براءة الحسن

أرسل الألماني يورجن كلوب، مدرب ليفربول، إلى مواطنه ستيفان كونتز، مدرب ألمانيا تحت 21 عاماً رسالة فيديو خاصة قبل نهائي بطولة أوروبا يوم الأحد أمام منتخب إسبانيا الموهوب، لتحفيزه.

الرسالة قال فيها كلوب "لحسن الحظ، قبل حوالي خمسة أو ستة أو سبعة أسابيع، أظهرنا أنه يمكن هزيمة الأسبان - حتى عندما يكون لديهم ليونيل ميسي".

لكن على الرغم من أن إسبانيا لم يكن لديها ميسي على أرض الملعب في إستاد فريولي ليلة الأحد، فقد كان لديها فابيان رويز، وهو العقل المفكر والنابض لشباب لا روخا مثل الأرجنتيني بالنسبة إلى برشلونة، حيث قاد شباب إسبانيا لتحقيق اللقب بالتفوق على الألمان 2/1.

كان تأثير لاعب نابولي الشاب واضحاً في المباراة الافتتاحية التي أقيمت أمام إيطاليا، قبل أن يتعرض للإصابة ويخرج، ويغيب عن مباراة بلجيكا الثانية.

في المباراة الثالثة أمام بولندا استطاع اللاعب أن يترك بصمته في فوز إسبانيا 5/0، بهدف رائع، ليحجز بطاقة الصعود كمتصدر لمنتخب بلاده.

تابع فابيان تألقه بصناعة هدف لداني أولمو، في الفوز 4/1 على فرنسا، ليفوز بجائزة رجل المباراة مرة أخرى، لكن من الواضح أنه كان يدخر أفضل ما لديه للنهائي الحلم.

مرت 7 دقائق فقط من عمر المباراة النهائية، قبل أن يضع رويز بصمته الرائعة بهدف مميز من قذيقة سكنت شباك الحارس أليكس نوبل، ليُمهد الطريق لتحقيق الفوز لمنتخب بلاده.

كانت ضربة مذهلة، لكنها مفاجئة تماماً، بالنظر إلى هوية الهداف. هذا، على كل حال، ليس مجرد لاعب ذي تقنية رائعة وبراعة غير عادية. كما أنه يفتخر بما وصفه الأسبق لويس إنريكي سابقاً بأنه "مُسدد ناري".

كما كان متوقعاً حصل اللاعب على جائزة أفضل لاعب في البطولة والتي انتقم فيها من ألمانيا التي سبق وهزمت إسبانيا في بطولة 2017 في بولندا.

قد لا يكون لدى إسبانيا ميسي، لكن لديهم مرة أخرى مجموعة رائعة من اللاعبين الشباب، ومن بينهم فابيان رويز البشرة السارة للمستقبل، وهو اللاعب الذي يجسد إمكاناتهم المذهلة.

يدين رويز بفضل كبير في ما وصل له من خبرة وثقل وتقنية إلى مدربه في نابولي كارلو أنشيلوتي الذي منحه الكثير من الفرص، وأشرف على تطويره، ليظهر لنا في الأخير "ميسي إسبانيا".