مدريد - أحمد سياف

تبدو أن فكرة عودة بيب غوارديولا إلى برشلونة حالمة بالنسبة لجميع الأطراف، هو يعد رمزاً لبرشلونة وهويته المميزة "التيكي تاكا"، وهو أيضاً يرغب في العودة لأنه لم يفز بدوري أبطال أوروبا سوى مع ليونيل ميسي.

لا شك أن اسم غوارديولا لايزال من بين فئة المدربين الكلاس في أوروبا، لكن العودة إلى برشلونة قد لا تُحقق النتائج الحالمة كما يتوقع البعض، لعدة أسباب.

1. الليغا مختلفة الآن

عندما تولى غوارديولا تدريب برشلونة في موسم 2008 لم تكن كرة القدم الإسبانية على نفس المنوال حاليًا، ولم يكن ظهر أتلتيكو مدريد.

الآن كرة القدم الإسبانية لم تعد تدور في فلك برشلونة وريال مدريد فقط، بل بدأت الفرق تتجرأ عليهم وظهرت فرق قوية كأتلتيكو مدريد وإشبيلية، وتحسن حال فالنسيا، وتحسنت العدالة المالية.

حتى ريال مدريد تحسن حالياً عن فترة غوارديولا وبات يمتلك تشكيلة أقوى.

2. لم يعد هناك تشافي وإنييستا

تركزت هوية برشلونة وأسلوبه مع جوارديولا سابقاً على إمكانيات كبيرة لثنائي الوسط تشافي هيرنانديز وإنييستا.. الآن لم يعد برشلونة يمتلك هذه الثنائية وبات يمتلك لاعبين بمواصفات وأساليب أخرى.

وإن آراد غوارديولا جلب لاعبين بمواصفات مشابهة سيكون عليه إنفاق الكثير من المال في سوق الانتقالات، وبرشلونة بات مقيداً مالياً بحكم قوانين اللعب المالي النظيف.

3. ميسي لم يعد ميسي

من حسن حظ غوارديولا أنه جاء لبرشلونة وميسي في مستهل منحنى الصعود نحو القمة، وبالتالي استفاد من قوة ميسي وتألقه.

ميسي اليوم ليس ميسي من 10 سنوات.. تقدم في السن، وباتت مشاكل اللياقة البدنية تُلاحقه، وبالتالي فمن الخطأ أن يظن غوارديولا أن ميسي يمكنه أن يقوده بمفرده نحو حلم دوري أبطال أوروبا.

4. لا ماسيا لا تساعد

استعان جوارديولا بمدرسة لا ماسيا في فترته الأولى في برشلونة وقدم لنا واحد من أفضل لاعبي الوسط سيرجيو بوسكيتس، والذي نفذ أيضاً مع تشافي وإنييستا "الإسبان" أفكاره في الاستحواذ وما إلى ذلك.

مدرسة لا ماسيا حالياً لا تساعد في هذا الأمر ولم تعد تنتج لاعبي الوسط المنوط بهم تنفيذ أفكار جوارديولا، حتى عندما قرر برشلونة شراء لاعبي وسط جلب لاعبين من خارج إسبانيا "دي يونج وراكيتيتش وفيدال".

5. نظرته محدودة في سوق الانتقالات

في الوقت الذي يتهم فيه البعض غوارديولا بـ"المبالغة في التفكير"، سواء في الخطط التكتيكية أو في سوق الانتقالات، حيث تعاقد مع ظهراء للجنب بمبالغ خرافية ويغيّر كثيرًا في تشكيلاته للمباريات، خصوصاً في المباريات الكبيرة، فإن صفقات غوارديولا الجديدة عادة لا تنجح ولا يُحقق الاستفادة منها.

برشلونة يُعاني من هذا الشيء فلم تنجح صفقات فيليب كوتينيو ولا أوسمان ديمبيلي ولم يظهر جريزمان حتى بالصورة المعهودة.