أحمد عطا

أصبح كريستيان بوليسيتش أصغر لاعب في تاريخ تشيلسي يسجل هاتريك وذلك عندما تمكن من هز شباك بيرنلي بثلاثة أهداف في المباراة التي انتهت بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدفين لصالح الضيف الأزرق الذي واصل تحسين نتائجه وحصاد العمل الذي بدأه فرانك لامبارد منذ بداية الموسم.

الطريف أن بوليسيتش استحوذ على هذا الرقم بعد 42 يوماً من كسر زميله تامي أبراهام لنفس الرقم عندما سجل ثلاثية في مرمى ولفرهامبتون في انتصار آخر خارج الأرض للبلوز بخمسة أهداف مقابل هدفين لكن الجناح الأمريكي قهر هذا الرقم في عمر الـ21 عاماً و38 يومًا مقابل 21 عاماً و347 يومًا لأبراهام ليصبح تشيلسي أول نادٍ في تاريخ إنجلترا يحقق اثنين من الهاتريك للاعبين تحت الـ22 سنة في موسمٍ واحد.

ليس هذا فقط، بل إن الهاتريك الذي سجله بوليسيتش (أو بوليسيك كما يفضل أن ينادى بالإنجليزية وليس الصربية) كان ما يطلق عليه الإنجليز "الهاتريك المثالي" إذ أنه قد تم تسجيله بالقدم اليمنى والقدم اليسرى والرأس.

ويعد هذا هو الهاتريك المثالي الأول لتشيلسي منذ أن فعلها ديدييه دروجبا في عام 2010، وعلى سيرة ديدييه دروجبا فقد كان واحداً من 7 أسماء تحدثت عنها مجلة فور فور تو الإنجليزية الشهيرة حظوا بانطلاقة بطيئة في مسيرتهم بالبريميرليغ قبل أن ينفجروا فيما بعد.

وربما تكون انطلاقة بوليسيتش البطيئة فأل خير لمحاولة تحقيق ولو نصف ما حققته تلك الأسماء الأسطورية في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، وقد تكون ثلاثيته هذا الأسبوع هي انطلاقته الحقيقية.

لكن ما هي تلك الأسماء السبعة التي طرحتها المجلة؟

روبير بيريس (آرسنال)

وصفته المجلة بالمثال الواضح للاعب أجنبي يحتاج لموسمٍ واحد على الأقل قبل أن يصبح لاعبًا جيدًا. فعندما وصل الجناح الفرنسي قادماً من ميتز في عام 2000 كان يحتاج لوقت ليعتاد على البريميرليج الذي كان يصفه بالبدني جداً عليه، فسجل 4 أهداف وصنع 7 أهداف في 33 مباراة في موسمه الأول.

في الموسم التالي تمكن من رد الجميل لآرسنال فينجر بعدما سجل 9 أهداف وصنع 6 في 28 مباراة خاضها ليساعد آرسنال على الفوز بالثنائية، والأمر ليس فقط حول الأرقام بل في تقديمه لأداء رائع رغم ما واجهه من متاعب في نهايات الموسم وإصابته بقطع في الرباط الصليبي في شهر مارس لكن لتدرك كم كان رائعاً فإنه حظى بوسام أفضل لاعب من جمعية كتاب كرة القدم وكذلك وسام أفضل لاعب في فريق آرسنال عن هذا العام.

تعلمون جميعاً أن مواسم بيريس التالية كانت أكثر من رائعة بل ازدادت قوة على المستوى التهديفي إذ كان يحظى دائمًا بعدد أهداف يفوق العشرة لـ3 مواسم متتالية.

لويس سواريز (ليفربول)

من الغريب أن يتواجد سواريز في تلك القائمة على حد وصف المجلة الإنجليزية، لكن بالنظر إلى مستواه الخارق بعد ذلك فإنه من السهل أن تنسى أن المهاجم الأوروجوياني لم يحظَ بتلك الانطلاقة الانفجارية في أنفيلد عندما وقع لليفربول في يناير 2011 وذلك رغم تسجيله في مباراته الأولى أمام ستوك سيتي وتقديمه للمحات رائعة، لكنه في النهاية سجل 15 هدفاً في أول 44 مباراة لعبها بقميص الليفر في البريميرليغ.

الانفجار الحقيقي جاء في موسم 2012-2013 الذي بدأ فيه البزوغ كلاعب من الطراز العالمي بعدما سجل 23 هدفًا وصنع 11 في 33 مباراة خاضها في هذا الموسم، قبل أن يذهل الجميع في موسم 2013-2014 الخرافي بتسجيله لـ31 هدفاً وصناعته لـ17، ولولا أزمة عضة كيليني لربما لم يقبل ليفربول بالتخلي عنه لبرشلونة رغم ضخامة المبلغ المدفوع آنذاك والذي وصل لـ88 مليون يورو.

تييري هنري "آرسنال"

إن كان هناك لاعباً يمكن أن نشير عليه بأن التعاقدات الكبيرة تبدأ ببطء، فهو بالتأكيد تييري هنري. النجم الفرنسي قدم من يوفنتوس عام 1999 مقابل 11 مليون جنيه إسترليني.

نعلم جميعاً أن هنري عانى أصلًا في يوفنتوس والانطباع أنه تم اكتشافه في آرسنال لكن الحقيقة أنه انتظر 8 مباريات كاملة قبل أن يسجل أي هدف في موسمه الأول مع الجنرز ثم انتظر 4 مباريات أخرى ليسجل ثنائيته الأولى بينما كان لايزال يتحسس طريقه بين المراكز سواء في الجناح أو العمق.

