براءة الحسن

يبدو أن مستقبل ريال مدريد مرتبط بشكل كبير بالأسطورة راؤول جونزاليس الذي يتم تحضيره ليتولى تدريب الفريق في المستقبل البعيد، وربما القريب إن تعثر زين الدين زيدان.

يشرف راؤول على تدريب الكاستيا، كما كان زيدان في السابق، وقد أضاف لفريق الكاستيا الكثير من صفاته التي كانت تميزه كلاعب. الطموح والتفاني والرغبة والإصرار.

إذا استمر راؤول على هذا النهج فهو سيكون المدرب في النادي لسنوات طويلة، لأنه ببساطة الشخص الذي يجيد التعامل مع الإعلام داخل وخارج الملعب، ويحظى بالاحترام والتقدير في الكرة الإسبانية.

أسلوب وستايل ريال مدريد في الملعب لطالما كان محل جدل ونقاش وهذا الأمر ممتد لغاية اليوم، وكان الصعب أن أجد الأسس النظرية التي من شأنها إزالة اللغز حول أسلوب ريال مدريد وكيف يلعب النادي.

لكن راؤول قد يعيد للنادي هويته، فهو يحمل جوهر النادي، ويثبت ذلك بالأقوال والأفعال، هو يملك الروح الانتصارية التي شربها من ريال مدريد وتمثيل قميصه لعقود، هو لا يقبل الخسارة.

راؤول يفضل اللمسة السريعة والواحدة لأنه صديق للكرة السريعة أكثر من تدوير الكرة، وهو يفضل أن يبذل لاعبوه مجهوداً في الملعب بشكل كبير لأنه يعرف تماماً إن مدريد يساوي التضحية.

عندما يقول راؤول إنه ألماني أكثر منه برازيلي، فهو لديه ولديه تصور بسيط وسهل لكرة القدم التي يريد غرسها في لاعبيه ولنا أن نتخيل إن روح راؤول كمدرب "كاستيلاني ورياضي" وراؤول كلاعب "إصرار وروح وتضحية وجاد وبراجاماتي وتنافسي" بالإضافة لكل هذا بذل كل قطرة عرق في سبيل الشعار، كان لمدريد دائماً مثل هذه النوعية من اللاعبين .. راؤول يعرف تماماً ماهو مدى تطلبات ريال مدريد ومدى فخر ارتداء شعار ريال مدريد.

ما يؤكد ذلك أن راؤول يهتم بكل التفاصيل، أثناء مباراة ريال مدريد كاستيا ضد فريق بونتيفيدرا، لم ينتظر راؤول لفراغ الملعب كي يمنح النصيحة للاعبه آلفارو برافو، نزل إلى الملعب كي يوجه له النصح وخالف كل القواعد المتعارف عليها من انتظار اللاعبين كي يغادروا الميدان وتوجيه النصح لهم فيما بعد،على طريقة جوارديولا.

راؤول لديه فكرة تتمثل في أن الجماعة تأتي قبل الفرد لهذا هو يفضل الفوز بالألقاب الجماعية ويفضلها على الألقاب الفردية وهذا كان ديدن الرئيس الأسطوري سانتياجو بيرنابيو الذي قال أكثر من مرة "النادي أولاً وبعده الفريق وأخيراً اللاعبين".

الفترة الزمنية وتقلب أحوال كرة القدم بحيث إن السلطة تغيرت كثيراً وأصبحت قليلاً بيد اللاعبين لا يمكن سوى لراؤول في التعامل معها، الرجل الذي يؤمن بالعمل المؤسساتي وهو قادر على إعادة النادي لقمة الهرم من جديد، يسقط من يسقط راؤول لن يسمح لأحد بالتدخل في عمله لأنه يتمتع بالأمان والغريزة المدريدية.

بهذا الشكل يبدو أن ريال مدريد وجد في راؤول جوارديولا أو سيميوني الخاص به وهذا تجسيد تام للطابع المؤسسي، وبالتالي فالمستقبل هو لراؤول!