يوسف ألبي

اختتمت بطولة كأس الأمم الأفريقية في نسختها الثانية والثلاثين التي أقيمت في مصر، وتوج المنتخب العربي الجزائري بلقب البطولة للمرة الثانية في تاريخه بعد غياب ما يقارب ثلاثة عقود، بعد فوزه في النهائي على المنتخب السنغالي بهدف وحيد عن طريق بغداد بونجاح، لتنتهي هذه البطولة وفي طياتها الكثير من الأمور الإيجابية للكرة الأفريقية.

فهناك الكثير من اللاعبين الذين تألقوا في هذه البطولة وبالتحديد المحترفين في القارة العجوز ليثبتوا أحقيتهم في اللعب مع الأندية الأوروبية، ولاشك أن بداية حديثنا سيكون عن لاعبين الجزائر الملقبين بــ «محاربي الصحراء» ويأتي في مقدمتهم رياض محرز نجم مانشستر سيتي الإنجليزي، حيث تألق بشكل كبير مع منتخب بلاده وأحرز ثلاثة أهداف والأهم الهدف القاتل في نصف النهائي أمام نيجيريا، فعام 2019 سيكون خالداً في بال محرز وجميع الجزائريين بسبب تتويجاته الكثيرة سوء مع السيتي أو منتخب بلاده.

ومن الجزائر أيضاً شاهدنا المتألق إسماعيل بن ناصر لاعب نادي إيمبولي الإيطالي، الذي ترك بصمة كبيرة وساهم بشكل ملحوظ في تتويج الخضر بالبطولة، حيث صنع ثلاثة أهداف لزملائه وأهمها هدف الفوز باللقب في شباك السنغال، وحصل اللاعب الشاب على جائزة أفضل لاعب دور المجموعات وواصل هيمنته ليتوج بأفضل لاعب في البطولة، ليكون ذلك مسك الختام لمسيرة اللاعب في البطولة، كما برز عدة لاعبين جزائريين مثل اليافع آدم أوناس المحترف مع نابولي الإيطالي وعدلان قديورة لاعب خط الوسط نوتنغهام فورست، الذين تألقوا بطريقة مثالية مع رفقاء المدرب «المجتهد» جمال بلماضي.

ومن السنغال هناك خمسة لاعبين تألقوا بشكل لافت مع منتخب بلادهم، حيث نالوا الكثير من الإشادات نظير أدائهم الكبير وعلى رأسهم هداف ليفربول الإنجليزي ساديو مانيه ولاعب خط وسط إيفرتون إدرياسا جانا، كما أن هناك عدة لاعبين خط الدفاع الذين تركوا بصمة رفقة «أسود التيرانغا» مثل لامين جاساما لاعب جوتيزبي سبور التركي ويوسف سبالي المحترف رفقة نادي بوردو الفرنسي وكاليدو كوليبالي صمام أمان نابولي الإيطالي، كل لاعبي السنغال التي تم ذكرهم سلفاً تم اختيارهم ضمن التشكيلة المثالية في البطولة وهم أكثر جنسية في تلك التشكيلة برصيد خمسة لاعبين.

مع منتخب تونس برز عديد اللاعبين واللذين كانوا بوابة عبور «نسور قرطاج» لنصف النهائي للمرة الأولى منذ تتويجهم بلقب البطولة على أرضهم في عام 2004، ومن أبرز اللاعبين وهبي الخزري متوسط ميدان سانت إتيان الفرنسي، الذي تمكن من صناعة ما يقارب 13 فرصة حقيقية للتهديف وياسين مرياح لاعب خط دفاع أولمبياكوس اليوناني.

كما شاهدنا مجموعة لاعبين سحبوا البساط مع منتخباتهم مثل شوكويزي لاعب المنتخب النيجيري والمحترف مع فياريال الأسباني الذي يمتاز بالسرعة والمهارة الفائقة، ومع كوت ديفوار برز جوناثان كودجيا مهاجم أستون فيلا الإنجليزي، حيث قدم مستويات رفيعة وكان له الفضل في وصول «الأفيال» إلى ربع النهائي، فقد سجل هدفين ومنح زملائه عدة تمريرات حاسمة للتسجيل، وهناك أيضاً ويلفريد زاها ونيكولاس بيبي لاعبي كريستال بالاس الإنجليزي وليل الفرنسي على التوالي.

كما تألق مجموعة من اللاعبين المحترفين خارج أوروبا مثل اوديون إيجالو مهاجم منتخب نيجيريا، الذي سجل خمسة أهداف وحصل على جائزة الحذاء الذهبي، ومن الجزئر بغداد بونجاح صاحب هدف الفوز باللقب الأفريقي، والحارس رايس مبولحي الذي توج بجائزة القفاز الذهبي والذي استقبل هدفين فقط طوال مشوار الجزائر في البطولة، وهناك أيضاً يوسف المساكني من تونس وسيدريك باكامبو من غينيا وميكاييل أولونجا من كينيا، وغيرهم من اللاعبين الذين قدموا مستويات مبهرة ومشرفة في العرس الأفريقي الكبير.