مدريد - محمد عثمان

جاءت عودة زين الدين زيدان إلى مقاعد بدلاء ريال مدريد كمدير فني للفريق، مع الكثير من الأحلام والأمنيات، وخاصة بعد التخبطات الفنية التي تعرض لها الفريق منذ استقالة الفرنسي في الأول من يونيو 2018، إذ استلم الدفة جوليان لوبيتيغي وأعقبه سانتياغو سولاري في قيادة الفريق. وباءت محاولة فلورينتينو بيريز لسد الفجوة التي تركها رحيل الفرنسي، بالفشل، بعد النتائج المخيبة التي حققها الفريق الملكي على المستويين المحلي والأوروبي.

وعلى عكس المتوقع، أصبح نجم ريال مدريد السابق، في مرمى نيران الصحافة ووسائل الإعلام المحلية بعد مرور 6 أشهر فقط على توليه المهمة. ويبدو جلياً الامتعاض الكبير الذي يشعر به مشجعو النادي الملكي من قرارات الفرنسي، التي تسببت في إحداث شرخ -قد يزداد حجمه مع مرور الوقت-، في العلاقة ما بينه وما بين مشجعي "الميرينغي". ولعل أبرز أسباب الغضب الكبير الذي ينتاب محبو الفريق الملكي حالياً، هو قرار الفرنسي بعدم إعطاء الفرصة لداني سيبايوس، وإجباره على الرحيل "معاراً"، على الرغم من حاجة ريال مدريد للاعب وسط فني بقدرات اليافع الإسباني، الذي حقق كأس الأمم الأوروبية للشباب مؤخراً. ولم يعط زيدان، مساحة لعب كافية للشاب الإسباني سواء في فترته الأولى أو حتى بعد عودته لقيادة الفريق فنياً، وهو ما أجبر سيبايوس على الرحيل وفق شروط خاصة أبرزها الرحيل على سبيل "الإعارة الجافة"، لحين رحيل زيدان عن الفريق، أو تغير وجهة نظره. الاسم الأخر الذي لم ينسه مشجعو ريال مدريد، هو الباسكي كيبا، حارس مرمى تشيلسي الحالي، الذي رفض زيدان التعاقد معه من أثلتيك بيلباو في سوق الانتقالات الشتوية لموسم 2017-2018 مقابل 20 مليون يورو فقط، ليتم بيعه إلى النادي الإنجليزي بعدها مقابل 80 مليون يورو. فيما رفض زيدان التعاقد مع فان دي بيك، نجم أياكس الهولندي، لهوسه بالتعاقد مع بول بوغبا في الميركاتو الشتوي، وهو ما يفسر عدم تدخل ريال مدريد في الأيام الأخيرة في الميركاتو، لمحاولة سد الفجوة التي يعاني منها الفريق، في خط الوسط.

وجاء إبعاد الشباب كماركوس يورينتي الذي انتقل إلى الغريم أتليتكو مدريد مقابل 50 مليون يورو، وريغولين معاراً إلى إشبيلية، استكمالاً لمسلسل التعارض ما بين سياسة الفريق الإدارية بالتعاقد مع الشباب، ورؤية زيدان الفنية، حيث عوض زيدان، الظهير الأيسر الإسباني، بأخر فرنسي وهو ميندي، الظهير الأيسر السابق لليون، لكن الأخير كلف خزينة ريال مديد 50 مليون يورو. على الجانب الأخر يعاني نجم الموسم الماضي، البرازيلي فينيسيوس جونيور من عدد الدقائق القليلة التي تتاح له للعب. وفيما يخص ملف غاريث بيل، فيتفق الشارع المدريدي على سوء إدارة واضح من جانب الفرنسي، بعد أن حاول إبعاده عن الفريق خفيةً وعلناً، ليصبح بعدها الويلزي نجم الفريق الأول، بل وأنقذ فريقه من الهزيمة أمام فياريال بإحرازه هدفين، ليرد على مدربه الذي حاول تهميشه فور عودته لإدارة الفريق. ولا يتوقف الأمر على الويلزي فقط، إذ أراد زيدان إبعاد خاميس رودريغيز، منذ عودة الأخير من فترة إعارته إلى بايرن ميونخ، لكن محاولات زيدان باءت بالفشل، ليستكمل الكولومبي مسيرته مع الفريق الملكي مؤقتاً. ولن تتوان الصحافة المدريدية عن انتقاد الفرنسي بشكل لاذع، في حالة الإخفاق في الفوز بالدوري المحلي أو بدوري الأبطال، بل وسيصبح زيدان نفسه هو " كبش فداء" الإخفاق لقراراته الفنية المتخبطة وازدواجية تعامله مع لاعبي فريقه. يذكر أن ريال مدريد يحتل المركز الخامس برصيد 5 نقاط من تعادلين وفوز وحيد.