شتى المراكز، ثم يقوم ببيعهم للدوريات الست الكبرى في أوروبا، بينما مانشستر سيتي فهو يعد مركز استقطاب لاعبين، حيث يقوم بشراء اللاعبين الجاهزين من أمثال خريجي أكاديمية أياكس من أجل تمثيل الفريق، وهذا هو الفرق الأساسي بين الناديين.