براءة الحسن

عادت القصة القادمة للواجهة من جديد مع انطلاق بطولة كوبا أمريكا.. ماذا يحدث لليونيل ميسي مع منتخب الأرجنتين؟ هل ميسي الأرجنتين هو نفسه ميسي برشلونة.. الكل يبحث في الأسباب والغموض واحد لا ينفك.

خسرت الأرجنتين المباراة الأولى أمام كولومبيا بهدفين في حضور نجم برشلونة الذي لم يكن فعالاً، ليس لأنه سيء، بل لأنه لعب إلى جانب أسوأ منتخب يمثل الأرجنتين، يخلو من الكفاءات في الوسط وفي الظهيرين، وبعضهم يلعب في المكسيك وفي الدوري المحلي.

كرة القدم هي لعبة جماعية مهما بلغت قدرات ميسي، فهو لن يدافع ويهاجم ويصنع اللعب مع مجموعة محدودة الجودة.

لايزال الكثيرون يتساءلون عن سبب استمراره في اللعب مع المنتخب الوطني بسبب إخفاقاته العلنية. الجواب واضح؛ إن كل بطولاته وإنجازاته الفردية والجماعية، لا تعوض عن رغبته العميقة في الفوز بلقب مهم مع بلاده.

كان لديه فرص لكنه خسرهم كلها، أكثرها إيلاماً ما حدث في 13 يوليو 2014، في ماراكانا، ضد ألمانيا، التي صعقت الأرجنتين بهدف قاتل في نهائي كأس العالم.

تسمع مراراً وتكراراً أن ميسي الأرجنتيني ليس هو نفسه ميسي برشلونة. الأسباب واضحة: زملاء الفريق المختلفون.. بخلاف أنهم أقل جودة، لا يلعب معهم دائماً ووقت التحضير أقل عكس زملائه في برشلونة.

كما أن نهج الأرجنتين حالياً مختلف عن نهج برشلونة، الأرجنتين حتى مع المدرب السابق سامباولي تلعب بانضباط تكتيكي كبير، لدرجة أن ميسي دائماً ما ينزل لوسط الميدان لطلب الكرة ومن ثم عليه مواجهة غابة من سيقان المنافسين.

في برشلونة الفريق مبني حول ميسي، لا يشعر بالضغط والمقارنة مع مارادونا، وكان محظوظًا لأن التآكل الشائع في غرفة ارتداء الملابس -الإحباط والأنا والكسل- كان نادراً جداً في برشلونة عكس الأرجنتين.

الغريب أن كوتينيو زميله في برشلونة يمثل النقيض تماماً، لكنها حالة تؤكد أسباب معاناة ميسي مع الأرجنتين، فكوتينيو يتألق مع البرازيل حالياً بعد موسم محبط مع برشلونة.

السبب أن كوتينيو يجد راحة كبيرة في البرازيل ويجد نفسه ومع غياب نيمار فهو النجم الأول ويلعب في المركز الذي يتألق فيه، كل ذلك جعلنا نشاهد نسخة أخرى من كوتينيو مع البرازيل، مع استمرار نسخة ميسي لا تتغير!