أحمد عطا

سيكون من الأفضل أن يرحل في أقرب وقت ممكن .. هكذا كانت كلمات مدرب زين الدين زيدان عن لاعب كان يوماً ما الأغلى في تاريخ كرة القدم.

لا توجد نقطة حاسمة في مسيرة جاريث بيل يمكن الاستناد عليها والإشارة إلى أنها ما قلبت الأمور ما بين لاعب كان يحلم به البيت المدريدي وجمهوره ولاعب يتنفس كثيرون الصعداء لاقتراب الخلاص منه.

الإصابات؟ ما أكثرها، وكثرتها جعلتنا غير قادرين على الإشارة بالبنان على واحدة معينة منها كانت فاصلة بين الحب والكره.

المستوى؟ لم نعد نذكر حقاً متى كان جاريث بيل جيداً بالقدر الكافي ليتناسب مع سعره ومتى زاد عدد المطالبين برحيله عن عدد المطالبين ببقائه.

كل ما نعرفه أن أول موسمين لجاريث بيل كانا ناجحين جداً حتى وإن لم يكونا متناسبين مع سعر اللاعب الذي بات له حظوة كبيرة مع شعار «جاريث بيل هرب» لكن انهار كل شيء مع الوقت. لكن هذا الوقت لم يشهد شيء بديهي جداً للاعب الويلزي ألا وهو تعلم لغة النادي الذي يلعب فيه، فبقى معزولاً غير قادر على أن يكون طرفاً منغمساً في البلاط الملكي بل مكتفياً بالعلاقة بينه وبين من يجيد الإنجليزية بينما يمكنك أن تتخيل أن العلاقة بينه وبين زميل قديم كمارسيلو لا تتعدى مجرد حركات باليد بسبب هذا العائق!

لكن حتى من يجيد الإنجليزية لا يبدو وأنه كان يشاركه نفس الاهتمامات، فعاشق الغولف بدا مهتماً أكثر من أي وقتٍ مضى بلعبة الأثرياء في السنوات الأخيرة وكأنه وجد ضالته لإراحة الأعصاب والاسترخاء بعيداً عن معاناة ريال مدريد مع المسابقة المحلية في تلك السنوات أو حتى مع كل البطولات في الموسم الأخير.

وإن كنا عاجزين عن إيجاد لحظة ما انهار فيها كل شيء فجأة، إلا أنه يمكن تحديد نقطة واضحة لانهيار علاقة جاريث بيل بزين الدين زيدان وهي ليلة السادس والعشرين من مايو 2018 والتي قرر فيها المدرب الفرنسي عدم الدفع بنجم توتنهام السابق كأساسي في نهائي دوري أبطال أوروبا.

الأمر بقى سراً حتى خرج بيل عقب رحيل زيدان ليتحدث عن الأمر ويعرب عن سخطه الكبير مما حدث معتبراً ما فعله زيدان بمثابة الطعنة بعد الفترة الجيدة التي كان يمر بها قبل المباراة بحسب رأيه.

ولأن زيدان ليس مديناً لبيل بشيء، يبدو وأنه لم يحتمل أن يخرج مدمن إصابات ليتهمه بتلك الأشياء لكن بقت الأمور حبيسة الغرف المغلقة إلى أن جاءت فرصة الفرنسي للرد وبأقوى طريقة ممكنة على اللاعب الذي تعرض لـ20 إصابة في ظرف 6 سنوات تسببت في غيابه عن أكثر من 70 مباراة.

لم يهم زيزو كثيراً أن ما قاله قد يخفض من سعر بيل إذ لم يعد هناك مجال للتراجع فالرحيل أصبح ضرورياً .. فقط أطلق حممه التصريحية وغادر تاركاً وكيل بيل يغلي، الأمر الذي أسعد كثيرين من عشاق ريال مدريد الذين كانوا يعانون من نفس هذا الغليان بسبب تصريحات وكيل الويلزي المتعالية عن الغولف واللغة والمعيشة في إسبانيا.

الآن إلى أين يتجه بيل؟ سؤال إجابته تبدو صينية أكثر من أي وقتٍ مضى وتقارير تتحدث عن أرقام فلكية قد يحصل عليها تجعله أول لاعب في التاريخ يحصل على مليون جنيهاً أسترلينياً في الأسبوع.

لماذا ليست أوروبا؟ ما تزال هناك فرصة للرحيل إلى باريس سان جيرمان بينما لم يعد مانشستر يونايتد ينوي صرف مبلغ كبير على لاعب وصل إلى عمر الـ30 قبل أسبوع وهو الحدث الذي مر مرور الكرام على جمهور يعد من ضمن الأضخم عدداً في العالم ولم يعد يأبه كثيراً بلاعب فقد بوصلته منذ سنوات وتعرض لصافرات استهجان أكثر من التحيات الحارة في الموسم الماضي.