أحمد عطا

التهمت أسماك البريميرليغ منافسيها الصغار وانتصر 5 من أصل 6 أسماء كبيرة معروفة بمبارياتهم وهو الرقم الأقصى الممكن بعدما استضاف مانشستر يونايتد غريمه تشيلسي واكتسحه بأربعة أهداف نظيفة في نتيجة لم يتوقعها أشد المتفائلين في المعسكر الأحمر.

انطلاقة البريميرليغ حملت بعض الملامح التكتيكية للمدربين الذين ستمر عدة أسابيع قبل أن نستشف رؤيتهم العامة لطريقة لعب الفريق خاصة مع وجود الكثير من التعاقدات الجديدة التي لم تحظَ بفترة تدريبية كافية مع الفريق أو حتى بعض الدوليين الذين أنهوا الموسم متأخراً مع منتخبات بلادهم ولم يستعيدوا جاهزيتهم بعد.

نرصد معكم بعض الملاحظات والأسئلة التي خرجنا بها من الأسبوع من البريميرليغ:

1- سولسكاير ينجح في اختباره الأول ولكن: اليونايتد اكتسح تشيلسي في المباراة الرسمية الأولى لسولسكاير هذا الموسم لكن كان واضحاً للعيان أن الفريق قد مر بأعجوبة من الشوط الأول دون أن يتلقى هدف التعادل على الأقل بل تمكن كذلك من اقتناص هدف التقدم عكس سير اللعب.

هذا الهدف أعاد يونايتد سولسكاير للسيناريو الذي تميز فيه الموسم الماضي .. سيناريو ألا يكون هو الفريق الساعي للتسجيل بل يكون ردة فعل .. هذا الأمر ليس بمضمون في كل مباراة بل في الحقيقة قد لا يكون الغالب في مباريات الشياطين كونهم الفريق الأكثر سطوة وشهرة أمام غالبية أندية البريميرليغ حاله كحال الأسماك الستة الكبيرة والسؤال هل يمكن للفريق أن يظهر تطوراً في معضلة خلق الفرص عندما يكون المنافس من يدافع؟

هذا يدفعنا دفعًا للتساؤل عما إذا كان أنتوني مارسيال سيكون كافياً في سيناريو غير سيناريو التحولات الذي أجاده رجال سولسكاير؟ أم أن الفريق قد يدفع ثمن رحيل روميلو لوكاكو دون جلب بديل صريح؟

نقطة أخرى ربما تفسر لغزاً شعر به كثيرون وهو أن خط دفاعه كان متحسناً جداً مع وصول وان بيساكا وهاري ماغواير لكن ذلك الأمر كان في الوقت الذي يتعرض فيه مرمى دي خيا لسيل من الفرص.

وفي الحقيقة فإن تفسير هذا الأمر لا يكمن في خط الدفاع بل يكمن في خط الوسط الذي بدا فاتراً غير قادر على قطع الكرات بل إن الكثير من الكرات قد قطعت من بوجبا ومكتوميناي بالذات ولم يكونا قادرين على التعامل مع ضغط وسط تشيلسي، أما عن تميز دفاع اليونايتد مع كل هذا فقد كان في التحرك الذكي والتعامل مع هجمات تشيلسي عبر تسييرها إلى أصعب الخيارات الممكنة كما كان الحال مثلاً مع تسديدة إيمرسون التي اصطدمت بالعارضة.

2- ماذا ينتوي إيمري فعله عقب وصول لويز؟: فاجأ أوناي إيمري الجميع بتشكيلة بها الكثير من اللاعبين غير الأساسيين وصغار السن رغم خوضه لمباراة قوية على ملعب اشتهر بالصعوبة هو ملعب سان جيمس بارك معقل نيوكاسل يونايتد.

وربما يكون إيمري معذوراً في الدفع ببعض اللاعبين على اعتبار أنه كان يفتقد لخدمات مسعود أوزيل وسياد كولازيناش لأسباب تتعلق بسلامتهم بينما لم يفت وقت طويل عندما وصلت صفقاته الجديد كنيكولاس بيبي وداني سيبايوس وكيران تيرني ودافيد لويز.

والحقيقة أن الاسم الأخير هو عصب المقال، فمع وصوله يرى أغلب المتابعين أن إيمري سيستمر في عملية اللعب بثلاثي دفاعي لكن مباراة سان جيمس بارك شهدت دخول إيمري بتشكيلة رباعية في الدفاع والتساؤلات حول عما إذا كان المدرب الإسباني ينوي الدفع بلويز بدلاً من موستافي ويكتفي بخط رباعي أم أن الأمر كان مؤقتاً فقط لنقص عناصر الدفاع؟ الأيام القادمة ستشهد إجابة واضحة على السؤال.

