أحمد عطا
أن تقوم بإخراج كريستيانو رونالدو من الملعب هو أمر لا يفعله إلا المدرب صاحب القلب الميت، لكن أن تقوم بإخراج كريستيانو من الملعب مرتين على التوالي بينما لا تمتلك ظهيراً شعبياً أو إدارياً واضحاً، فهذا يعني أنك لا تدرك ما ينتظرك.
الحديث هنا ليس لوماً لماوريتسيو سارّي من عدمه بل هو وصف لوضع قائم شاء أم أبى.. كريستيانو رونالدو لن يجعل الأمور تمر بسلام إن قمت بتغييره لأنه يريد الاستمرار في الملعب دائماً حتى إنه أبدى تذمره علانية من إراحته في مباراة ليتشي.
سارّي حاول لملمة الأمور بعدما قال أنه كان ليكون قلقاً إن لم يفعل رونالدو ما فعله وأنه يحبذ ما فعله كريستيانو فهو دلالة على رغبته في المساهمة والتأثير رغم كونه لاعبًا كبيرًا، وأنه يتمنى أن يكون كل اللاعبين بنفس عقليته التي تمتلك الرغبة دائماً لتقديم المزيد.
لكننا نعلم أن مثل هذه التصريحات للاستهلاك المحلي لا أكثر وأنه لا يمكنك أن توصلك "رغبتك الجامحة" إلى أن تغادر الإستاد كله غير مهتم بما ستؤول إليه نتيجة الفريق في المباراة التي تريد التأثير فيها!
لكن لنعد لسارّي أولاً.. الرجل غير قادر على توطين فكره في تورينو حتى الآن، الأمر الذي أوصل البعض إلى التساؤل عما إذا كان هناك فكرٌ من الأساس!؟ يوفنتوس لا يبدو بهوية واضحة والفريق يعاني كثيرًا للفوز خارج الأرض بل إن المنافسين باتوا يتجرّؤون عليه في ملعب أليانز سواء محلياً أو حتى قارياً من قبل فريق كلوكوموتيف موسكو.
القدرات الفردية باتت هي ما تشكل الفارق للبيانكونيري فلمحة من رونالدو أو أخرى من ديبالا أو هيجواين تنقذ الموقف للفريق الذي فاز في كثير من المباريات في ربع الساعة الأخير وأحياناً في الدقائق الأخيرة.
يعتمد سارّي على طريقة 4/3/3 أو 4/4/2 أو 4/3/1/2 بحسب سيناريو كل مباراة لكن القاسم المشترك في كل تلك الطرق هو أن هناك لاعباً مهماً جداً غائباً وهو ماريو ماندزوكيتش!
بالنسبة لسارّي لم يعد المهاجم الكرواتي ذي أهمية بالنسبة له في ظل امتلاكه لهيجواين ورونالدو وديبالا.. قد يكون محقاً من وجهة النظر الهجومية لكن دفاعيًا كان ماريو يجنب كريستيانو رونالدو أي عبء دفاعي بعد أن يتبادلا المراكز في الحالة الدفاعية فيدافع ماريو على الجبهة اليسرى ويكتفي كريستيانو بمراقبة الموقف كرأس حربة صريح موفراً طاقته للهجوم.
وإن ربطنا بين طاقة رونالدو والحديث عن سارّي ومعاناته في إيجاد شكل لليوفي فإنك ستجد وأن المهاجم البرتغالي قد بات مضطراً رفقة فريقه للعودة للخلف والانتظار في نصف ملعبه حتى استعادة الكرة التي باتت تأخذ وقتاً أطول لاستعادتها.
كل هذه التفاصيل تضاعف من المجهود المهدر لرونالدو في أشياء غير التركيز على المرمى، ومع إضافة سنة جديدة في عمره لم يعد متاحاً لكريستيانو ترف الإبقاء على مستواه عاليًا في كل المباريات.
ليس هذا فقط، بل إن المنطق أصلاً يفرض على فتى ماديرا الخضوع للزمن والسن والعمل على الراحة في الأوقات التي تستلزم ذلك وعدم الإصرار على لعب كل المباريات التي يريد أن يلعبها لمطاردة الأرقام التهديفية، لكن يبدو وأن شخصية لاعبي كرة القدم عنيدة وتفتقر لفكرة تفهم مثل هذه الأمور بسهولة.
لذلك، فإنه دون أية عوامل خارجية فسيكون قرار سارّي سليماً تماماً بإخراج رونالدو بعدما شعر المدرب الإيطالي وأن النجم البرتغالي غير قادر على إفادة الفريق، لكن مع العوامل الخارجية الأخرى فإنها مخاطرة قوية بالدخول في حرب مع كريستيانو وهو لا يمتلك دعماً جماهيرياً وإدارياً كافياً.. ربما تمر الأمور بسلام هذه المرة عقب تصريحات سارّي لكن ماذا لو تكرر الاحتياج لإخراج رونالدو من جديد؟ الإجابة ستكون كالقنبلة ذات العداد التنازلي غير المعروف شفرته السرية.
