محمد الدرويش
سحبت الخميس الماضي في إمارة موناكو الفرنسية قرعة مجموعات مسابقة دوري أبطال أوروبا، في حفلٍ شهد أيضاً الكشف عن اسم أفضل لاعب في أوروبا لموسم 2018-2019 التي توّج بها عن جدارة واستحقاق الهولندي فيرجيل فان دايك صخرة دفاع ليفربول الانجليزي والذي استطاع التفوق على صاروخ ماديرا البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم يوفنتوس الإيطالي الأول والبرغوث الأرجنتيني ليونيل ميسي كبير أساطير نادي برشلونة الإسباني.
وأسفرت قرعة مسابقة دوري الأبطال عن مواجهات نارية تعد بالكثير من المتعة والإثارة، وللصدفة فإن هذه المواجهات كان العامل والقاسم المشترك بينها هو أن أحد أطرافها سيكون إسبانياً، ففي المجموعة الأولى ننتظر لقاءً كبيراً بين باريس سان جيرمان الفرنسي وريال مدريد الإسباني، أما في المجموعة الرابعة فهناك لقاءً فيها أصبح أشبه بالديربي الأوروبي بين يوفنتوس الإيطالي وأتلتيكو مدريد الإسباني ومباراة أخرى لا تقبل القسمة على اثنين بالمجموعة السادسة أو مجموعة الموت كما أُطلق عليها تجمع أسود الفيستيفال بروسيا دورتموند الألماني وبرشلونة الإسباني عملاق الإقليم الكتالوني.
قراءة وتحليل مجموعات دوري أبطال أوروبا لموسم 2019-2020
***
المجموعة A
(باريس سان جيرمان، ريال مدريد، كلوب بروج، غلطة سراي)
إذا لم يتمكن أحد ناديي باريس سان جيرمان الفرنسي أو ريال مدريد الإسباني من العبور عن هذه المجموعة فإنها ستكون "صدمة القرن"، لكن على الورق تبدو المجموعة سهلة عليهما وهما من سيعبران عنها دون أدنى شك، فـ البي إس جي يدخل منافسات وغمار هذه البطولة وكله أمل بـ"كسر نحس" الأدوار المتقدمة والتتويج بلقب التشامبيونزليغ للمرة الأولى في تاريخهم والثاني على صعيد الكرة الفرنسية بعد أن حقق نادي مارسيليا هذا اللقب عام 1993، ومع تواجد الصغير الخطير كيليان مبابي والمهاجم الفذ والخبير إدينسون كافاني والساحر نيمار (حال بقائه) فسيكون من الصعب رؤية هذا الفريق يسقط، الأمر يتوقف على استطاعته حل مشاكله الدفاعية التي دائما ما يعاني منها قارياً، المشكلة ليست دفاعية فقط بل حتى مركز حراسة المرمى الذي كان سبب فشل سان جيرمان أوروبياً، وإن صحت أخبار التعاقد مع كيلور نافاس من الميرينغي فإن آمال الفريق بالفوز بكأس دوري الأبطال هذا العام تبدو أكبر من أي وقت مضى.
ريال مدريد الآخر يبحث عن الانتفاضة واستعادة التوازن، فبعد موسم 2018-2019 الذي كان سيئاً على الفريق محليا وأوروبيا، ينوي الملكي هذه المرة ومع زين الدين زيدان الذي قادهم للقب هذه البطولة لثلاث مرات متتالية بين عامي 2016 و2018 إلى إصلاح مشاكله وبتعاقدات الفريق المخيفة مثل ميليتاو وميندي من بورتو وليون على التوالي، القناص يوفيتش من فرانكفورت والماكر السريع إيدن هازارد من تشيلسي فإن الحصول على الرابعة عشر ليست بالأمر المستحيل، بشرط أن يستعيد الفريق ثقته بنفسه من جديد وتوفر الأجواء الصحية كروياً داخل غرفة تغيير الملابس التي يعرف زيدان كيف يديرها ويعيدها لطبيعتها.
كلوب بروج البلجيكي وغلطة سراي التركي لن يكون طموحهما أكبر من الحصول على المركز الثالث المؤهلة لمسابقة الدوري الأوروبي وتبدو حظوظهما متساوية بالحصول على هذه البطاقة.