3- محرز أم بيرناردو؟ أم كلاهما؟: كانت مفاجأة سعيدة ذلك المستوى الذي ظهر به الدولي الجزائري رياض محرز في مباراة فريقه ضد وستهام يونايتد والتي انتهت بممارسة السيتي لهوايته بالتسجيل الغزير بمجرد أن تسنح الفرصة.

محرز قدم مباراة شبه مثالية كان فيها حاضراً وبقوة ومرر 3 تمريرات حاسمة بالإضافة إلى واحدة رابعة ألغاها الحكم بعد تسلل غاية في الضيق، وبدا واضحاً وأنه يتمتع بثقة كبيرة في طريقة لعبه وهي الثقة التي ربما استمد المزيد منها من خلال قيادته لمنتخب بلاده للتتويج الأفريقي الغالي.

الآن وقد قدم محرز أوراق اعتماده منذ الدقيقة الأولى في البريمرليج يبقى التساؤل حول ما إذا كان يمكن أن يحتل المركز الذي سيطر عليه بيرناردو سيلفا وقدم من خلاله موسماً رائعاً أم أن محرز سيظل خياراً ثانياً، فحتى وإن كان يحظى في النهاية بوقتٍ كافٍ للعب إلا أن الأمور تبدو أوضح عندما يحل ميعاد المباريات الكبرى حيث يلجأ جوارديولا أكثر لخيار بيرناردو.

وربما يكون لجوارديولا فكرة أخرى بمحاولة الاستفادة من محرز بشكل شبه مستمر عن طريق الاعتماد على بيرناردو سيلفا في وسط الملعب بدلاً من الجناح لكن هذا الأمر قد يكون صعباً بوجود الجوهرتين كيفن دي بروينة ودافيد سيلفا. على كلٍ الرزنامة المزدحمة وإصابة ليروي ساني ستسمح لمحرز بالحصول على المزيد من الوقت للعب لكن سيكون جميلاً مشاهدته يشارك بشكل أكبر في المباريات الأهم في الموسم.

4- معضلة ريتشارلسون: خاض مدرب إيفرتون ماركو سيلفا مباراة فريقه الأولى في البريميرليغ برسم خططي 4/2/3/1 بعدما قرر أن يدفع بثلاثيه القوي ريتشارلسون وسيجوردسون وبيرنارد في آنٍ واحد تحت رأس حربة وحيد هو كالفيرت لوين.

وبعدما ضم إيفرتون مويس كين من يوفنتوس مقابل حوالي 30 مليون يورو فإن مسألة عدم لعبه أساسياً تبدو صعبة بمجرد نيله فترة تدريبية كافية مع الفريق وتقديمه مستوى جيد لذلك تبدو هناك احتمالية كبيرة لاستمرار ريتشارلسون في مركز الجناح الأيمن كما حدث أمام كريستال بالاس.

والحقيقة أن ريتشارلسون لاعب جيد يمتلك خصال رأس الحربة والمهاجم المتأخر والجناح الأيمن لكن لا تشعر وأنه يمتلك مميزات قوية في إحداها، ففي كل مركز من تلك المراكز يمتلك بعض الأشياء المميزة لكنه يفتقد لبعضها.

وإن نظرنا لمركز الجناح الأيمن الذي يُحتمل أن يلعب فيه باستمرار على حساب ثيو والكوت فإن ريتشارلسون يفتقد للسرعة وكذلك لا يمتلك مهارة فردية كبيرة في المواجهات رجل لرجل خاصة من وضعية الثبات.

ربما يكون ريتشارلسون مناسباً كمهاجم متأخر في طريقة 4/4/1/1 مع انتقال سيجوردسون كجناح أيمن مزور أقرب إلى صانع ألعاب على طريقة دافيد سيلفا في السيتي خلال عصر مانويل بيلجريني أو حتى ربما يكون ريتشارلسون مناسباً كجناح أيمن في طريقة 4/3/3 وليس 4/2/3/1 حيث يُنتظر وقتها أن يستفيد باستمرار من قدرته المميزة على الدخول في الوقت المناسب لعمق منطقة الجزاء والاستفادة من إجادته لضربات الرأس، لكن هل يستطيع التميز في خطة 4/2/3/1؟ لا أظن، لكن لنرى ما يمكن أن يحدث في الأسابيع القادمة.