أحمد التميمي

منذ رحيل إيكر كاسياس حارس المرمى السابق لريال مدريد، استلم زمام أمور حراسة عرين الملكي الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس، عاش الطرفين فترة وردية مليئة بالإنجازات، سواءً على الصعيد المحلي أو الصعيد الأوروبي، كان أبرز تلك الإنجازات يتمثل في تحقيق الفريق لثلاثة ألقاب دوري أبطال أوروبا في ثلاثة سنوات متتالية، كان خلالها كيلور نافاس أحد أهم ركائز تحقيق ذلك الإنجاز، ولولاه لضاعت العديد من المباريات و لاستقبل مرماه عدة أهداف.

لكن رغم المستويات الرائعة التي كان يقدمها نافاس، إلا أنه كان دائماً محل شكوك في مستواه و قدراته، و في كل سوق انتقالات كان مهدداً إما بالرحيل أو أن يأتي حارس آخر ليحل محله، وهذا ما حدث فعلاً في الموسم الماضي، حين تم التعاقد مع ثيبو كورتوا قادماً من تشيلسي ليحل محله أساسياً في حراسة مرمى ريال مدريد.

قدم كورتوا مستوى متذبذب طوال فترة تواجده، ولم يكن على قدر تطلعات و طموح جمهور الميرينغي، وكانت الجماهير تتساءل لم تم التعاقد معه، ولم الإصرار على بقائه أساسياً رغم تدني مستواه، ورغم وجود حارس أثبت كفائته لكنه حبيس دكة البدلاء. مع قدوم زيدان، كان التوقع بأن يعود نافاس إلى الواجهة لكونه كان أحد أهم أعمدة الثلاثية التاريخية، لكن ما حدث كان عكس ذلك إطلاقاً، حيث تم الاستغناء عنه و رحل إلى باريس سان جيرمان.

الحقيقة بأن مركز الحراسة في ريال مدريد – و حتى بقية المراكز في التشكيلة- لا تخضع فقط للحسابات الفنية والمستوى الذي يقدمه اللاعب، وإنما للموضوع أبعاد تجارية أيضاً لا بد أن تؤخذ بالحسبان، فالعائدات التجارية من وراء التعاقد مع كورتوا أعلى بكثير من عائدات نافاس، و في اعتقادي، حتى مع تدني مستوى كورتوا، سيظل هو الحارس الأساسي للفريق على حساب أريولا الذي يبدو أنه نسبياً أفضل منه، إلى أن يتعاقد النادي مع حارس جديد يستطيع أن يحقق عائدات أكبر من كورتوا.