***
المجموعة B
(بايرن ميونيخ، توتنهام، أولمبياكوس، النجم الأحمر)
العديد من الأمور تغيرت بالنسبة لبايرن ميونيخ، فالعملاق البافاري يدخل أجواء هذه المسابقة وقد خسرَ اثنين من أساطير اللعبة وأعمدة الفريق وهما الهولندي آريين روبين والفرنسي فرانك ريبيري، ويبحث أبناء المدرب نيكو كوفاتش عن العودة للواجهة الأوروبية من جديد بعد التذبذب الواضح في الموسمين الأخيرين، ولهذا تم التعاقد مع الكرواتي إيفان بيريسيتش من إنتر ميلان والبرازيلي فيليب كوتينيو من برشلونة واللذين يأمل زعيم الكرة الألمانية أن يتمكنا من إعادته الى الساحة الأوروبية كأحد أكثر الفرق رعباً خصوصاً عندما يلعب على ملعبه " اليانز أرينا " المعروف عند خصومه وأعدائه بـ"جحيم الأرينا" ليكونوا خير خلف لخير سلف كما يُقال، ومع تواجد قناص مثل روبرت ليفاندوفسكي تبدو أمور الفريق في أحسن أحوالها بعد أن وفروا له صانع العاب يستطيع مده بالكرات الجميلة وصناعة اللعب له على مستوى عالٍ وهنا نقصد بكل تأكيد الفتى كوتينيو.
توتنهام استطاع الموسم الماضي من تحقيق المعجزة والوصول إلى النهائي، الأمر الذي يرفع سقف طموحات السبيرز من أجل تكرار وإعادة السيناريو على أمل تحقيق ذلك مرة أخرى والوصول إلى أبعد ما يمكن، وبعد عدة تعاقدات هذا الصيف لم يخفِ المدرب ماوريسيو بوتشينيو هدف الفريق بالفوز بلقب مسابقة دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخهم.
بطاقة الدوري الأوروبي تبدو أقرب للحسم من قبل أولمبياكوس فهو نادٍ يملك خبرة أوروبية لا بأس بها وتاريخ عريق مقارنة بالنجم الأحمر الصربي، ورغم أن الأخير قد آلم ليفربول وأصابه بمقتل الموسم الماضي من منافسات نفس المسابقة إلا أن العبور لليوروباليغ تبدو مهمة صعبة إلا لو حصلت مفاجآت غير متوقعة.
***
المجموعة C
(مانشستر سيتي، شاختار دونيستك، دينامو زغرب، أتلانتا)
يبحث مانشستر ستي عن أول القابه في مسابقة دوري أبطال أوروبا بعد اكتساحه انجلترا وهيمنته المحلية عليها الموسم الماضي، وبتواجد مدربٍ أقل ما يُقال عنه أنه عبقري وهو الاسباني بيب غوارديولا، فإن النادي الانجليزي مُرشح بقوة لإضرام النار في المجموعة الثالثة وحرق منافسيه فيها دون رحمة، ويملك السيتي تشكيلة مثالية قد تكون الأقوى في العالم، ما يعني أن فرقاً مثل شاختار ودينامو زغرب وأتلاتنا عليها التنافس على البطاقة الثانية كون الأول محجوزاً سلفا للسيتيزن.
منطقياً، يبدو شاختار الأقرب للحصول على البطاقة الثانية والتأهل مع المان سيتي خصوصا وأن الفريق قد عبر دور المجموعات في المواسم السابقة، عكس دينامو زغرب الذي لم يحصل سوى على أربع نقاط في آخر 18 مباراة له بدوري الأبطال.
أتلاتنا يشارك للمرة الأولى في تاريخه، ويكفيه هذا المجد والفخر وأتوقع شخصياً قدرته على احتلال المركز الثالث المؤهل للدوري الأوروبي وهو إنجاز رائع بلا أدنى شك لفريق يشارك لأول مرة في مسابقة أوروبية عريقة كالتشامبيونزليغ.
***
المجموعة D
(يوفنتوس، أتلتيكو مدريد، بايرن ليفركوزن، لوكوموتيف)
عندما يتعلق الأمر بدوري أبطال أوروبا فلا بد أن نعترف أن أكثر الشخصيات إثارة في هذه المسابقة هو البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم يوفنتوس، حيث يمتلك صاروخ ماديرا البالغ من العمر 34 عدداً قياسياً من الأهداف (126 هدفاً) وخمسة ألقاب، لذا فإن إدارة السيدة العجوز ومدينة تورينو بأكملها تعلق الآمال عليه لجلب اللقب الى خزينة السيدة العجوز للمرة الأولى منذ موسم 1995-1996.
