مي الهاشمي - طالبة اعلام بجامعة البحرين:

قال لاعب كرة القدم علي أحمد العنزي إن اللاعب البحريني هو الأقل دخلاً في الدوريات الخليجية، مشيراً إلى أن الدعم المعنوي والمادي من المتطلبات الأساسية لإخراج إمكانات اللاعب ليتسنى له التركيز على ما يقدمه دون تشتت في ذهنه.

وطالب العنزي في حوار لـ"الوطن" بتطبيق قرار الاحتراف الفترة المقبلة لتغيير العقلية الكروية للاعب البحريني إلى الأفضل عن طريق استقطاب لاعبين محترفين على مستوى عال، ولدفع تطور الكرة البحرينية إلى أعلى مستوى تنافسي ممكن.

وعن الاستغناء عنه من قبل نادي الرفاع الشرقي، قال العنزي إن "السبب مجهول. لكن مع تغيير الجهاز الفني وقدوم طاقم تدريبي جديد قد يكون السبب الفني أكثر احتمالاً من الانضباطي خصوصاً أنني لم أتغيب قط في فترة الإعداد للموسم الجديد".

والعنزي (22 عاماً) أحد نجوم كرة القدم البحرينية، يلعب في خط الدفاع، سطع اسمه في سماء الملاعب وأحرز عدداً من البطولات مع نادي الرفاع وأكمل مسيرته مع نادي مدينة عيسى. نشأ علي في عائلة مهتمة بالجانب الرياضي شجعته ووقفت معه حتى أصبح أحد اللاعبين المميزين.

وفي ما يلي نص الحوار:

متى بدأت مسيرتك الفعلية كلاعب كرة قدم؟



قبل 13سنة من الان و تحديداً في عام 2006.

تدرجت في الفئات السنية لنادي الرفاع الشرقي حتى وصلت للفريق الأول ما أبرز المصاعب التي واجهتك؟

في تلك الفترة الطويلة واجهتني عدة عقبات شكلت لي مجموعة من التحديات التي كان علي مواجهتها للوصول إلى الهدف المطلوب وهو تمثيل الفريق الأول. ومن أهمها التوفيق بين الحياة المدرسية ومتطلباتها المتواصلة والتركيز على حضور التمارين وبذل أعلى جهد ممكن داخل المنظومة، خصوصاً حين يتطلب من اللاعبين الحضور للنادي بعد 3 ساعات كحد أقصى من انتهاء اليوم الدراسي. وكذلك المواصلات، حيث كنت أذهب إلى النادي سيراً على الاقدام أو عن طريق سيارة خاصة برفقة والدي. وأخيراً العلاقات الاجتماعية، إذ واجهت صعوبة التعامل مع بقية اللاعبين لكن مع مرور الزمن استطعت التغلب على هذه العقبة.

كيف تعامل النادي مع عدم انضباطك بالتحديد غيابك المتكرر عن التمارين؟ وهل صدر بحقك عقوبات انضباطية؟

كان دور الجهاز الإداري بارزاً في التوجيه والإرشاد خصوصاً مع حالتي التي تكررت مراراً. وكانت أول خطوة حضور اجتماعات مع الجهاز الإداري والمسؤولين عن الفريق الأول للكشف عن أسباب الغياب المتكرر. ثم جرى اتخاذ إجراءات تأديبية وأخرى إدارية، تفاوتت بين التمارين البدنية والخصم من الراتب الشهري.

ما أبرز إنجازاتك مع نادي الرفاع؟

كأس السوبر البحريني وكأس الملك وكأس الاتحاد ووصيف كأس الشباب مرتين ووصيف دوري الشباب

‏تخلى نادي الرفاع عن عدد من اللاعبين كنت من بينهم، هل كان السبب انضباطياً أم فنياً؟

السبب مجهول. لكن مع تغيير الجهاز الفني وقدوم طاقم تدريبي جديد قد يكون السبب الفني أكثر احتمالاً من الانضباطي خصوصاً أنني لم أتغيب قط في فترة الإعداد للموسم الجديد.

