محمد الدرويش
عاشت جماهير أتلتيكو مدريد حالة من الصمت المخيب للآمال والذهول المفاجئ عندما بدأت الأخبار تؤكد أن مسألة إنتقال أنطوان جريزمان الى برشلونة ليست سوى مسألة وقت، الأمر الذي قابله لدى عشاق الروخيبلانكوس حالة من عدم اليقين والخوف من المستقبل في ظل رحيل نجم الفريق الأول، لكن استطاعت إدارة الأتلتيكو بث الحياة والروح في قلب النادي النابض (الجماهير) من جديد بتعاقدٍ أصنفه شخصياً أفضل صفقة يوم بها أيُّ نادٍ هذا الصيف، بالحصول على خدمات أحد المواهب الواعدة والتي يُتوقع لها نجاحاً منقطع النظير هو جواو فيليكس قادماً من مصنع صقل المواهب والنجوم نادي بنفيكا البرتغالي بقيمة مالية بلغت 120 مليون يورو.
ولهذه الصفقة مؤشراتٍ عدة توحي أنّ أتلتيكو مدريد ماضٍ بقوة نحو مشروعه الكروي، بعد أن حقق النادي خلال المواسم الست الماضية نتائج مرضية جعلته يقارع كبار أندية أوروبا، وأهم هذه المؤشرات أن ثاني أندية العاصمة الإسبانية أرسل رسالة لجميع منافسيه أنه قادرٌ على حسم صفقات كبرى واجتذاب المواهب الأكثر طلباً في القارة خصوصاً وأن فيليكس تم خطفه من قبل أحد أقوى الأندية مالياً في العاميين الماضيين نادي مانشستر سيتي، ما يجعل الأتلتي رقماً صعباً في معادلة التعاقدات وحسم الصفقات الكبرى خلال الأعوام القادمة، كما أثبت الروخيبلانكوس أنه مازال يملك فريقاً تنافسياً ومدرباً بارزاً صاحب الأجر الأعلى في العالم، ما يجعلنا نلاحظ أهمية المكانة الكروية التي بات النادي الإسباني يحظى بها مقارنة مع وضع الفريق قبل عقدٍ من الزمن فقط.
وأثار فيليكس إعجاب كبار القارة العجوز، والملايين من المشجعين حول العام، كيف لا وقد استطاع أن يكون في موسم واحد نجم بنفيكا "فخر البرتغال" الأوحد على الإطلاق، ورغم عدم إيماني الكامل بلغة الأرقام في كرة القدم الحديثة، إلا أن سجلات اللاعب تظهر أنه أحد أهم عوامل الحسم لأي مباراة معهم، حيث أصبح أصغر لاعب يسجل في مرمى الغريم التقليدي بمنافسات الدوري البرتغالي سبورتينغ لشبونة، كما أنه استطاع التألق أوروبياً وأصبح أول لاعب يسجل ثلاثية لبنفيكا في المنافسات الأوروبية لكن هذه الإحصائيات لا تعني أفضليته على أحد سوى في البرتغال، فاللعب في دوري سهل نسبياً كالدوري البرتغالي شيء والتواجد في دوري يصنف كأفضل دوري في العالم شيء آخر، وهنا يمكن الوقوف حقيقة على إمكانية هذا اللاعب الذي قد يصبح جوهرة الفريق التي لا تقدر بثمن !
ولعل حكايات فشل اللاعبين المنتقلين من الدوري البرتغالي للعب في الدوريات الكبرى كثيرة عموماً وعانى خصوصاً منها أتلتيكو مدريد سابقاً، حيث قام النادي في عام 2015 بالتعاقد مع جاكسون مارتينيز الذي كان هداف بورتو الأول تلك الفترة مقابل مبلغ 35 مليون يورو، لكن قدرات هذا اللاعب لم تظهر كما كانت عليه في البرتغال وفشل بالوصول إلى قمة مستواه حيث سجل هدفين في 15 مباراة ما جعل إدارة النادي تفكر ببيعه سريعا لصالح غوانغو إيفرغراند الصيني.
ثاني الحكايات هو موهبة الخط الوسط الأرجنتيني نيكولاس غاتيان الذي كان مشروعاً لواحد من أفضل صانعي الألعاب في العالم، لكن لم يستطع التأقلم مع أفكار دييغو سيميوني "الدفاعية" ولم يتمكن من كسب ثقة مواطنه فكانت النتيجة بيعه خلال الميركاتو الشتوي والإطاحة به سريعاً بعد 11 مباراة فقط في إسبانيا.