أتلتيكو مدريد يظهر عازماً هو الآخر على كتابة التاريخ، فالنادي أنفق العديد من الملايين خلال الميركاتو الصيفي لاستقطاب اللاعبين القادرين على قيادة الفريق لمنصات التتويج، وفي هذا الصدد أبرم ثاني أندية العاصمة الإسبانية مدريد أكبر صفقة في تاريخ النادي بالتعاقد مع الموهبة البرتغالية جواو فيليكس المعروف في البرتغال بلقب " رونالدو الجديد " كل ذلك أملاً منهم أن يتمكن هذا الفتى الصغير بعمره الكبير بإمكانياته وقدراته من إدخال الروخيبلانكوس التاريخ.
بطاقة العبور للدوري الأوروبي تبدو أقرب لليفركوزن من لوكوموتيف بحكم الخبرة الأوروبية وفارق الجودة من حيث التشكيل والأسماء بين الناديين.
***
المجموعة E
(ليفربول، نابولي، ريد سالزبورغ، جينك)
مجموعة سهلة لليفربول إن استثنينا نابولي، النادي الإنجليزي يتطلع مجدداً لتحقيق الإنجاز للعام الثاني على التوالي والإحتفاظ بلقبه كبطل لأوروبا، ولم يقم الريدز بأي تعاقدات هذا الصيف مع بعض التشتت الدفاعي الذي ظهر به الفريق في المباريات الأخيرة ما يجعل مهمة النادي صعبة في الوصول بعيداً خلال هذه البطولة إلا لو كان لدى الألماني يورغن كلوب حلول تعيد للفريق هيبته الدفاعية التي تميز بها الموسم الماضي.
نابولي ابتسم له الحظ أخيراً ووقع في مجموعة بمتناول اليد، ويبحث الفريق الأزرق عن تحقيق إنجاز يُشرفهم ويجعلهم في مصاف الكبار وهو الأمر الممكن بوجود مدربٍ خبير على الصعيد الأوروبي هو الإيطالي كارلو أنشيلوتي ومع بعض التعزيزات التي تمت في الصيف فإن الفريق قد يستبشر خيراً بما يمكن أن يقدمه هذا العام.
حظوظ متساوية لكل من ريد سالزبورغ وجينك في الحصول على البطاقة المؤهلة لمسابقة الدوري الأوروبي.
***
المجموعة F
(برشلونة، بروسيا دورتموند، إنتر ميلان، سلافيا براغ)
مجموعة الموت، برشلونة يبحث من خلالها عن مسح عار الموسم الماضي واللحظة المؤلمة التي عاشها الفريق بعد أن أقصاه ليفربول بثلاثية تاريخية، وبعد التوقيع مع متوسط الميدان الهولندي الأفضل في أوروبا موسم 2018-2019 فرانك دي يونغ من أياكس والفرنسي أنطوان غريزمان من أتلتيكو مدريد وبتواجد كبار الفريق الأوروغواياني لويس سواريز والأرجنتيني ليونيل ميسي فإن الفريق في وضع جيد لخطف صدارة المجموعة.
أما بروسيا دورتموند وبعد أن فشل الموسم الماضي في الفوز بلقب الدوري الألماني بفارق ضئيل عن بايرن ميونخ، قام المدير الفني للفريق لوسيان فافر ببعض التعاقدات لجعل تشكيلة الفريق مثالية، حيث تم استقطاب ماتس هوملز لقيادة خط دفاع الفريق من العملاق البافاري وكذلك ثورغان هازارد شقيق النجم الشهير إيدن هازارد، ويملك أسود الفيستيفال تشكيلة مثالية قادرة على إزعاج أقوى الخصوم والوصول إلى مراحل متقدمة من أي بطولة ومهما كان حدتها وقوة منافستها.
إنتر ميلان يشعر بكل أمان وثقة بإمكانية القيام بشيء ما هذا الموسم في مسابقة دوري أبطال أوروبا، كلّ ذلك لأن مدرب الفريق هذا الموسم هو الايطالي أنطونيو كونتي المدرب الذي جعلت تجاربه الإيجابية مع أنديته السابقة (يوفنتوس وتشيلسي) الجماهير تتفائل بقدومه والأكثر من ذلك أن إدارة النيرازوري قد حققت أكبر مطالبه منذ أن كان مدربا للبلوز تشيلسي بالتعاقد مع المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو.