‏كيف تعاملت مع هذا القرار؟

خروج اللاعب من عقر داره أمر صعب خصوصاً للاعبين المتدرجين في جميع المراحل السنية وصولاً للمنعطف الأخير. نعم كانت لحظة صعبة. لكني بدأت في ترجمة العروض المحلية إلى تحد جديد وكنت مستعداً لخوض المنافسة في مكان آخر بعيداً عن كل ما اعتدت عليه في تلك السنوات. وبالفعل انتقلت إلى نادي مدينة عيسى على سبيل الإعارة لموسم واحد ساعياً لتحقيق أهدافي الفردية والجماعية المرتبطة بالنادي.



بعد استغناء نادي الرفاع عنك انتقلت لنادي مدينة عيسى الذي يلعب في الدرجة الثانية ألم تكن هذه خطوة للوراء؟

قد تكون منافسات دوري الدرجة الثانية بعيدة عن محط الأنظار والتغطية الإعلامية بالشكل الذي يحظى به دوري ناصر بن حمد (الدوري الممتاز)، لكنني اخترت التجربة رغم وجود عروض رسمية من نوادي الدرجة الممتازة. ويرجع هذا القرار إلى نيتي بدء تحد جديد مغاير واكتشاف أحداث دوري الدرجة الثانية. والسبب الأهم اكتساب الثقة عبر إثبات إمكانياتي في نادي مدينة عيسى.

من وجهة نظري أن اللاعب الممتاز يستطيع التأقلم والتألق في أي مكان وشهدنا على ذلك من خلال أمثلة كثيرة منها أن أبرز لاعبي منتخب البحرين الوطني عاصروا دوري الدرجة الثانية وكانوا من أهم مخرجاته.

‏كيف ترى مشوار الفريق هذا الموسم، هل سيصعد لدوري الدرجة الأولى؟

ليس هناك مستحيل، استطاعت الإدارة التعاقد مع عدد كبير من اللاعبين المحليين المتألقين وأضافت الى ذلك مزجهم مع اللاعبين الشباب من أبناء النادي كما تعاقدت مع مهاجم برازيلي، ما نتج عنه تغيير كلي في صفوف الفريق.

نعم، أعتقد بأن الفريق يمكنه خطف مقعد لدوري الأضواء بشرط التكاتف و العمل الجاد.

هل أنت مقتنع بما قدمته حتى الآن لناديك؟

نعم، ولكن لا يزال الطريق طويلاً. وأقصد بذلك أنني لم أكتف بعد لأن الشغف للأداء والإنجاز هو المحرك الرئيس لأي رياضي يتمنى الوصول بعيداً.

ما أسباب عزوف الجماهير البحرينية عن الحضور بكثافة في المنافسات المحلية؟

السبب الرئيس هو عدم وجود عوامل ترفيهية ومسابقات خاصة للجماهير لدعم الحضور الجماهيري، إضافة إلى عوامل الطقس وقلة اللاعبين النجوم المحترفين.

من خلال تدرجك في الفئات السنية للمنتخب الوطني، ما أهم الاستفادات المهنية كلاعب؟

حظيت بتجارب متعددة صقلت موهبتي وأتاحت لي فرصة الاحتكاك بثقافات متنوعة، ما زاد من تحصيلي الثقافي. كما أنني تنافست مع بلدان متطورة داخل الميدان مما رفع أدائي الفردي بشكل ملحوظ. والأهم من ذلك أنني لامست الاحتراف وتعلمت أصوله من خلال البطولات والمعسكرات الخارجية .

هل أنت مع أم ضد قرار تطبيق الاحتراف في الفترة القادمة، و لماذا؟

مع القرار لتغيير العقلية الكروية للاعب البحريني إلى الأفضل عن طريق استقطاب لاعبين محترفين على مستوى عال، ولدفع تطور الكرة البحرينية إلى أعلى مستوى تنافسي ممكن.

ما العوامل الرئيسة بالنسبة للاعب لكي يصل إلى النجاح؟

الشغف للعبة، والصبر، وتعلم المزيد، وعدم الاكتفاء بالانجازات، ورفع مستوى الطموح وأخيراً الإخلاص في العمل.

