يوسف ألبي

يعتبر المدرب الإسباني المخضرم رافاييل بينيتيز واحداً من أفضل وألمع المدربين وبالتحديد في العقدين الأخيرين من الزمن، كيف لا وهو من نجح في كتابة قصص النجاح بتحقيقه العديد من الإنجازات والبطولات، سواء محلية أو أوروبية أو قارية و مع أندية مختلفة البعض منها كبيرة وأخرى من الصف الثاني أو أقل من ذلك، فيكفي القول أن بينيتيز حقق جميع البطولات الأوروبية الثلاث بالإضافة لكأس أندية العالم، وهذا يؤكد لنا جلياً قيمة هذا الرجل في عالم التدريب.

وكانت بداية سلسلة نجاحات بينيتيز مع فالنسيا الإسباني، حيث كان مزعجاً ومشاكساً لقطبي إسبانيا ريال مدريد وبرشلونة، وتمكن من الظفر بلقب الدوري مرتين ناهيك عن فوزه بالدوري الإوروبي مرة واحدة، وبعد ذلك ذهب في رحلة جديدة مع ليفربول وكتب التاريخ مع الفريق الإنجليزي، حيث قاد الريدز وفي أول موسم له للظفر بدوري الأبطال عام 2005 للمرة الأولى منذ أكثر من عشرين عاماً، بعد فوزه على العريق ميلان الإيطالي في نهائي أتاتورك الشهير، كما نال السوبر الأوروبي وغيرها من البطولات المحلية باستثناء البريميرليغ.

وبعد ذلك شق طريقه نحو إيطاليا وبالتحديد مع إنتر ميلان وقاده لتحقيق لقبي كأس السوبر الإيطالي وكأس العالم للأندية، وبعدها أصبح مدرباً مؤقتاً لنادي تشيلسي الإنجليزي في موسم 2013 وتمكن من الظفر بالدوري الأوروبي، ومن ثم انتقل إلى نادي الجنوب الإيطالي نابولي وحقق معه لقبي كأس إيطاليا وكأس السوبر الإيطالي.

وفي عام 2015 تعاقدت إدارة ريال مدريد مع بينيتيز ولكن لم يستطع من تحقيق طموحات الفريق، فتمت إقالته وبالتحديد بعد خسارته من برشلونة في الليغا الإسبانية، وبعدها شغل منصب المدير الفني لنيوكاسل يونايتد في مارس من عام 2016، ولم يتمكن من إنقاذ الفريق من الهبوط في أول موسم له حيث قاد الفريق في عشر مباريات فقط، ولكن في الموسم التالي تمكن من ترك بصمته وفاز بـ"الشامبيونشيب"، وبعدها ثبت أقدام "المكبايس" في البريميرليغ على الرغم من عدم إبرام الصفقات المطلوبة.

نجاح المدرب بينيتيز في تحقيق الإنجازات مع ستة أندية مختلفة البعض منها ليست كبيرة كما ذكرنا سلفاً، ما هي إلا دلالات على عبقرية الداهية الإسباني، الذي يمتاز بالفكر التكتيكي العالي والشخصية القوية وقراءته الثاقبة للمباريات وقدرته الكبيرة في إخراج كل ما في جعبة اللاعب، بالإضافة إلى أنه من المدربين القلائل الذي يحقق البطولات مع جودة لاعبين ليسوا بـ"السوبر"، ولا شك أن بينيتيز بعد انفصاله من تدريب نيوكاسل يستحق تدريب نادي يليق بتاريخه الكبير.