ومن ديسمبر بدأت الأمور في التحسن وبدأ سريان الأهداف بسهولة أكبر ليخرج بحصيلة مميزة في موسمه الأول بـ17 هدفاً و8 تمريرات حاسمة في 31 مباراة شارك بها. ما أتى بعد ذلك جعله أعظم أجنبي في تاريخ البريميرليغ بعدما سجل 157 هدفًا في 233 مباراة لعبهم على مدار 7 مواسم ونصف.

دينيس بيركامب "آرسنال"

من الغريب فعلاً أن ثنائياً هجومياً ربما يكون هو الأعظم في تاريخ البريميرليغ كانت بدايتهما هما الاثنان بطيئة. المهاجم الهولندي الذي أتى من الإنتر في 1995 احتاج لسبعة أهداف ليسجل هدفه الأولى ليخرج بثنائية من تلك المباراة أمام ساوثامتون حتى إن احدى الصحف خرجت بعنوان تصف فيه بيركامب بأنه "إهدار للأموال".

بيركامب تألق فعلاً مع وصول موسم 1997/1998 عندما كان هذا هو الموسم الكامل الأول لآرسن فينجر بعدما سجل 16 هدفاً وصنع 11 في 28 مباراة فقط قاد بهما الفريق لإحراز الثنائية قبل أن يعتزل كرة القدم وفي جعبته لقبين آخرين للدوري وثلاثة كؤوس للاتحاد الإنجليزي.

دافيد دي خيا "مانشستر يونايتد"

كثيرون يرون أن مانشستر يونايتد في السنوات الأخيرة كان عبارة عن الحارس الإسباني فقط.. لا شيء إيجابي في الفريق تقريبًا سوى دي خيا بغض النظر عن تراجع مستواه في الأشهر الأخيرة.

لكن كل هذا لم يبدأ بشيء إيجابي أبداً، فقد وصل دي خيا عام 2011 قادمًا من أتلتيكو مدريد مقابل 18,3 مليون جنيه استرليني ليقوم بعدة أخطاء فادحة الأمر الذي دعا كثيرين للتساؤل حول مدى جاهزية حارس بهذا السن لحراسة مرمى فريق أليكس فيرجسون مطالبين الأخير بوضعه كخيار ثاني بعد الحارس أنديرس لينديجارد.

حتى جاءت لحظة غيرت كل شيء على حد وصف دي خيا نفسه وذلك عندما تمكن من القيام بإنقاذ هائل لركلة حرة رائعة من لاعب تشيلسي آنذاك خوان ماتا في مباراة انتهت بنتيجة 3-3. منذ ذلك الحين اكتسب دي خيا الثقة وعاد ليقدم ما قدمه في أتلتيكو مدريد وأكثر.

دافيد سيلفا "مانشستر سيتي"

مثل دي خيا، تعرض المايسترو الإسباني لعديد التساؤلات حول مدى جاهزيته البدنية للعب في البريميرليج وذلك بعد بدايته البطيئة مع مانشستر سيتي الذي دفع فيه 26 مليون جنيهًا استرلينيًا لإقناع فالنسيا بالتخلي عنه في عام 2010.

تحكي فور فور تو أن سيلفا بدأ في مباراة وحيدة من أول 4 مباريات في البريميرليغ وهو أمر لم يثني سيلفا عن التأكيد على أنه سيتحسن مع الوقت وقد كان على حق تمامًا!

سيلفا سجل 4 أهداف وصنع 8 في موسمه الأول مع السيتي قبل أن يكون أحد الأضلاع المهمة جدًا في تتويج السيتي في الموسم التالي بأول لقب بريميرليغ (الشكل الجديد الذي بدأ عام 92) في تاريخ النادي بعدما برع في صناعة اللعب وكذلك في صناعة الأهداف إذ صنع 17 هدفاً كاملة في 36 مباراة سجل فيها 6 أهداف.

لاعب الوسط الإسباني يعيش خريف مسيرته في السيتي لكنه حظي بمسيرة رائعة معه بعدما فاز بـ3 ألقاب أخرى للبريميرليغ و6 كؤوس محلية ليصبح واحداً من أفضل الأجانب، وربما اللاعبين بشكل عام، في تاريخ البريميرليغ.

ديدييه دروجبا "تشيلسي"

وقع دروجبا لتشيلسي عام 2004 قادماً من مارسيليا مقابل 24 مليون جنيه استرليني كواحدة من الصفقات الكبيرة التي أجراها رئيس تشيلسي رومان أبراموفيتش في موسمه الثاني مع النادي وتلبية لطلبات المدرب الجديد آنذاك جوزيه مورينيو.

الأمور لم تسر بشكل جيد في البداية فقد سجل دروجبا هدفين فقط في أول 8 مباريات قبل أن تُبعده الإصابة عن الملاعب لـ 6 مباريات أخرى لينهي الموسم بـ10 أهداف فقط في 26 مشاركة ما جعل إصرار جوزيه مورينيو على التعاقد معه موضع تساؤلات.

لكن نظرة الراجل لم تخب في لاعبه العاجي رغم أنه فقط سجل 12 هدفاً في الموسم التالي لأنه مع وصول موسم 2006/2007 تُوج هدافاً للمسابقة بـ20 هدفاً ثم سجل رقماً قياسياً في تاريخ البلوز بتسجيله 29 هدفاً في موسم 2009/2010.

لكن تأثير دروجبا لم يكن فقط في أهدافه بل في أنه كان مهاجم متكامل قادر على تنفيذ أفكار مدربيه دون الحاجة لوجود مهاجم آخر بجانبه أحياناً ليصبح واحداً من أفضل اللاعبين في تاريخ البلوز.

تُرى.. هل ينضم كريستيان بوليسيتش لتلك الزُمرة المبهرة؟