سلافيا براغ الحلقة الأضعف والنادي الذي سيغادر البطولة من دور المجموعات بنسبة 99% إلا لو حدثت معجزة غير متوقعة -وهو أمر مستبعد-.
***
المجموعة G
(زينيت، بنفيكا، ليون، لايبزيغ)
أستغرب جداً الاستخفاف الذي لاقته هذه المجموعة واعتبارها على أنها مجموعة دوري أوروبي ولا يليق بها المشاركة في دوري أبطال أوروبا كونها المجموعة الأضعف، ومن هنا وجب التوضيح أن هذه المجموعة لا تقل أهمية عن أي مجموعة أخرى، ففيها يلعب بنفيكا فخر البرتغال وبطل المسابقة في نسختين سابقتين، ونادي زينيت الذي يقدم كرة سريعة جميلة وليون الفريق الذي كاد أن يحرج برشلونة الموسم الماضي ولايبزيغ المرشح للعب دور الحصان الأسود هذا الموسم.
ويتواجد زينيت كمُنصف أول بهذه المجموعة إلا أن ذلك لا يعطيه أي أفضلية على خصومه الآخرين، وبحكم العراقة الأوروبية والخبرة والأسماء وجودة التشكيل من المتوقع أن يخطف بنفيكا بطاقة العبور الأولى، بينما تتراوح البطاقة الثانية بين نادي لايبزيغ الذي بات يشكل كابوساً مرعباً لكبار البوندسليغا ومن المتوقع أن يلعب دوري الحصان الأسود هذا الموسم ونادي ليون الذي استطاع الموسم الماضي من تحقيق مستويات مشرفة وإحراج برشلونة بشكل ملفت للأنظار، كما أن انطلاقته القوية في الدوري الفرنسي هذا العام توحي لنا أن أسود فرنسا قادرون على إيذاء أي خصم يواجههم سواء أكان ذلك على الصعيد المحلي أم القاري.
***
المجوعة H
(تشيلسي، أياكس، فالنسيا، ليل)
أكثر المجموعات تعقيداً والتي لا يمكن تخيل السيناريو الذي قد تسير عليه وذلك نظراً لتقارب المستويات بين جميع الأندية.
تشيلسي يدخل سباق العبور عن هذه المجموعة مع مدربٍ جديد وتشكيلة لم يضف عليها أي جديد بسبب حظر التعاقدات على الفريق، بل إن النادي خسر أحد أهم قاماته ولاعبيه ونجمه الأول إيدن هازارد لصالح ريال مدريد، إلا أن الظهور القوي للفريق بقيادة فرانك لامبارد محلياً ورغم التعثر بأكثر من مباراة لكن يمكن أن الفريق قادر على تجاوز مشاكله وضمان إحدى بطاقات العبور.
أياكس الآخر النادي الأكثر إمتاعاً الموسم الماضي والذي أطاح بكبار القارة مثل يوفنتوس وريال مدريد قبل أن يسقط في نصف النهائي على يد توتنهام، وخسر عملاق هولندا أحد أهم عمودين من التشكيلة هما دي ليخت ودي يونغ وهنا ستظهر القدرات الحقيقة للمدرب إيريك تان هاج الذي سيكون مطالباً ولاعبوه بسرعة حسم المجموعة والعبور للدور ثمن النهائي الذي لا يمكن أن يكون مرضياً للجماهير الهولندي بعد المستويات الخرافية التي قدمها النادي الموسم الماضي.
فالنسيا يعود من جديد لمنافسات دوري أبطال أوروبا، ويبحث الفريق الإسباني عن إرجاع الثقة لنفسه واستعادة فورمة المشاركة بمثل هذه البطولة العريقة، ولا شك أن خطف إحدى بطاقات العبور للدور الثاني يبدو صعباً إلا أن فرصه بالتأكيد بالحصول على بطاقة الدوري الأوروبي تبدو أكثر وأوفر حظاً من ليل الفرنسي الذي قد يفتقد شخصية الفرق القادرة على اللعب والمشاركة بمثل هذه البطولات.