ما أبرز الإخفاقات التي واجهتها كلاعب سواء في النادي أم المنتخب الوطني؟

خسارة كأس الشباب لمرتين متتاليتين. وخسارة كأس الخليج للشباب ضد المنتخب العماني.

‏هل تطمح للاحتراف في إحدى الدوريات الخليجية؟

بالطبع، الاحتراف أساس اللعبة ومنه يتعلم اللاعب أموراً كثيرة تساعده وتصقل جوانبه. ورغم أن الاحتراف يتطلب تضحية كبيرة و جهداً عظيماً فإنه حلم كل لاعب. وأتمنى الوصول إلى أبعد من ذلك.

هل يتلقى اللاعب البحريني الدعم الكافي مادياً؟

لا أعتقد بذلك. نسبة للدوريات الخليجية المجاورة فإن اللاعب البحريني أقلهم دخلاً. مقارنة باللاعب السعودي والإماراتي فإنهم جميعاً يتفوقون على اللاعب البحريني مادياً بمسافة كبيرة.

ما الذي ينقص اللاعب البحريني ليضع بصمته على خارطة الكرة الآسيوية؟

الاحتراف، وتطبيق مفهوم وتعاليم الاحتراف بحذافيره. وأقصد بذلك عقلية المحترف وسلوكياته تجاه المهنة الكروية حيث يركز جل طاقته ووقته نحو اللعبة. ثم التفريغ الذي يعد جزءاً أساسياً من الاحتراف حيث يكون اللاعب متفرغاً بشكل تام لتأدية واجباته المهنية الكروية على أكمل وجه دون تعارض أي شيء أخر في حياته. وكذلك الدعم المعنوي والمادي من المتطلبات الأساسية لإخراج إمكانات اللاعب ليتسنى له التركيز على ما يقدمه دون تشتت في ذهنه. الدعم المادي والمعنوي يجعل اللاعب يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمهنة ويضعها أولوية من أولوياته.

في العام 2004 حين كان منتخب البحرين الوطني يقدم مستويات جبارة كانت قائمته تضم أكثر من 13 لاعباً محترفاً خارج البحرين وهذا يدل على قيمة الاحتراف وأثره.

‏ما الأخطاء التي وقعت فيها وتنصح المواهب القادمة بتجنبها؟

سوء إدارة الوقت. لطالما عانيت من هذه المشكلة وهي سبب غيابي المتكرر عن التمارين، لذلك أنصح اللاعبين أن يخططوا جيداً ليومهم بالكامل دون الاعتماد على العشوائية.

‏ما سبب انفعالك الدائم خلال مجريات اللقاء، ألا يؤثر ذلك على تركيزك؟

قد يكون الحماس الزائد عن حده وأحياناً أخرى عدم تقبل الهزيمة.

‏لوسنحت لك الفرصة مستقبلاً للعودة لنادي الرفاع الشرقي هل ستعود؟

نعم، لأنه المكان الذي تأسست فيه وتدرجت في مراحله السنية جميعها وسأعود في الموسم القادم بحكم إعارتي لموسم واحد فقط.

‏كيف توفق بين دراستك الجامعية وكرة القدم؟

يتشابه التوافق كثيراً بين المدرسة والمهنة إلا أن الجامعة تقلل الضغط علي خصوصاً عندما أكون مخيراً باختيار أوقات المحاضرات الدراسية، لكنني مازلت أعاني بعض الصعوبات خصوصاً في فترة الامتحانات الجامعية.

هل من كلمة توجهها للجمهور؟

إن اللاعب البحريني لا يقل عن أي لاعب متألق من ناحية الموهبة أو الإمكانات المهارية، لكنه يتطلب بعض الجوانب المهمة كالدعم النفسي والمادي والاحتراف خارجاً أو تطبيق الاحتراف بشكل كامل ليرتقي كما فعل مسبقاً. وفي حال توفرت تلك الجوانب فسنرى جيلاً ذهبياً جديداً أفضل مما كان عليه. وسنرى متعة كروية وإنجازات عظيمة. ثقوا بنا وادعمونا كما فعلت الدول المجاورة وكان حليفها النجاح.