يوسف ألبي

في السنوات العشرة الأخيرة شاهدنا أندية عريقة حققت إنجازات وبطولات عديدة وحافظت على نفس المستوى والنسق لفترة من الزمن وقدمت لنا كرة قدم رائعة، لتحلق في سماء في القارة العجوز.

ريال مدريد

أي حديث كروي عن الأندية الأوروبية لاشك أن البداية سيكون عن نادي القرن ريال مدريد كيف لا وهو أكثر من حقق لقب بطل أوروبا، حيث يتفق الجميع أن الفريق في تراجع كبير، ففي هذا الموسم وبعد مرور أثنا عشرة جولة من الليغا يحتل "الميرينغي" الوصافة برصيد خمسة وعشرون نقطة بفارق الأهداف عن غريمه برشلونة، فقد تلقى الملكي خسارة وحيدة مقابل أربع تعادلات، أي أنه خسر نقاطاً كثيرة قد تكلفه فقدان الدوري مع نهاية الموسم.

أما في دوري للأبطال كانت البداية مأساوية بالسقوط أمام باريس بثلاثية نظيفة في حديقة الأمراء، وبعدها تعادل خاسر أمام كلوب بروج بهدفين لكل منهما في مدريد، ولكن بعد ذلك استفاق وحقق انتصارين متتاليين على غلطة سراي ذهاباً وإياباً ليجمع سبع نقاط بفارق خمس نقاط عن باريس المتصدر، ولعل أهم أسباب تراجع الريال عدم الاستقرار الفني بالإضافة أن الفريق لحد الآن متأثراً بخروج كريستيانو رونالدو ولم يأتِ اللاعب الذي من الممكن أن يعوض الدون، ناهيك أن الفريق يحتاج للتجديد والتغيير بحكم أن أغلب اللاعبين تقدموا في العمر، كما أن قرارات وتدخلات رئيس النادي فلورنتينو بيريز أثرت سلبياً على مردود نادي القرن.

برشلونة

الجميع يتفق أن برشلونة أحد أكبر الأندية في أوروبا، حيث أمتع العالم أجمعه في العقد الأخير بقيادة الأيقونة ليونيل ميسي، ويكفي القول أن الفريق حقق السداسية التاريخية عام 2009، ولكن في هذا العام الجميع يتفق أيضاً أن الفريق ليس في وضعه الطبيعي، ففي الليغا صحيح أن الكتلوني يتصدر بعد انقضاء اثني عشرة جولة، ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أن برشلونة خسر ثلاث مواجهات أمام أتلتيك بلباو وغرناطة وليفانتي وتعادل في مباراة يتيمة أمام أوساسونا، وهذه بداية ضعيفة مقارنة بالسنوات الماضية.

وفي كأس "ذات الأذنين" لك أن تتخيل أن برشلونة تعادل مع الفريق المغمور سلافيا براغ التشيكي في "الكامب نو" وحقق فوزاً صعباً للغاية على الفريق ذاته في التشيك بهدفين لهدف، وهذا يؤكد لنا بأن هناك خللاً ومشكلة كبيرة في الفريق وعلى الرغم من تصدره بفارق نقطة عن بوروسيا وأربع نقاط عن الإنتر، ولكن لم يضمن الفريق التأهل حتى الآن، حيث ستكون الجولتين المقبلتين بمثابة الحرب للفريق أولاً سيستضيف بوروسيا دورتموند وبعد ذلك سيذهب لإيطاليا لملاقاة إنتر ميلان، فأي متابع لكرة القدم يعلم أن السبب وراء تراجع برشلونة هو إرنستو فالفيردي الضعيف تكتيكياً وفكرياً، فلولا عبقرية ميسي لم نكن نشاهد المدرب على رأس القيادة الفنية للفريق.

بايرن ميونيخ

لاشك أن العملاق البافاري أحد العلامات الكروية البارزة في القارة العجوز ودائماً ما يكون بطلاً محلياً ومنافساً حقيقياً في أبطال أوروبا، ولكن في هذا الموسم يمر بطل البوندسليغا في السنوات السبع الأخيرة بفترة محبطة، ففي الدوري المحلي "الضعيف" يحتل المركز الثالث برصيد 21 نقطة بفارق أربع نقاط عن المتصدر بوروسيا مونشنجلادباخ، حيث خسر لقاءين أولها أمان هوفنهايم وآخرها تاريخية ضد آينتراخت فرانكفورت بخمسة أهداف مقابل هدف، والتي أدت لإقالة مدرب الفريق الكرواتي كوفاتش.

وعلى الرغم من تأهل الفريق للدور ثمن النهائي من الأبطال لم يكن الفريق مقنعاً باستثناء مباراة توتنهام في لندن والتي انتهت بسبعة أهداف مقابل هدفين، فالجميع يعلم أيضاً أن رفقاء بوكتينو هم أيضاً متراجعون هذا الموسم، ولو كان الفريق الإنجليزي بنفس قوة وعطاء الموسم الماضي لعانى الأمرين الفريق البافاري.

يوفنتوس

هو بطل الدوري الإيطالي في السنوات الـ8 الماضية "رقم قياسي" وهو الذي يحاول جدياً الفوز بالأبطال للمرة الثالثة في تاريخه والدليل خسارته نهائي 2015 و2017 أي أن "السيدة العجوز" منافس حقيقي على البطولة خلال السنوات الأخيرة، ففي الدوري على الرغم من تصدره وبدون خسارة ولكن دائماً ما يحقق الانتصار بشق الأنفس، كما أن في هذا الموسم يجب أن يكون اليوفي حذراً من منافسه إنتر ميلان المتجدد بقيادة كونتي الذي يتخلف بفارق نقطة عن المتصدر، فمن الممكن أن يخطف "النيراتزوري" اللقب في نهاية المطاف.

وفي دوري الأبطال ضمن الفريق التأهل للدور الـ16 ولكن لم يكن مذهلاً بما يكفي، حيث تعادل أمام أتلتيكو مدريد وفاز على ليفركوزن "المهزوز" بثلاثية بيضاء، بالإضافة إلى أنه حقق انتصارين شاقين على لوكوموتيف ذهاباً وإياباً بهدفين مقابل هدف، مع العلم أنه في المباراة الأخيرة كان قريباً من الخسارة لولا هدفا ديبالا.