{{ article.visit_count }}
أن تقوم بإخراج كريستيانو رونالدو من الملعب هو أمر لا يفعله إلا المدرب صاحب القلب الميت، لكن أن تقوم بإخراج كريستيانو من الملعب مرتين على التوالي بينما لا تمتلك ظهيراً شعبياً أو إدارياً واضحاً، فهذا يعني أنك لا تدرك ما ينتظرك.
الحديث هنا ليس لوماً لماوريتسيو سارّي من عدمه بل هو وصف لوضع قائم شاء أم أبى.. كريستيانو رونالدو لن يجعل الأمور تمر بسلام إن قمت بتغييره لأنه يريد الاستمرار في الملعب دائماً حتى إنه أبدى تذمره علانية من إراحته في مباراة ليتشي.
سارّي حاول لملمة الأمور بعدما قال أنه كان ليكون قلقاً إن لم يفعل رونالدو ما فعله وأنه يحبذ ما فعله كريستيانو فهو دلالة على رغبته في المساهمة والتأثير رغم كونه لاعبًا كبيرًا، وأنه يتمنى أن يكون كل اللاعبين بنفس عقليته التي تمتلك الرغبة دائماً لتقديم المزيد.
لكننا نعلم أن مثل هذه التصريحات للاستهلاك المحلي لا أكثر وأنه لا يمكنك أن توصلك "رغبتك الجامحة" إلى أن تغادر الإستاد كله غير مهتم بما ستؤول إليه نتيجة الفريق في المباراة التي تريد التأثير فيها!
لكن لنعد لسارّي أولاً.. الرجل غير قادر على توطين فكره في تورينو حتى الآن، الأمر الذي أوصل البعض إلى التساؤل عما إذا كان هناك فكرٌ من الأساس!؟ يوفنتوس لا يبدو بهوية واضحة والفريق يعاني كثيرًا للفوز خارج الأرض بل إن المنافسين باتوا يتجرّؤون عليه في ملعب أليانز سواء محلياً أو حتى قارياً من قبل فريق كلوكوموتيف موسكو.
القدرات الفردية باتت هي ما تشكل الفارق للبيانكونيري فلمحة من رونالدو أو أخرى من ديبالا أو هيجواين تنقذ الموقف للفريق الذي فاز في كثير من المباريات في ربع الساعة الأخير وأحياناً في الدقائق الأخيرة.
يعتمد سارّي على طريقة 4/3/3 أو 4/4/2 أو 4/3/1/2 بحسب سيناريو كل مباراة لكن القاسم المشترك في كل تلك الطرق هو أن هناك لاعباً مهماً جداً غائباً وهو ماريو ماندزوكيتش!
بالنسبة لسارّي لم يعد المهاجم الكرواتي ذي أهمية بالنسبة له في ظل امتلاكه لهيجواين ورونالدو وديبالا.. قد يكون محقاً من وجهة النظر الهجومية لكن دفاعيًا كان ماريو يجنب كريستيانو رونالدو أي عبء دفاعي بعد أن يتبادلا المراكز في الحالة الدفاعية فيدافع ماريو على الجبهة اليسرى ويكتفي كريستيانو بمراقبة الموقف كرأس حربة صريح موفراً طاقته للهجوم.
وإن ربطنا بين طاقة رونالدو والحديث عن سارّي ومعاناته في إيجاد شكل لليوفي فإنك ستجد وأن المهاجم البرتغالي قد بات مضطراً رفقة فريقه للعودة للخلف والانتظار في نصف ملعبه حتى استعادة الكرة التي باتت تأخذ وقتاً أطول لاستعادتها.
كل هذه التفاصيل تضاعف من المجهود المهدر لرونالدو في أشياء غير التركيز على المرمى، ومع إضافة سنة جديدة في عمره لم يعد متاحاً لكريستيانو ترف الإبقاء على مستواه عاليًا في كل المباريات.
ليس هذا فقط، بل إن المنطق أصلاً يفرض على فتى ماديرا الخضوع للزمن والسن والعمل على الراحة في الأوقات التي تستلزم ذلك وعدم الإصرار على لعب كل المباريات التي يريد أن يلعبها لمطاردة الأرقام التهديفية، لكن يبدو وأن شخصية لاعبي كرة القدم عنيدة وتفتقر لفكرة تفهم مثل هذه الأمور بسهولة.
لذلك، فإنه دون أية عوامل خارجية فسيكون قرار سارّي سليماً تماماً بإخراج رونالدو بعدما شعر المدرب الإيطالي وأن النجم البرتغالي غير قادر على إفادة الفريق، لكن مع العوامل الخارجية الأخرى فإنها مخاطرة قوية بالدخول في حرب مع كريستيانو وهو لا يمتلك دعماً جماهيرياً وإدارياً كافياً.. ربما تمر الأمور بسلام هذه المرة عقب تصريحات سارّي لكن ماذا لو تكرر الاحتياج لإخراج رونالدو من جديد؟ الإجابة ستكون كالقنبلة ذات العداد التنازلي غير المعروف شفرته السرية.