أحمد التميمي

اعتدت منذ أن بدأت في متابعة الدوري الإنجليزي، ألا أميل لفريق دون آخر، أن أشاهد الدوري الإنجليزي بحيادية تامة، والاستمتاع بكل جولة من جولات الدوري الثمانية وثلاثين، وبكل لحظة من عمر كل مباراة. و لعل ذلك كان أفضل قرار كروي اتخذته في حياتي، فمنذ ذلك الحين وأنا أستمتع بمباريات هذا الدوري الجميل، حيث تسنى لي أن أستمتع بمانشستر يونايتد تحت قيادة السير، وبآرسنال بقيادة أرسين فينغر في فترة قوة الفريق، وأن أشاهد تشيلسي القوي بقيادة مورينيو، وأن أترقب صعود ليفربول لمنصة تتويج الدوري وتحرمني انزلاقة جيرارد من تلك اللحظة، أن أشاهد توتنهام مع بوكيتينيو يقدم أروع المستويات دون بطولات، وأن أشاهد ليستر يأتي من القاع بمدرب «منحوس» ليخطف لقب الدوري من أمام أنظار الجميع، وأخيراً، تسنى لي أن أرى مانشستر سيتي في مستوى مخيف، يرعب كل الخصوم بقيادة بيب غوارديولا. كل ذلك شاهدته بحياد تام، واستمتاع لا مثيل له.

ماذا استفدت من كوني مشجعاً محايداً؟ ذلك سؤال سهل الإجابة أسردها في نقاط تتعلق بهذا الموسم فقط، فلو أردت أن أسردها على جميع المواسم لاحتجت إلى الإسهاب كثيراً.

صراع الصدارة

أغلب الدوريات الأوروبية قد حسم فيها الصراع على اللقب، في إيطاليا ضمنت السيدة العجوز الدوري الإيطالي للمرة الثامنة على التوالي، وفي إسبانيا حقق برشلونة اللقب بأريحية، كذلك الحال في فرنسا حيث ضمن باريس اللقب، ولم يتبق سوى الدوري الإنجليزي والألماني. في إنجلترا، تبقى جولتين فقط على اللقب، وإلى الآن لا نستطيع أن نجزم من سيحسم البريميرليغ، الستي أم ليفربول. الستي يتصدر بفارق نقطة واحدة عن ليفربول، الأول يملك 92 نقطة والثاني 91 نقطة، وأياً كان من سيحسم اللقب، فإن وصيفه سيكون أفضل وصيف في تاريخ البريميرليغ بتجاوزه للـ90 نقطة!

المقاعد الأوروبية

صراع المقاعد الأوروبية مازال على أوجه، فعلى المركز الثالث والرابع يتنافس كل من توتنهام وتشيلسي وآرسنال ومانشستر يونايتد، والفوارق بين تلك الفرق في النقاط جميعها فوارق بسيطة، وقد نشهد تغيرات دراماتيكية في الجولتين القادمتين. توتنهام حالياً في المركز الثالث بسبعين نقطة، وتشيلسي في المركز الرابع بثمانية وستين نقطة، وآرسنال في المركز الخامس بستة وستين نقطة، ومانشستر يونايتد في المركز السادس بخمسة وستين نقطة، كلها فروقات بسيطة قد يتغير فيها ترتيب الفرق بين ليلة وضحاها.

شبح الهبوط

من عجائب الدوري الإنجليزي، أن صراع الهبوط أحياناً يكون أقوى وأكثر إثارة من صراع الصدارة في العديد من الدوريات الأوروبية الأخرى. في الوضع الحالي، قد ضمن هيرسفيلد وفولهام الهبوط للتشامبيونشيب، أما كارديف سيتي وبرايتون أند هوف ألبيون، يعيشان صراعاً محتدماً للهروب من شبح الهبوط للتشامبيونشيب، بعد أن نجا كل من بيرنلي وساوثهامبتون من الهبوط.