محمد عباس

أبرمت معظم أندية دوري السلة البحرينية صفقاتها للموسم الجديد وخصوصاً على مستوى تعيين مدربي الفئات العمرية في هذه الأندية سواء على صعيد فرق الشباب أو الناشئين أو الأشبال أو البراعم والميني باسكت.

ويعتبر مدربو هذه القطاعات المهمة الأقل تسليطاً للأضواء عليهم كون دوريات الفئات لا تحظى بالاهتمام نفسه الذي يحظى به دوري الدرجة الأولى، ولذلك فإن معايير تقييم عمل المدربين تتفاوت كثيراً بين الأندية في الوقت الذي مازال فيه معيار النتائج هو المعيار الأول بالنسبة للكثير من إدارات الأندية لتحديد كفاءة المدرب.

هذا المعيار لا يمكن القياس عليه بدرجة واقعية كونه لا يعكس حقيقة قيمة العمل الفني الذي يقوم به هذا المدرب أو ذاك، فتحقيق النتائج والفوز بالبطولات ليس متعلقاً فقط بكفاءة المدرب التدريبية وإنما هو مرتبط بعوامل متعددة منها قيمة النادي الفنية وكذلك توافر المواهب في الفئة التي يدربها المدرب إلى جانب الاهتمام الإداري وقوة المنافسين وكلها عوامل مؤثرة وتملك نصيباً كبيراً في تحقيق البطولة.

وهناك مدربون أكفاء يعملون بجد مع أندية أقل فنياً من منافسيها وأقل من ناحية المواهب في الوقت الذي يتواجد فيه مدربون أقل كفاءة يعملون مع فرق متقدمة وتملك المواهب والاهتمام الإداري، وهو ما يؤهلهم لتحقيق نتائج أفضل.

ومن الضروري لإدارات الأندية سواء على صعيد لعبة كرة السلة أو بقية الألعاب، المتابعة الحقيقية والحثيثة لعمل مدربي قطاع الفئات العمرية من أجل أن يكون التقييم أكثر واقعية عند تجديد التعاقد أو التعاقد مع مدرب بديل.

إن من أبرز اهتمامات الاتحاد البحريني لكرة السلة هو تطوير العمل على صعيد الفئات العمرية في الأندية ولتطوير هذا العمل ورفع كفاءة المدرب فإنه من الضروري أيضاً التقييم الواقعي والحقيقي لعمل أي مدرب.

إن التقييم المبني فقط على النتائج يؤدي إلى انطباعات غير واقعية وغير حقيقية، ولذلك فإنه من الضروري أن يكون التقييم مختلفاً ومبنياً على معايير واقعية تقيس مدى إلمام المدرب ومدى قدرته على التطوير إلى جانب قياس البرنامج التدريبي وتناسبه مع الفئة التي يدربها، حيث أن ضغط التقييم في مسألة النتائج له الكثير من الانعكاسات السلبية على تطور كرة السلة البحرينية، كما أنه يؤدي إلى حرمان الكثير من المواهب من القدرة على التطور كما يؤدي إلى ضياع مواهب أخرى نتيجة اعتماد أغلب المدربين على أسماء محددة وقليلة بغية تحقيق نتائج أفضل.

وهناك الكثير من المدربين ممن حققوا أفضل النتائج ولكنهم أضاعوا في الوقت نفسه الكثير من المواهب.

كذلك من مسؤولية إدارات الأندية تطوير نظرتها لعمل المدربين على مختلف الصعد وقياس مختلف الجوانب الفنية والشخصية والقيادية والتطويرية في عمل المدرب بدل الاقتصار على معيار واحد فقط قد لا يؤدي الغرض ويتسبب في تقييم خاطئ بعيد عن الواقع.