سحبت الخميس الماضي في إمارة موناكو الفرنسية قرعة مجموعات مسابقة دوري أبطال أوروبا، في حفلٍ شهد أيضاً الكشف عن اسم أفضل لاعب في أوروبا لموسم 2018-2019 التي توّج بها عن جدارة واستحقاق الهولندي فيرجيل فان دايك صخرة دفاع ليفربول الانجليزي والذي استطاع التفوق على صاروخ ماديرا البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم يوفنتوس الإيطالي الأول والبرغوث الأرجنتيني ليونيل ميسي كبير أساطير نادي برشلونة الإسباني.
وأسفرت قرعة مسابقة دوري الأبطال عن مواجهات نارية تعد بالكثير من المتعة والإثارة، وللصدفة فإن هذه المواجهات كان العامل والقاسم المشترك بينها هو أن أحد أطرافها سيكون إسبانياً، ففي المجموعة الأولى ننتظر لقاءً كبيراً بين باريس سان جيرمان الفرنسي وريال مدريد الإسباني، أما في المجموعة الرابعة فهناك لقاءً فيها أصبح أشبه بالديربي الأوروبي بين يوفنتوس الإيطالي وأتلتيكو مدريد الإسباني ومباراة أخرى لا تقبل القسمة على اثنين بالمجموعة السادسة أو مجموعة الموت كما أُطلق عليها تجمع أسود الفيستيفال بروسيا دورتموند الألماني وبرشلونة الإسباني عملاق الإقليم الكتالوني.
قراءة وتحليل مجموعات دوري أبطال أوروبا لموسم 2019-2020
***
المجموعة A
(باريس سان جيرمان، ريال مدريد، كلوب بروج، غلطة سراي)
إذا لم يتمكن أحد ناديي باريس سان جيرمان الفرنسي أو ريال مدريد الإسباني من العبور عن هذه المجموعة فإنها ستكون "صدمة القرن"، لكن على الورق تبدو المجموعة سهلة عليهما وهما من سيعبران عنها دون أدنى شك، فـ البي إس جي يدخل منافسات وغمار هذه البطولة وكله أمل بـ"كسر نحس" الأدوار المتقدمة والتتويج بلقب التشامبيونزليغ للمرة الأولى في تاريخهم والثاني على صعيد الكرة الفرنسية بعد أن حقق نادي مارسيليا هذا اللقب عام 1993، ومع تواجد الصغير الخطير كيليان مبابي والمهاجم الفذ والخبير إدينسون كافاني والساحر نيمار (حال بقائه) فسيكون من الصعب رؤية هذا الفريق يسقط، الأمر يتوقف على استطاعته حل مشاكله الدفاعية التي دائما ما يعاني منها قارياً، المشكلة ليست دفاعية فقط بل حتى مركز حراسة المرمى الذي كان سبب فشل سان جيرمان أوروبياً، وإن صحت أخبار التعاقد مع كيلور نافاس من الميرينغي فإن آمال الفريق بالفوز بكأس دوري الأبطال هذا العام تبدو أكبر من أي وقت مضى.
ريال مدريد الآخر يبحث عن الانتفاضة واستعادة التوازن، فبعد موسم 2018-2019 الذي كان سيئاً على الفريق محليا وأوروبيا، ينوي الملكي هذه المرة ومع زين الدين زيدان الذي قادهم للقب هذه البطولة لثلاث مرات متتالية بين عامي 2016 و2018 إلى إصلاح مشاكله وبتعاقدات الفريق المخيفة مثل ميليتاو وميندي من بورتو وليون على التوالي، القناص يوفيتش من فرانكفورت والماكر السريع إيدن هازارد من تشيلسي فإن الحصول على الرابعة عشر ليست بالأمر المستحيل، بشرط أن يستعيد الفريق ثقته بنفسه من جديد وتوفر الأجواء الصحية كروياً داخل غرفة تغيير الملابس التي يعرف زيدان كيف يديرها ويعيدها لطبيعتها.
كلوب بروج البلجيكي وغلطة سراي التركي لن يكون طموحهما أكبر من الحصول على المركز الثالث المؤهلة لمسابقة الدوري الأوروبي وتبدو حظوظهما متساوية بالحصول على هذه البطاقة.
