أحمد عطا

كما كان متوقعاً لم تربح الأرجنتين كوبا أمريكا ليخسر ليونيل ميسي فرصة أخرى ربما تكون آخر فرصة للتتويج بلقب مع منتخب التانجو وذلك بعدما سقط أمام غريمه التقليدي البرازيل بهدفين نظيفين.

الغريب في الأمر أنها ربما تكون أفضل مباراة قدمتها الأرجنتين في البطولة لكن ربما انعكس سيناريو المباراة الشهيرة بين الفريقين في كأس العالم 1990 والتي فازت بها الأرجنتين لكن كانت البرازيل الطرف الأفضل بوضوح إلا أن هذا لم يمنع الأرجنتينيين وقتها من إضافة بيت شعر في أغنيتهم الأشهر "مارادونا أفضل من بيليه" يذكّر البرازيليين بتلك الموقعة على ملعب ديلي ألبي بتورينو الإيطالية.

صحيح أن مباراة البرازيل تختلف نوعاً ما لأن الأرجنتين أدت بشكل جيد إلا أن هذه الجودة فقط نسبة لما كان عليه المنتخب في مباريات سابقة وليس في المطلق.. المطلق يقول إن التانغو أبعد ما يكون عن ما يُنتظر منه قياساً للأسماء التي يمتلكها.

"نظرية إيوينج" هي نظرية تم اختراعها تسمية للاعب نيويورك نيكس باتريك إيوينج الذي كان نجم فريقه في دوري كرة السلة الأمريكي لكن المثير أنه عندما أُصيب تحسن مستوى الفريق وتألق باقي اللاعبين بشكل لافت.

وتفسيري لتلك النظرية التي قد تنطبق هنا على ليونيل ميسي هو أن باقي اللاعبين لا يستطيعون مجاراة إيوينج أو ميسي في المهارة، بالتالي عندما يقوم ميسي وإيوينج بأشياء غير معتادة في اللعبة يزداد التوتر والضغط على الزملاء ويشعرون بمسؤولية أكبر في محاولة مجاراة المهارات غير العادية للنجمين.

تخيل نفسك تلعب في الشارع المجاور لبيتكم وبينكم أحد اللاعبين الموهوبين الذي يهتف المتابعون باسمه ثم يسلمك الكرة بعد مراوغتين ساحرتين ويكون مطلوباً منك أن تستغل مجهوده غير العادي.. توترت من الآن أليس كذلك؟

ربما هذا ما يعاني منه اللاعبون وهو ليس ذنب ميسي بالطبع لكن ربما كان يجدر بكل المدربين الذين تناوبوا على التانجو أن يخلقوا تكتيكاً يستفيد من قدرات ميسي دون تحويل باقي اللاعبين إلى كومبارسات تتخيل أنه كل شيء يتمحور حول النجم الأبرز الذي شعرت في بعض اللحظات أنه فقد الثقة فيمن حوله فبالغ أحياناً في المراوغات بدلاً من التمرير لشعوره وأن الكرة ستضيع إن مررها وأنه ينبغي عليه أن يقوم بكل شيء بنفسه.

ربما نرى نظرية إيوينج تتحقق حرفياً مع اعتزال ميسي لكن حتى هذا الحين فإنه على الأرجح سنشاهد المزيد من القلوب الأرجنتينية المنكسرة.