يوسف ألبي

لا شك أن نجاح أي نادٍ في العالم وتحقيقه للإنجازات والبطولات، يكون سببه الرئيس نجاح المنظومة الإدارية ووجود فكر إداري على مستوى رفيع، فهم يدركون جيداً أن مصلحة النادي فوق كلشي.

فهناك العديد من الأندية التي تملك إدارة محنكة ومجتهدة، ولعل من أبرزهم إدارة أتلتيكو مدريد، فخلال السنوات القليلة الماضية وبالتحديد منذ موسم 2011 شاهدنا جميعاً النجاح الكبير للنادي سواء محلياً أو أوروبياً، فقد كسر احتكار قطبي إسبانيا وحقق لقب الليغا، كما نال لقب الكأس والسوبر المحليين، وعلى مستوى البطولات الأوروبية حقق لقب اليوروبا ليغ والسوبر الأوروبي عدة مرات، فضلاً لتأهله مرتين لنهائي "ذات الأذنين" عامي 2014 و2016، ولكن لم يحالفه الحظ في تحقيق اللقب الأهم في القارة العجوز، ولا شك أن سياسة العمل الإداري في النادي هي السبب وراء تحقيق كل هذه النجاحات.

ومن أهم الأعمال التي تقوم بها إدارة "الروخي بلانكوس"، هي المحافظة قدر الإمكان على نجوم الفريق ومدربهم التاريخي الأرجنتيني دييغو سيميوني الذي تولى الإدارة الفنية منذ عام 2011، فعلى الرغم من الإغراءات الكثيرة من قبل الأندية الكبرى إلا أن السياسة المنتهجة حافظت على هؤلاء من الانتقال، بالإضافة إلى أن في حال انتقال أي لاعب دائماً ما يتم تعوضيه مع لاعبين بنفس الجودة والقيمة وبأسعار معقولة، كما تمتاز إدارة الأتلتيك بشراء لاعبين بأسعار قليلة، وبعد ذلك يتألقون عدة سنوات بشكل لافت، وفي حال بيعهم تكون هناك فائدة وإضافة مالية كبيرة تضاف إلى خزينة الفريق.

كما أن رئيس النادي إنريكي سيريزو يمتاز بفكر مالي واقتصادي عالي، فقد توسعت استثمارات النادي في إسبانيا وأوروبا حتى وصلت إلى آسيا، ونتيجة ذلك تم بناء ملعب جديد للنادي قبل عامين، فضلاً عن أن النادي أصبح يملك مردوداً مالياً وبإمكانه إبرام صفقات بمبالغ كبيرة، وهذه دلالات تؤكد لنا قيمة الإدارة التي تتمتع بعقلية طويلة المدى، كما أن رئيس النادي لا يتدخل إطلاقاً في الأمور الفنية أو في احتياجات النادي للاعبين معيين، فهذا الشيء معني للطاقم الفني بقيادة سيميوني، فكل شخص يعرف صلاحياته ولا يتجاوزها، وهنا يكمن العمل الاحترافي، ونتيجة ذلك العمل شاهدنا مدى النجاح المبهر لأتلتيكو في السنوات الماضية، كما تتطلع الإدارة للمزيد من الإنجازات في الفترة المقبلة.