***
المجموعة B
(بايرن ميونيخ، توتنهام، أولمبياكوس، النجم الأحمر)
العديد من الأمور تغيرت بالنسبة لبايرن ميونيخ، فالعملاق البافاري يدخل أجواء هذه المسابقة وقد خسرَ اثنين من أساطير اللعبة وأعمدة الفريق وهما الهولندي آريين روبين والفرنسي فرانك ريبيري، ويبحث أبناء المدرب نيكو كوفاتش عن العودة للواجهة الأوروبية من جديد بعد التذبذب الواضح في الموسمين الأخيرين، ولهذا تم التعاقد مع الكرواتي إيفان بيريسيتش من إنتر ميلان والبرازيلي فيليب كوتينيو من برشلونة واللذين يأمل زعيم الكرة الألمانية أن يتمكنا من إعادته الى الساحة الأوروبية كأحد أكثر الفرق رعباً خصوصاً عندما يلعب على ملعبه " اليانز أرينا " المعروف عند خصومه وأعدائه بـ"جحيم الأرينا" ليكونوا خير خلف لخير سلف كما يُقال، ومع تواجد قناص مثل روبرت ليفاندوفسكي تبدو أمور الفريق في أحسن أحوالها بعد أن وفروا له صانع العاب يستطيع مده بالكرات الجميلة وصناعة اللعب له على مستوى عالٍ وهنا نقصد بكل تأكيد الفتى كوتينيو.
توتنهام استطاع الموسم الماضي من تحقيق المعجزة والوصول إلى النهائي، الأمر الذي يرفع سقف طموحات السبيرز من أجل تكرار وإعادة السيناريو على أمل تحقيق ذلك مرة أخرى والوصول إلى أبعد ما يمكن، وبعد عدة تعاقدات هذا الصيف لم يخفِ المدرب ماوريسيو بوتشينيو هدف الفريق بالفوز بلقب مسابقة دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخهم.
بطاقة الدوري الأوروبي تبدو أقرب للحسم من قبل أولمبياكوس فهو نادٍ يملك خبرة أوروبية لا بأس بها وتاريخ عريق مقارنة بالنجم الأحمر الصربي، ورغم أن الأخير قد آلم ليفربول وأصابه بمقتل الموسم الماضي من منافسات نفس المسابقة إلا أن العبور لليوروباليغ تبدو مهمة صعبة إلا لو حصلت مفاجآت غير متوقعة.
***
المجموعة C
(مانشستر سيتي، شاختار دونيستك، دينامو زغرب، أتلانتا)
يبحث مانشستر ستي عن أول القابه في مسابقة دوري أبطال أوروبا بعد اكتساحه انجلترا وهيمنته المحلية عليها الموسم الماضي، وبتواجد مدربٍ أقل ما يُقال عنه أنه عبقري وهو الاسباني بيب غوارديولا، فإن النادي الانجليزي مُرشح بقوة لإضرام النار في المجموعة الثالثة وحرق منافسيه فيها دون رحمة، ويملك السيتي تشكيلة مثالية قد تكون الأقوى في العالم، ما يعني أن فرقاً مثل شاختار ودينامو زغرب وأتلاتنا عليها التنافس على البطاقة الثانية كون الأول محجوزاً سلفا للسيتيزن.
منطقياً، يبدو شاختار الأقرب للحصول على البطاقة الثانية والتأهل مع المان سيتي خصوصا وأن الفريق قد عبر دور المجموعات في المواسم السابقة، عكس دينامو زغرب الذي لم يحصل سوى على أربع نقاط في آخر 18 مباراة له بدوري الأبطال.
أتلاتنا يشارك للمرة الأولى في تاريخه، ويكفيه هذا المجد والفخر وأتوقع شخصياً قدرته على احتلال المركز الثالث المؤهل للدوري الأوروبي وهو إنجاز رائع بلا أدنى شك لفريق يشارك لأول مرة في مسابقة أوروبية عريقة كالتشامبيونزليغ.
***
المجموعة D
(يوفنتوس، أتلتيكو مدريد، بايرن ليفركوزن، لوكوموتيف)
عندما يتعلق الأمر بدوري أبطال أوروبا فلا بد أن نعترف أن أكثر الشخصيات إثارة في هذه المسابقة هو البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم يوفنتوس، حيث يمتلك صاروخ ماديرا البالغ من العمر 34 عدداً قياسياً من الأهداف (126 هدفاً) وخمسة ألقاب، لذا فإن إدارة السيدة العجوز ومدينة تورينو بأكملها تعلق الآمال عليه لجلب اللقب الى خزينة السيدة العجوز للمرة الأولى منذ موسم 1995-1996.