واستمرت حكايات فشل لاعبي الدوري البرتغالي مع الروخيبلانكوس بالتعاقد مع موهبة أخرى من سبورتينغ لشبونة هو جيلسون مارتينيز الذي يبدو أنه أكثر الصفقات التي ندم عليها سيميوني، فكانت النتيجة بيعه من خلال نافذة الميركاتو الشتوي وجمع أمواله لدفع أجور ألفارو موراتا قبل بيعه لاحقاً إلى موناكو.
عندما سئل سيميوني بعد رحيل جريزمان عن اللاعب الذي يود التعاقد معه لتعويض رحيل النجم الفرنسي أجاب: "سأبحثُ عن شخصٍ مثل أنطوان عندما تعاقدنا معه من ريال سوسيداد ".
نظرياً هذه الصفقة لا يمكن أن تكون مشابهة لصفقة التعاقد مع جريزو لعدة أسباب لكن أهمها أن جريزمان جاء وهو يعرف أجواء الدوري الإسباني ومتأقلم معها تماماً، وثاني الأسباب النضح من ناحية الأداء والعمر وثالثها مهارته الهجومية وقدراته التهديفية العالية التي أصبحت واضحة للعيان فكان رهان أتلتيكو عليه منطقياً، أما الرهان على فيليكس فهو على مهارات اللاعب الخام التي لا يمكن أن تتبلور إلا بعد نهاية الموسم القادم لنقف على حقيقة مستواه و ما يمكن أن يقدمه "رونالدو الجديد" في الليغا.
نهاية القول، لا يختلف أي اثنين على موهبة فيليكس، اللاعب لديه أرقام مميزة وسجل تهديفي جيد للاعب في عمره، مهارات اللاعب وقدرته على اللعب في عدة مراكز تعطي سيميوني نقاط قوة عدة، الأمر يقف على ما قد يقدمه مع أتلتيكو مدريد فإما أن يكون رعباً قادماً بالنسبة لفرق الليغا وأوروبا وعاملاً حاسماً لدى أتلتيكو مدريد ليكون "رونالدو" جديداً في مدريد وجوهرة لا تقدر بثمن وإما أن يصبح طيّ النسيان كالعديد من المواهب الخارقة التي سبقته وتلاشت! يمكن القول إن موسم 2019-2020 سيكون أكثر المواسم حسماً في مسيرة الشاب البرتغالي لننتظر ونرى ما سيحصل.
{{ article.visit_count }}
عاشت جماهير أتلتيكو مدريد حالة من الصمت المخيب للآمال والذهول المفاجئ عندما بدأت الأخبار تؤكد أن مسألة إنتقال أنطوان جريزمان الى برشلونة ليست سوى مسألة وقت، الأمر الذي قابله لدى عشاق الروخيبلانكوس حالة من عدم اليقين والخوف من المستقبل في ظل رحيل نجم الفريق الأول، لكن استطاعت إدارة الأتلتيكو بث الحياة والروح في قلب النادي النابض (الجماهير) من جديد بتعاقدٍ أصنفه شخصياً أفضل صفقة يوم بها أيُّ نادٍ هذا الصيف، بالحصول على خدمات أحد المواهب الواعدة والتي يُتوقع لها نجاحاً منقطع النظير هو جواو فيليكس قادماً من مصنع صقل المواهب والنجوم نادي بنفيكا البرتغالي بقيمة مالية بلغت 120 مليون يورو.
ولهذه الصفقة مؤشراتٍ عدة توحي أنّ أتلتيكو مدريد ماضٍ بقوة نحو مشروعه الكروي، بعد أن حقق النادي خلال المواسم الست الماضية نتائج مرضية جعلته يقارع كبار أندية أوروبا، وأهم هذه المؤشرات أن ثاني أندية العاصمة الإسبانية أرسل رسالة لجميع منافسيه أنه قادرٌ على حسم صفقات كبرى واجتذاب المواهب الأكثر طلباً في القارة خصوصاً وأن فيليكس تم خطفه من قبل أحد أقوى الأندية مالياً في العاميين الماضيين نادي مانشستر سيتي، ما يجعل الأتلتي رقماً صعباً في معادلة التعاقدات وحسم الصفقات الكبرى خلال الأعوام القادمة، كما أثبت الروخيبلانكوس أنه مازال يملك فريقاً تنافسياً ومدرباً بارزاً صاحب الأجر الأعلى في العالم، ما يجعلنا نلاحظ أهمية المكانة الكروية التي بات النادي الإسباني يحظى بها مقارنة مع وضع الفريق قبل عقدٍ من الزمن فقط.
