براءة الحسن

في 20 مايو 1992، جمع يوهان كرويف، وهو يشغل منصب المدير الفني، لاعبيه في برشلونة معاً لمحادثة أخيرة قبل خوض نهائي دوري أبطال أوروبا أمام سامبدوريا في ويمبلي.

لم تكن هناك صرخات ولا كلمات تحفيز ولا عبارات قوية. تحدث الهولندي بهدوء وبهدوء وكانت الرسالة بسيطة مميزة «إنها ليلة جميلة، الأضواء ساطعة، وهناك الآلاف من الأنصار هنا لمشاهدكتم. استمتعوا!».

بالفعل قاموا بما قاله لهم كرويف، وحقق برشلونة أول بطولة لدوري أبطال أوروبا.

رغم كل الأهمية التي يعلقها كرويف على كرة القدم وتكتيكاتها، فقد كان يعتقد أنها كانت في الأساس لعبة يجب الاستمتاع بها.

وقد كتب ذات مرة «يجب أن يستمتع الجمهور واللاعبون بكرة القدم». «كرة القدم هي مشهد رائع. إن لم يكن الأمر كذلك، فهي ليست كرة قدم».

وقد يكون من الصعب الاستمتاع باللعبة هذه الأيام التي أصبح فيها المال هو العامل الحاسم بين النصر والهزيمة، مما يقلل من العديد من البطولات التي لا مفر منها.

رغم ذلك، لم يلتزم كرويف أبداً بالاعتقاد بأنه من المستحيل التنافس مع الأندية الغنية، ونتذكر مقولته «لماذا لا يمكنك التغلب على نادٍ أكثر ثراء؟! لم أرَ كيساً من المال يسجل هدفاً!»..

ومباراة أياكس وتوتنهام تؤكد فكرة كرويف في أن المال لا يضمن فقط النجاح، والدليل أن أكثر الأندية الأوروبية إنفاقاً في سوق الانتقالات مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان ودعوا من الأدوار السابقة.

لم ينفق توتنهام هذا الموسم ولو جنيهاً واحداً، أما أياكس فقد اعتمد على شبابه وأكاديميته، وميزانيته أقل من قيمة صفقة كريستيانو رونالدو.

من المؤكد أن واحداً من هذين الفريقين سيتأهل للمباراة النهائية، وقد لا يُحقق اللقب، لكنه انتصر لفكرة كرة القدم.