أتلتيكو مدريد يظهر عازماً هو الآخر على كتابة التاريخ، فالنادي أنفق العديد من الملايين خلال الميركاتو الصيفي لاستقطاب اللاعبين القادرين على قيادة الفريق لمنصات التتويج، وفي هذا الصدد أبرم ثاني أندية العاصمة الإسبانية مدريد أكبر صفقة في تاريخ النادي بالتعاقد مع الموهبة البرتغالية جواو فيليكس المعروف في البرتغال بلقب " رونالدو الجديد " كل ذلك أملاً منهم أن يتمكن هذا الفتى الصغير بعمره الكبير بإمكانياته وقدراته من إدخال الروخيبلانكوس التاريخ.
بطاقة العبور للدوري الأوروبي تبدو أقرب لليفركوزن من لوكوموتيف بحكم الخبرة الأوروبية وفارق الجودة من حيث التشكيل والأسماء بين الناديين.
***
المجموعة E
(ليفربول، نابولي، ريد سالزبورغ، جينك)
مجموعة سهلة لليفربول إن استثنينا نابولي، النادي الإنجليزي يتطلع مجدداً لتحقيق الإنجاز للعام الثاني على التوالي والإحتفاظ بلقبه كبطل لأوروبا، ولم يقم الريدز بأي تعاقدات هذا الصيف مع بعض التشتت الدفاعي الذي ظهر به الفريق في المباريات الأخيرة ما يجعل مهمة النادي صعبة في الوصول بعيداً خلال هذه البطولة إلا لو كان لدى الألماني يورغن كلوب حلول تعيد للفريق هيبته الدفاعية التي تميز بها الموسم الماضي.
نابولي ابتسم له الحظ أخيراً ووقع في مجموعة بمتناول اليد، ويبحث الفريق الأزرق عن تحقيق إنجاز يُشرفهم ويجعلهم في مصاف الكبار وهو الأمر الممكن بوجود مدربٍ خبير على الصعيد الأوروبي هو الإيطالي كارلو أنشيلوتي ومع بعض التعزيزات التي تمت في الصيف فإن الفريق قد يستبشر خيراً بما يمكن أن يقدمه هذا العام.
حظوظ متساوية لكل من ريد سالزبورغ وجينك في الحصول على البطاقة المؤهلة لمسابقة الدوري الأوروبي.
***
المجموعة F
(برشلونة، بروسيا دورتموند، إنتر ميلان، سلافيا براغ)
مجموعة الموت، برشلونة يبحث من خلالها عن مسح عار الموسم الماضي واللحظة المؤلمة التي عاشها الفريق بعد أن أقصاه ليفربول بثلاثية تاريخية، وبعد التوقيع مع متوسط الميدان الهولندي الأفضل في أوروبا موسم 2018-2019 فرانك دي يونغ من أياكس والفرنسي أنطوان غريزمان من أتلتيكو مدريد وبتواجد كبار الفريق الأوروغواياني لويس سواريز والأرجنتيني ليونيل ميسي فإن الفريق في وضع جيد لخطف صدارة المجموعة.
أما بروسيا دورتموند وبعد أن فشل الموسم الماضي في الفوز بلقب الدوري الألماني بفارق ضئيل عن بايرن ميونخ، قام المدير الفني للفريق لوسيان فافر ببعض التعاقدات لجعل تشكيلة الفريق مثالية، حيث تم استقطاب ماتس هوملز لقيادة خط دفاع الفريق من العملاق البافاري وكذلك ثورغان هازارد شقيق النجم الشهير إيدن هازارد، ويملك أسود الفيستيفال تشكيلة مثالية قادرة على إزعاج أقوى الخصوم والوصول إلى مراحل متقدمة من أي بطولة ومهما كان حدتها وقوة منافستها.
إنتر ميلان يشعر بكل أمان وثقة بإمكانية القيام بشيء ما هذا الموسم في مسابقة دوري أبطال أوروبا، كلّ ذلك لأن مدرب الفريق هذا الموسم هو الايطالي أنطونيو كونتي المدرب الذي جعلت تجاربه الإيجابية مع أنديته السابقة (يوفنتوس وتشيلسي) الجماهير تتفائل بقدومه والأكثر من ذلك أن إدارة النيرازوري قد حققت أكبر مطالبه منذ أن كان مدربا للبلوز تشيلسي بالتعاقد مع المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو.
