محمد الدرويش

أحدثَ ريال مدريد ضجةً كبيرة لدى وسائل الإعلام عندما أعلنَ في يناير من عام 2015 التعاقد مع أصغر موهبة نرويجية مثلت منتخب بلادها آنذاك وهو الساحر الأشقر مارتن أوديغارد وكان ذلك بعمر الـ15 عاماً و253 يوماً في التصفيات الخاصة ببطولة أمم أوروبا حينها.

وتوقعت الصحافة أن يكون أوديغارد موهبة قادمة في ريال مدريد إلا أنَّ اللاعب النرويجي لم يأخذ أي فرصة مع النادي الملكي، حيث تم تسجيله في فريق كاستيا ثم تم إشراكه مع الفريق الأول ومثل الميرينغي لمباراة واحدة رسمية قبل أن يستغني عنه المدريديون لعدةِ رحلات من الإعارات في دوري الدرجة الأولى الهولندية.

ولعب مارتن في الدوري الهولندي لصالح نادييّ هيرنفين موسم 2017-2018 وفيتسته آرنهم موسم 2018-2019 وعاد بعدها لأضواء الصحافة الأوروبية من بوابة الليغا بتمثيله ريال سوسيداد على سبيل الإعارة أيضاً من اللوس بلانكوس.

وتألق أوديغارد أو ما بدأت تسميه الجماهير بـ"ميسي الجديد" بشكلٍ لافت للأنظار مع النادي الباسكي وساهم بطريقةٍ فعالة في احتلال الفريق المركز الخامس في الدوري الإسباني نظراً للمجهودات العظيمة التي يقدمها وتوجها بالحصول على جائزة أفضل لاعب بالليغا لشهر سبتمبر الماضي.

ويعيش مارتن البالغ من العمر عشرين عاماً، أحد أفضل أيامه المهنية منذ انتقاله إلى نادي العاصمة الإسبانية مدريد ويرى البعض أنّ تألقه هذا محاولة جديدة "لإحياء سيرته" وجلب أنظار إدارة الملكي إليه بعد أن باتَ مهمشاً ولاعباً للإعارة فقط منذ انتقالهم إليهم.

وعلى الرغم من صغر سنه، إلا أنّ المستويات التي قدمها هذا الموسم جعلت الكثيرون يعتبرونه "ميسي الجديد" وذلك بعد أن أثبت أنه لاعب قائد ويستطيع إدارة أصعب المباريات لوحده وحثّ فريقه "المتواضع" على تحقيق الفوز والإيمان بأن المستحيل قد يصبحُ ممكناً.

وقدم مارتن أدواراً تكتيكية لاقت الإعجاب واستحسان الجماهير فمع اللمسات السحرية التي يقدمها والتألق الواضح للعيان وشجاعته في اتخاذ القرارات قد يكون أوديغارد أكثر اللاعبين طلباً خلال فترة الميركاتو الصيفي المقبل.

ولعب النجم النرويجي هذا الموسم مع سوسيداد كمهاجمٍ على الجناح الأيمن وكصانع ألعاب رقم "10" وفي أدوار أخرى مثل لاعب رقم "6" ولاعب رقم " 8 " في خط الوسط ما يعني أنه يعطي مرونة تكتيكية وإضافة عميقة لخط وسط أي نادٍ يلعب معه.

قد يكون قضاؤه آخر موسمين في دوري لا يحظى بالتغطية الإعلامية الكافية أبعدت أنظار الإعلام عنه كلاعب موهوب، لكنه الآن عاد للأضواء من جديد وأثبتَ أنه نجمٌ من طينة الكبار، المقارنة بميسي مازالت مبكرة وقد تضع عليهِ ضغطاً لا يمكن أن يتحمله شابٌ بعمره، هو الآن يعيشُ أجمل مراحل حياته الكروية والميرينغي بحاجة للاعب مثله، إن واصل التقدم في المستوى بنفس السرعة والوتيرة الحالية، فسيكون النجم الأول للملكي المدريدي خلال الموسمين القادمين والذي ستوضع عليه كافة الآمال والطموحات دون أن يكون لدينا أيُّ شكٍ بإمكانية تحقيقه للنجاح الكبير معهم وقيادتهم الى منصات التتويج في كافة المحافل المحلية والقارية!