وأثار فيليكس إعجاب كبار القارة العجوز، والملايين من المشجعين حول العام، كيف لا وقد استطاع أن يكون في موسم واحد نجم بنفيكا "فخر البرتغال" الأوحد على الإطلاق، ورغم عدم إيماني الكامل بلغة الأرقام في كرة القدم الحديثة، إلا أن سجلات اللاعب تظهر أنه أحد أهم عوامل الحسم لأي مباراة معهم، حيث أصبح أصغر لاعب يسجل في مرمى الغريم التقليدي بمنافسات الدوري البرتغالي سبورتينغ لشبونة، كما أنه استطاع التألق أوروبياً وأصبح أول لاعب يسجل ثلاثية لبنفيكا في المنافسات الأوروبية لكن هذه الإحصائيات لا تعني أفضليته على أحد سوى في البرتغال، فاللعب في دوري سهل نسبياً كالدوري البرتغالي شيء والتواجد في دوري يصنف كأفضل دوري في العالم شيء آخر، وهنا يمكن الوقوف حقيقة على إمكانية هذا اللاعب الذي قد يصبح جوهرة الفريق التي لا تقدر بثمن !
ولعل حكايات فشل اللاعبين المنتقلين من الدوري البرتغالي للعب في الدوريات الكبرى كثيرة عموماً وعانى خصوصاً منها أتلتيكو مدريد سابقاً، حيث قام النادي في عام 2015 بالتعاقد مع جاكسون مارتينيز الذي كان هداف بورتو الأول تلك الفترة مقابل مبلغ 35 مليون يورو، لكن قدرات هذا اللاعب لم تظهر كما كانت عليه في البرتغال وفشل بالوصول إلى قمة مستواه حيث سجل هدفين في 15 مباراة ما جعل إدارة النادي تفكر ببيعه سريعا لصالح غوانغو إيفرغراند الصيني.
ثاني الحكايات هو موهبة الخط الوسط الأرجنتيني نيكولاس غاتيان الذي كان مشروعاً لواحد من أفضل صانعي الألعاب في العالم، لكن لم يستطع التأقلم مع أفكار دييغو سيميوني "الدفاعية" ولم يتمكن من كسب ثقة مواطنه فكانت النتيجة بيعه خلال الميركاتو الشتوي والإطاحة به سريعاً بعد 11 مباراة فقط في إسبانيا.
واستمرت حكايات فشل لاعبي الدوري البرتغالي مع الروخيبلانكوس بالتعاقد مع موهبة أخرى من سبورتينغ لشبونة هو جيلسون مارتينيز الذي يبدو أنه أكثر الصفقات التي ندم عليها سيميوني، فكانت النتيجة بيعه من خلال نافذة الميركاتو الشتوي وجمع أمواله لدفع أجور ألفارو موراتا قبل بيعه لاحقاً إلى موناكو.
عندما سئل سيميوني بعد رحيل جريزمان عن اللاعب الذي يود التعاقد معه لتعويض رحيل النجم الفرنسي أجاب: "سأبحثُ عن شخصٍ مثل أنطوان عندما تعاقدنا معه من ريال سوسيداد ".
نظرياً هذه الصفقة لا يمكن أن تكون مشابهة لصفقة التعاقد مع جريزو لعدة أسباب لكن أهمها أن جريزمان جاء وهو يعرف أجواء الدوري الإسباني ومتأقلم معها تماماً، وثاني الأسباب النضح من ناحية الأداء والعمر وثالثها مهارته الهجومية وقدراته التهديفية العالية التي أصبحت واضحة للعيان فكان رهان أتلتيكو عليه منطقياً، أما الرهان على فيليكس فهو على مهارات اللاعب الخام التي لا يمكن أن تتبلور إلا بعد نهاية الموسم القادم لنقف على حقيقة مستواه و ما يمكن أن يقدمه "رونالدو الجديد" في الليغا.
نهاية القول، لا يختلف أي اثنين على موهبة فيليكس، اللاعب لديه أرقام مميزة وسجل تهديفي جيد للاعب في عمره، مهارات اللاعب وقدرته على اللعب في عدة مراكز تعطي سيميوني نقاط قوة عدة، الأمر يقف على ما قد يقدمه مع أتلتيكو مدريد فإما أن يكون رعباً قادماً بالنسبة لفرق الليغا وأوروبا وعاملاً حاسماً لدى أتلتيكو مدريد ليكون "رونالدو" جديداً في مدريد وجوهرة لا تقدر بثمن وإما أن يصبح طيّ النسيان كالعديد من المواهب الخارقة التي سبقته وتلاشت! يمكن القول إن موسم 2019-2020 سيكون أكثر المواسم حسماً في مسيرة الشاب البرتغالي لننتظر ونرى ما سيحصل.