محمد الدرويش"أنا أُحب بول بوغبا كثيراً، وهذا الأمر ليس بالجديد عليكم، أعرفه شخصياً وهو مختلف تماماً عما يراه الناس عنه، إنه يستطيع إضافة أمور لا يفعلها إلا القله وذلك بفضل نوعيته كلاعب، يستطيع أن يهاجم ويعرف متى يدافع".بهذه الكلمات والتصريحات التي وضعتها صحيفة ماركا الإسبانية الشهيرة، ربما نعرف السر الكامن وراء إعجاب المدير الفني لريال مدريد، الفرنسي زين الدين زيدان بمواطنه بول بوغبا، لذلك سنسلط الضوء من خلال هذا التقرير على أبرز الأسباب التي تجعل زيزو مصراً على التعاقد مع أحد أهم لاعبي الوسط في العالم.***- أولاً: الشخصية القيادية:يتميز بول بوغبا بشخصيةٍ قيادية، فهو يُظهر ذلك في مباريات فريقه مانشستر يونايتد من خلال توجيه زملائه داخل الملعب حتى عندما تمّ سحب شارة القيادة منه عندما كان "السبيشل ون جوزيه" مورينيو مدربا للشياطين الحمر الموسم الماضي قبل إقالته وتعيين غونار سولسكاير مدرباً للفريق، الأمر لا يقف على ما نشاهده في الملعب فقط، فقد أصدر اتحاد كرة القدم الفرنسي فيلماً خاصاً يوضّح دور بول في قيادة فرنسا للفوز بكأس العالم 2018 وذلك من خلال تشجيع اللاعبين وحثهم على النقاشات بين الشوطين لمعرفة مواضع الخلل إن وُجدت وتحفيزهم لتقديم الأفضل وربما كان عامل الحماس الذي بثه " القائد " بوغبا سبباً رئيساً وراء تألق الديوك في المونديال الروسي، وهُنا يجدر الذكر أن ريال مدريد لا ينقصه قائد فذ بتواجد عدد من اللاعبين أبرزهم مارسيلو وسيرجيو راموس، إلا أن تواجد بوغبا سيعطي شكلاً مختلفاً ولوناً آخر للفريق داخل غرفة تغيير الملابس التي يعرف زيدان كيف يدير الأمور داخلها للحفاظ على تلاحم وترابط اللاعبين.***- ثانياً: لاعب يستطيع فرض الرتم:يعتبر بوغبا دون أدنى شك قيمة فنية لأي نادٍ يلعب له في العالم، ولما يتمتع به من ثقة كبيرة بالنفس فإن بول يستطيع فرض الرتم الخاص بفريقه خلال المباراة وإدارة اللقاء ضد الخصم كيفما يشاء، فهو صاحب نظرة ثاقبة ويمكنه اللعب في عدة مراكز بخط الوسط لعل أبرزها تواجده في مركز الارتكاز "لاعب رقم 6 " وقدرته على التراجع للخلف قليلاً أثناء الدفاع كما تساعده انطلاقاته التي يفاجئ بها الخصم دائماً معتمداً على قوته البدنية، تسديداته القوية وكذلك قدرته على اللعب في الهواء عاملاً هجومياً لا يمكن تجاهله أبداً ما يُشكل خطراً إضافياً على الفريق المنافس عدا ذلك الذي يشكله لاعبو خط الهجوم.******- ثالثاً: مواجهة الصحافة المدريدية والإدارة: برأيي الشخصي أعتبر هذا السبب الرئيسي لإصرار زيدان على التعاقد مع بوغبا، فهو يعرف نهج الصحافة المدريدية الذي تتبعه "نكران الجميل" وكذلك "كبش الفداء" الذي غالباً ما يكون المدرب وتعلق عليها إدارة الميرينغي شمّاعات الفشل، لذا فإن زيزو يود تجنب مصير أسلافه السابقين وتحديداً جولين لوبيتيغوي الذي لم توفر له الإدارة الملكية كافة ما يريد من صفقات، ولعل عودة زين الدين زيدان لتدريب النادي الملكي حسب ما نشرته صحف عدة، كان شرطها الوحيد والذي انتصر فيه زيدان على رئيس الفريق فلورنتينيو بيريز هو أن يكون الأول صاحب القرار الأول والأخير في سوق الانتقالات وبعد التعاقد مع ميلياتو في خط الدفاع، هازارد ويوفيتش في خط الهجوم يبحث زيزو عن دعامة أخيرة في خط الوسط يكون بوغبا، الذي قد يكون لخلافة المايسترو في خط الوسط، الكرواتي لوكا مودريتش في ظل تراجع الأخير في المستوى وتقدمه في العمر والأمر نفسه للألماني توني كروس ضابط إيقاع الفريق خلال المواسم الأخيرة.***- رابعاً: غايات تجارية وتسويقية:لعل هذا السبب الوحيد الذي يمكن لزيدان أن يقنع من خلاله بيريز بالتعاقد مع بوغبا، فبوغبا ليس لاعباً بقيمته الفنية فقط، بل إنه وجه تسويقي لكبرى الشركات الرياضية في العالم، وانتقاله للنادي الملكي قد يُشكل تأثيراً مشابهاً تماماً لـ"تأثير رونالدو" عندما انتقل ليوفنتوس، من خلال ازدياد عدد المبيعات في التذاكر والقمصان الخاصة بالفريق والتي تحمل رقمه عدا عقود رعاية تجارية وتسويقية يكون للميرينغي جزء منها، وهي غايات تجارية وتسويقية قد تحتاج مقالاً منفصلاً للحديث عنها.أيام قليلة تفصلنا عن نهاية الميركاتو، ريال مدريد ورغم البداية الجيدة نوعاً ما في الدوري الاسباني، إلا أن هذا ليس كافياً للحكم على الفريق فهو لم يلعب سوى مباراتين في الليغا حتى اللحظة بعد سلسلة من التعثرات خلال فترة التحضيرات الصيفية، احتياج الفريق للاعب خط وسط أمرٌ لا يجث التغاضي عنه خصوصاً بعد مباراة أمس الأول ضد بلد الوليد، صحيح أن المبلغ الذي يطلبه المان يونايتد للتخلي عن بوغبا كبير وكبيرٌ جداً، إلا أن حاجة الملكي لمن يعيد ترتيب أوراقه في أهم خطوط الملعب تعتبر ضرورة ملحة للتعاقد مع بوغبا، لذا يجب على بيريز الانصياع وتحقيق رغبة زيدان ليستطيع بعدها البناء على فريقٍ يمكنه العودة للسيطرة على أوروبا كما فعلوا قبل موسمين فقط!