لندن - محمد حسن

بحسب العرف في كرة القدم يُقال أن اللاعب يبدأ في الدخول في خريف مسيرته عندما يتخطى حاجز الـ30 عاماً، لكن هداف الدوري الإنجليزي الممتاز وهداف ليستر سيتي جيمي فاردي لا يعترف بقوانين الطبيعة ولا قوانين كرة القدم.

في افتتاحية الجولة الإنجليزية المنقضية نال الذئب من شباك القديسين "ساوثهامبتون" بثلاثية هاتريك، ليعتلي صدارة البريميرليغ بـ9 أهداف، و88 هدفاً في المجمل ليتخطى لاعب بقيمة دينيس بيركامب.

تخطى جيمي فاردي كل لاعب آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ تولي بريندان رودجرز المسؤولية في ليستر. في الحقيقة، لقد سجل أكبر عدد من الأهداف في آخر 21 مباراة له، بل إنه هداف البريميرليغ من دون احتساب الأهداف من ركلات جزاء.

وبفضل تألق فاردي فليستر سيتي يعيش على وقع حلم 2015، والغريب أن النادي تقدم بشكل كبير على المستوى الرياضي، علمًا أنه حقق أرباح اقتصادية كبيرة ببيعه بعض نجومه دون أن يتأثر فنيًا.

وحقق الثعالب نحو 230 مليون يورو من بيع 4 لاعبين هم الإنجليزيان هاري ماغواير وداني درينكووتر، والجزائري رياض محرز والفرنسي نيغولو كانتي.

لكن ليستر قرر الحفاظ على خدمات فاردي ورفض بيعه لآرسنال مما يؤكد على نظرة النادي الصحيحة واليوم فاردي هو من يقوده في المنافسة.

ورغم أنه يبلغ من العمر 32 عاماً، لكن سرعات فاردي لم تنخفض أبدًا، أمام ولفرهامبتون كان أسرع لاعب من بين لاعبي ليستر، وفي مباراة ليستر أمام تشيلسي سجل سرعة قصوى تبلع 35 كيلومتراً في الساعة، والأمر نفسه أمام توتنهام.

أي أنه رغم أن الطبيعة البشرية تؤكد أن سرعات اللاعب تنخفض بمرور الوقت، لكن فاردي يواصل تميزه بانطلاقاته وسرعته التي تهزم المدافعين، وقدرته على حسم أنصاف الفرص.

لطالما كان فاردي يمتاز بالتسجيل فقط في الأندية الكبيرة، التي تلعب للهجوم، فكان ليستر يستفاد من سرعته في الهجمات المرتدة، لكنه حسن من سجله أمام الأندية الصغيرة التي تعتمد على الالتزام الدفاعي ورقابته والفضل يعود للمدرب الأيرلندي الشمالي.

تحت قيادة رودجرز يمتلك في المتوسط ​​أكثر من هدف في المباراة الواحدة ضد فرق خارج المراكز الستة الأولى.

الأمر الآخر أن فاردي هو لاعب حاسم بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بحيث أنه يسجل من أنصاف الفرص، ناهيك أن معدل إهداره للفرص السهلة ضئيل جداً.

فاردي استفاد من وجود لاعب صانع ألعاب مبدع من جيمس ماديسون خلفه، علماً أن ماديسون كان من بين أكثر صانعي الفرص في أوروبا الموسم الماضي.

في الأخير يجب القول إنه من المتوقع أن يستمر فاردي في قيادة ليستر نحو الحلم الجديد، فلديه المدرب الذي يثق به ويطوره بشكل فعلي، كما أن اعتزاله الدولي قد يريحه أكثر ويطول من عمره في الملاعب.