يوسف ألبي

عندما نضع اللاعبين الأجانب المحترفين في قارة أوروبا تحت «مجهر الأفضل»، فلا شك أن كل الحديث سيكون عن اللاعبين أصحاب الجنسيتين البرازيلية والأرجنتينية الغريمين الأزليين، فهم من أكثر اللاعبين غير الأوروبيين انتشاراً في القارة العجوز إن لم يكونا أكثرهم على الإطلاق، فدائماً ما نشاهد تنافساً استثنائياً بين البرازيل والأرجنتين في اللعبة الأشهر في العالم، فهناك العديد من اللاعبين من الجنسيتين والمحترفين مع أكبر وأمجد الأندية في أوروبا، والسؤال هنا أيهما أنجح حالياً في القارة العجوز اللاعب البرازيلي أم الأرجنتيني؟

على الرغم من تحقيق البرازيل لقب كوبا أمريكا هذا العام، ولكن في الدوريات والبطولات الأوروبية نشاهد أفضلية وبروز للاعبين الأرجنتينيين على حساب البرازيليين، ويعود ذلك بسبب أستقرارهم مع أنديتهم والالتزام في التدريبات والسعي وراء التطور من أجل الوصول للمثالية وعدم السير وراء السهر، وهذه لا شك عوامل نجاح أي لاعب كرة قدم في العالم.

في البداية سنسرد لكم نجاح اللاعب الأرجنتيني، فلا شك يأتي في مقدمتهم الأيقونة ليونيل ميسي هداف برشلونة الأول عبر العصور، فالجميع يتفق أن هذا اللاعب نادر المواصفات، فأرقامه وإنجازاته وبطولاته تحكي عن أسطورية هذا اللاعب الذي دائماً ما يقدم الأفضل رغم تقدمه في العمر، وهو يستحق أن نطلق عليه مصطلح الأعجوبة الكروية.

وهناك أيضاً المهاجم «الفذ» سيرجيو أغويرو، هذا اللاعب الذي له فضل كبير في إنجازات مانشستر سيتي الإنجليزي الأخيرة، كيف لا وهو هداف الفريق التاريخي، حيث يملك اللاعب الأرجنتيني حاسة تهديفية كبيرة بالإضافة إلى قوة قدميه التي لا ترحم أمام المرمى، ويعتبر أغويرو واحداً من أفضل الهدافين الأجانب تاريخياً في البطولات الإنجليزية، كما أن هناك لاعباً ذا طراز رفيع وهو ديماريا الذي يترك بصمة أينما حل، حيث يملك مقومات كثيرة كالسرعة والمراوغة والقدرة الهائلة على تسديد الكرات الثابتة وغيرها من الأمور.

ولا يمكن أن ننسى المهاجم المثير للجدل إيكاردي هداف أنتر ميلان وهداف الدوري الإيطالي عامي 2015 و 2018، وهغوايين هداف الكالتشيو موسم 2016 ومارتينيز نجم أنتر ميلان والذي تألق مع التانغو في كوبا أمريكا قبل أشهر قليلة، وأخيراً أوتامندي ولاميلا وباستوري، فكل هؤلاء هم أفضل لاعبي بلاد الفضة في أوروبا.

أما البرازيل فلا يختلف عليها اثنان أنها الرائدة في تصدير اللاعبين إلى أوروبا بشكل خاص والعالم على وجه العموم، وهذه وفق إحصائيات ودراسات من قبل المختصين في هذا الشأن، ولكن في المقابل نشاهد تراجعاً في مردود اللاعبين البرازيليين في القارة العجوز مقارنة بالسابق، ففي البداية سيكون الحديث عن نيمار الذي قدم مستويات كبيرة مع برشلونة ولكن منذ انتقاله لباريس تراجع نوعاً، فمشكلة نيمار تكمن في كثرة استعراضه وتمثيله بالسقوط في أرضية الملعب، وهي ما أدت إلى كثرة تعرضه للإصابات وتراجعه في الآونة الأخيرة، وهناك أيضاً كوتينيو الذي تألق مع ليفربول واختفى مع برشلونة بسبب مدربه فالفيردي الذي لم يعطه الفرصة الكافية، وينتظر كوتينيو العودة لمستواه المعروف مع فريقه الجديد بايرن ميونيخ.

كما أن هناك اليافع فينيسيوس جونيور وأرثر لاعبي ريال مدريد وبرشلونة وريتشارليسون نجم إيفرتون، الذي ينتظر منهم الكثير لحمل لواء البرازيل، كما نشاهد تراجعاً ملحوظاً في مستوى كاسيميرو و تياغو سيلفا ودفيد لويس وساندرو في الفترة الأخيرة.

وربما من أفضل اللاعبين البرازيليين في أوروبا حالياً هما نجما ليفربول الحارس أليسون وفيرمينو بطلا دوري أبطال أوروبا، مروراً بوليام وغابرييل خيسوس وألفيس الذي ترك أوروبا وعاد للعب في الدوري البرازيلي.