محمد الدرويش

في مراجعة موسم بروسيا مونشنغلادباخ وبدايته هذا العام، سنجدُ أن ثمّة تغييرات كبيرة طرأت على الفريق، حتى تمكن النادي الالماني من التربع على قمة ترتيب البوندسليغا بل أنّ الفريق قد ينوي إكمال قصة التألق هذه بلقبٍ سادس يُضاف الى سجلات الفريق والغائبة عن خزائن الفريق منذ ما يقارب النصف قرنٍ من الزمن.

***

بداية جيدة

بدأ الفريق موسمه بشكلٍ أكثر من رائع، وحقق الانتصار تلوَ الانتصار عدا هزيمتين أحدهما في الجولة الثانية ضد لايبزيغ (الوصيف) وخسارة أخرى في الجولة الثامنة من بروسيا دورتموند، وبقي مونشنغلادباخ متفوقاً في جدول الترتيب أغلب فترات الموسم على العملاق البافاري وأسود الفيستيفال المسيطرين على الكرة الألمانية في السنوات الأخيرة ويُعدّ المهاجم الفرنسي ماركوس تورام أحد نقاط قوة الفريق والهداف الأول للنادي بتسجيله خمسة أهداف للفريق كسبَ من خلالها قلوب الجماهير ويتميز -تورام الابن- بسرعته الفائقة وإجادته للمراوغات القاتلة للخصم رغم بنيته الجسدية الضخمة (يبلغ من الطول 192 سم والوزن 90 كغ).

***

تطور المستوى

منذ عدة مواسم وهناك تغيير واضح في معالم الفريق الألماني، وبدا مونشنغلادباخ في استمرارية واضحة من ناحية التطور في أسلوب اللعب والمستوى، حيث أنهى بروسيا مونشنغلادباخ الموسم ما قبل الماضي في المركز التاسع، ثم عاد الموسم الماضي لتحقيق مركزٍ أفضل وهو الخامس الذي منحَ الفريق مركزاً مؤهلاً لمسابقة الدوري الأوروبي، ولم يكتفِ الفريق بهذا الحد بل أنه استمرَ في تطوير مستواه واستثمار نقاط القوة والحد من نقاط الضعف لحين الوصول إلى قمة الترتيب في الدوري الألماني بعد الجولة الـ11.

***

موسم "روزي"

يُعتبر الألماني ماركو روزي من أهم أسباب النجاح هذا الموسم، وكانت قصة نجاحه مع ريد بول سالزبورغ في النمسا توحي بأنه سيكون مدرباً ذا شأنٍ في المستقبل، إذ إستطاع بأبداعه من وضع بصمته الواضحة على تشكيلة مونشنغلادباخ الباهتة.

ويُعرف روزي بأنه من المدربين الذين يفضلون الاعتماد على الشباب ويساعدهم على تحسين مستوياتهم وإبراز قدراتهم وهذا ما ظهرَ جلياً هذا الموسم مع متصدر الدوري الألماني، وعلى الرغم من أنَ الحكمَ عليه مازال مبكراً إلا أنه وبهذه العقلية الشبابية – المبدعة قد يكون قادراً على مواصلة قصة نجاح وتألق مونشنغلادباخ حتى نهاية الموسم وربما إسعاد الجماهير بلقبٍ لم تكن حتى لتراه أو تتوقعه حتى في أحلامها!