براءة الحسن

صنع أياكس أمستردام الحدث في دوري أبطال أوروبا عندما وصل لنصف نهائي البطولة، حيث أزاح في طريقه بطل النسخة السابقة، ثم هم بالإطاحة بأقوى مرشحي النسخة الحالية.

قد يعتقد البعض أن ما حدث مجرد صدفة أو مفاجأة، لكن تألق أياكس جاء بفضل تنظيم ودراسة وتخطيط، وهو ثمار لمجهود عمل كبير داخل كبير العاصمة الهولندية.

وللتأكيد على ذلك يجب العودة إلى عام 2017 حين وصل أياكس إلى نهائي الدوري الأوروبي الذي خسره على يد مانشستر يونايتد بصعوبة. وذلك كانت بداية الجيل الرائع الذي تم تكوينه داخل الفريق.

ماتياس دي ليخت، فرينكي دي يونج، حكيم زياش، دوني فان دي بيك.. إلخ كلهم تطوروا داخل أكاديمية أياكس، وكلهم شربوا تنظيم بدأ من أفكار وخطة وثورة الأسطورة يوهان كرويف.

القصة تعود عندما فشل أياكس في الصعود لمنصة التتويج بين عامي 2004 و2010، وهو ما جعل كرويف يقود ثورة تغيير كبير.

الثورة اعتمدت على إجراء تغييرات وقلب طاولة الإدارة. والثاني، هو أنه اختصر الطريق وبدأ فعليًا في تجنيد بعض الأشخاص لتنفيذ أفكاره مباشرة. أهم هؤلاء: مارك أوفرمارس على صعيد القرارات الإدارية، والثنائي فيم يونك، وروبين يونكيند في إدارة أكاديمية الناشئين وفرق الشباب

أدرك يوهان أن أياكس لن يخسر أكثر مما خسر، وقد حرره ذلك من الضغوطات والتردد، وبدا صداميًا وغير عابئ بأي شيء سوى تنفيذ إرادته. لذلك نجح انقلابه واستقالت الإدارة في النهاية، ومن ثم بدأ العمل فورًا على إعادة هيكلة أكاديمية أياكس رفقة الثنائي الطموح.

لذلك قام الثنائي بتكليف كل مدربي الأكاديمية بأسلوب لعب واحد دون النظر إلى النتائج الفوز والهزيمة، بل إنهما قاما بتدوير المدربين على مختلف الفئات السنية، بمعنى أن ينتقل مدرب فريق تحت 17 عامًا ليقود حصة تدريبية لفريق تحت 13 عامًا، والعكس صحيح. الهدف؟ هو تعرض اللاعبين لخبرات مختلفة.

ظهر هذا الأسلوب على فريق أياكس الحالي، وظهرت الكرة الرائعة لأياكس وهو لا يخشى في مهاجمة يوفنتوس وريال مدريد في معاقلهم دون خوف.

ساهم أسلوب لعب الفريق كذلك في استخراج تلك المزايا بطريقة واضحة.

يعتمد الفريق على تمركز الأجنحة في الثلث الأخير وعلى أقصى الأطراف مما يجبر ظهراء المنافس على التراجع معهم، وعندها ينظم المنافس صفوفه بشكل عرضي، ما يخلق المساحات في ظهور الخصم.