سلافيا براغ الحلقة الأضعف والنادي الذي سيغادر البطولة من دور المجموعات بنسبة 99% إلا لو حدثت معجزة غير متوقعة -وهو أمر مستبعد-.
***
المجموعة G
(زينيت، بنفيكا، ليون، لايبزيغ)
أستغرب جداً الاستخفاف الذي لاقته هذه المجموعة واعتبارها على أنها مجموعة دوري أوروبي ولا يليق بها المشاركة في دوري أبطال أوروبا كونها المجموعة الأضعف، ومن هنا وجب التوضيح أن هذه المجموعة لا تقل أهمية عن أي مجموعة أخرى، ففيها يلعب بنفيكا فخر البرتغال وبطل المسابقة في نسختين سابقتين، ونادي زينيت الذي يقدم كرة سريعة جميلة وليون الفريق الذي كاد أن يحرج برشلونة الموسم الماضي ولايبزيغ المرشح للعب دور الحصان الأسود هذا الموسم.
ويتواجد زينيت كمُنصف أول بهذه المجموعة إلا أن ذلك لا يعطيه أي أفضلية على خصومه الآخرين، وبحكم العراقة الأوروبية والخبرة والأسماء وجودة التشكيل من المتوقع أن يخطف بنفيكا بطاقة العبور الأولى، بينما تتراوح البطاقة الثانية بين نادي لايبزيغ الذي بات يشكل كابوساً مرعباً لكبار البوندسليغا ومن المتوقع أن يلعب دوري الحصان الأسود هذا الموسم ونادي ليون الذي استطاع الموسم الماضي من تحقيق مستويات مشرفة وإحراج برشلونة بشكل ملفت للأنظار، كما أن انطلاقته القوية في الدوري الفرنسي هذا العام توحي لنا أن أسود فرنسا قادرون على إيذاء أي خصم يواجههم سواء أكان ذلك على الصعيد المحلي أم القاري.
***
المجوعة H
(تشيلسي، أياكس، فالنسيا، ليل)
أكثر المجموعات تعقيداً والتي لا يمكن تخيل السيناريو الذي قد تسير عليه وذلك نظراً لتقارب المستويات بين جميع الأندية.
تشيلسي يدخل سباق العبور عن هذه المجموعة مع مدربٍ جديد وتشكيلة لم يضف عليها أي جديد بسبب حظر التعاقدات على الفريق، بل إن النادي خسر أحد أهم قاماته ولاعبيه ونجمه الأول إيدن هازارد لصالح ريال مدريد، إلا أن الظهور القوي للفريق بقيادة فرانك لامبارد محلياً ورغم التعثر بأكثر من مباراة لكن يمكن أن الفريق قادر على تجاوز مشاكله وضمان إحدى بطاقات العبور.
أياكس الآخر النادي الأكثر إمتاعاً الموسم الماضي والذي أطاح بكبار القارة مثل يوفنتوس وريال مدريد قبل أن يسقط في نصف النهائي على يد توتنهام، وخسر عملاق هولندا أحد أهم عمودين من التشكيلة هما دي ليخت ودي يونغ وهنا ستظهر القدرات الحقيقة للمدرب إيريك تان هاج الذي سيكون مطالباً ولاعبوه بسرعة حسم المجموعة والعبور للدور ثمن النهائي الذي لا يمكن أن يكون مرضياً للجماهير الهولندي بعد المستويات الخرافية التي قدمها النادي الموسم الماضي.
فالنسيا يعود من جديد لمنافسات دوري أبطال أوروبا، ويبحث الفريق الإسباني عن إرجاع الثقة لنفسه واستعادة فورمة المشاركة بمثل هذه البطولة العريقة، ولا شك أن خطف إحدى بطاقات العبور للدور الثاني يبدو صعباً إلا أن فرصه بالتأكيد بالحصول على بطاقة الدوري الأوروبي تبدو أكثر وأوفر حظاً من ليل الفرنسي الذي قد يفتقد شخصية الفرق القادرة على اللعب والمشاركة بمثل هذه البطولات.