ياسمين العقيدات
كيف تواجه العنف في الشارع؟ كيف تضبط أعصابك وترد الأذى عن نفسك في الوقت نفسه؟ كيف تتعامل مع شجار دون أن تترتب عليك تبعات قانونية؟
الإجابة عن هذه الأسئلة هي موضوع نشاط ناد فريد من نوعه للدفاع عن النفس انطلق في البستين عبر برامج متنوعة للأطفال والكبار وحتى ذوي الاحتياجات الخاصة عبر محاكاة حقيقية لما قد يتعرض له المرء في الشارع.
مدير النادي أحمد الشروقي قال " إن فكرة النادي "ولدت بعد مروري بتجربة شخصية مع العنف المفرط أثناء اشتباكي مع أحد الجيران وتطور الأمر، لكن عند سماعي عن العقوبات التي قد أتعرض لها قررت تحكيم العقل. وبعد أيام على الحادثة قررت تعريف الناس بهذه العقوبات وتوعيتهم عبر إنشاء ناد للدفاع عن النفس دون استخدام العنف، إضافة إلى إنشاء ورش عمل ومحاضرات لتوعية الناس. وبعد اختياري أحد المشاركين للسفر إلى فرنسا للتدريب الخاص على الدفاع عن النفس بفضل سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة استطعت توظيف ما تعلمته لإنشاء النادي".
وأضاف "بدأت المشروع في 2018 وكان الهدف منه نشر ثقافة الدفاع عن النفس وعدم استخدام العنف المفرط وتعريف المشاركين بالقوانين والعقوبات التي تترتب عليه".
دفاع بالثوب البحريني
وعن طريقة التدريب، أوضح الشروقي "في المرحلة الأولى نوعي المتدرب بكيفية ضبط النفس والسيطرة على الأعصاب ثم نحاول إيصاله إلى مرحلة الغضب المفرط مع تجهيزة بملابس مخصصة استوردناها من الخارج لحمايته حين استخدام العنف دون إيذاء، ومحاولة السيطرة عليه بعد ذلك. نستخدم دائماً أسلوب العنف الموجود في الشارع وتعليم المتدربين بكيفية السيطرة على الموقف".
وأضاف "ما يميز النادي استخدام ثقافة العنف الموجودة في الواقع فمثلاً لا ندرب المشاركين على رد إيذاء السيف لأن هذا النوع من العنف غير موجود في الشارع البحريني لهذا نركز على مقاومة العصى والسكين. لكننا ندرب من يريد السفر إلى الخارج على مواجهة أنواع أخرى من العنف. مثلاً طلب مني أحد المتدربين تعريفه بثقافة العنف في لندن ما جعلنا نبحث ونتعمق في البحث لمعرفة أنواع العنف الموجودة في شارع لندن وتطبيقها داخل النادي لتدريبه على التصرف أثناء السفر".
ولفت الشروقي إلى أن "النادي يدخل المتدرب جو العنف في الشارع عبر إلباسه الزي الشعبي الموجود في البحرين (الثوب) و تعليمه على الحركة أثناء ارتدائه هذا الزي. ويمكننا القول إن الدفاع عن النفس هو رد أذى الآخرين دون أن أتعرض للإيذاء ودون أن أرتكب ما يعاقب عليه القانون. حيث اكتشفت أن هناك عدداً من الأشخاص لديهم عصى داخل السيارة ولديهم يقين كامل بأن هذه العصى ستحميهم لكن ليس لديهم علم بأنه من الممكن أن تدخله هذه العصى إلى السجن وأن يعاقبه القانون على استخدامها".
وأضاف "من الحالات التي استقطبها النادي قدوم إحدى الزوجات لتسجيل زوجها بغية تدريبه على كيفية ضبط النفس بسبب استخدامه العنف المفرط مما تسبب له بعدد من المشاكل والقضايا".
برنامج لمرضى التوحد
وعن الفئات العمرية، قال الشروقي "هناك برنامج مخصص للأطفال الذكور في النادي وآخر خاص بالكبار وثالث للأطفال وأولياء أمورهم وقريباً سينطلق برنامج مخصص للإناث. وأصغر الأعمار الموجودة هي لطفل عمره 5 سنوات. وليس هناك أي اشتراطات للاشتراك لكن يوقع المشارك على عقد بوجود شهود على عدم استخدام العنف خارج النادي وأن النادي لا يتحمل أي مسؤولية حيال ذلك".
ولفت الشروقي إلى أن النادي يستقبل حالات من المصابين بالتوحد ويتعامل معهم بأسلوب خاص، موضحاً "من الأسباب المهمة التي ساهمت في إنشاء النادي أخي خليفة فهو من المصابين بـ"متلازمة ذاون" فهو من ذوي الهمم لأنه يمتلك همة كبيرة في الجانب الرياضي وحبه الكبير للرياضة دفعني لإنشاء النادي خاصةً بعد طرده من النادي الرياضي السابق".
جهد تطوعي
وعن الصعوبات التي تواجه النادي، قال الشروقي "أهمها عدم الحصول على الدعم فلا مكان خاص للنادي بل نستأجر زاوية في أحد النوادي، إضافة إلى عدم توافر مدربين لأن الموجودين حالياً متطوعون ولا يحصلون على أجور فالاشتراك الشهري الذي يأخذه النادي من المشاركين يستخدم لدفع إيجار المكان دون الحصول على أرباح. كما أن شراء الأدوات وتوابعها ودخول دورات في الخارج من قبل المدربين المتطوعين جميعها على نفقتهم الخاصة. وتبلغ رسوم التسجيل للكبار 35 ديناراً والأطفال 40. وبدأ النادي مجاناً عبر تجمع بعض أصدقائنا وأقربائنا ثم عند التوسع واستقطاب عدد من المتدربين من خارج إطار المعارف تم تحويله إلى ناد يستقطب جميع الاعمار".
وبخصوص مصادر المعلومات القانونية، قال الشروقي "نلجأ دائماً إلى محامين لمعرفة بعض العقوبات ومختصين في علم النفس، إضافة الى مدرسين لمعرفة ما يحدث داخل المدارس وأنواع العنف الموجودة، ودراسة جميع أنواع العنف عبر الجلوس مع المختصيين لمعرفة طريقة التعامل مع هذه الحالات".