مدريد - أحمد سياف

مرة أخرى يشعل غاريث بيل الغضب المدريدي، وباتت النهاية حتمية وقادة لا محالة وفقاً لما قاله صحافيين هنا في مدريد لصحيفة إكسترا سبورت بعد أن سخر من النادي خلال احتفاله بتأهل ويلز لنهائيات يورو 2020.

بيل يرى أن الكون في ريال مدريد مختلف كثيراً عن خارجه، هو يشعر بأنه يتم التحرش به من الإعلام الإسباني ويقوم بردة فعل لا تفيد ناديه وتولد التلوث لدى المشجعين.

شخصية بيل أصبحت من المؤكد بأنها لا تتماشى مع فلسفة ريال مدريد التي تقوم على الكفاءة والتقدير. قبل 3 أسابيع، سافر بيل الى لندن هناك التقى بموكله و مع بعض المسؤولين من الاتحاد الويلزي حيث طلب منهم استدعاءه للمشاركة في الاستحقاقات الدولية ليشارك في المباريات الحاسمة المؤهلة لبطولة اليورو.

بعد حسم تأهل منتخب ويلز لليورو حمل اللاعبون ذلك العلم الذي سخن الأجواء في ريال مدريد وفي النادي "ويلز. الغولف. مدريد".

تلك العبارة تم اجتزاؤها من كلام لاعب ريال مدريد السابق مياتوفيتش وبعدها تحولت إلى نشيد تنشده الجماهير الويلزية. بيل قام بالغناء وهو يحمل تلك الراية بين يديه بغض النظر عن الرسالة التي أراد إيصالها.

3 كلمات تعني تجاهلاً تاماً لريال مدريد، النادي الذي يدفع 24 مليون يورو سنوياً كراتب للاعب مع الضرائب، أي 12 مليون يورو صافية.

ذلك المال الذي لن يحصل عليه أبدًا من ويلز أو من الجولف.

***

كان السؤال في ريال مدريد.. ماذا نفعل مع بيل؟

الشعور العاطفي يدفع لفرض عقوبة هامة عليه، وبعض الإعلاميين طالبوا بطرده. لكن هذا ليس قراراً عملياً لأننا لسنا في فترة انتقالات، والنادي هو من سيخسر خاصة بعد إصابة لوكاس فاسكيز الأخيرة.

الحس العملي من جهة أخرى هو الغالب في ريال مدريد ويدعو لمحاولة استخراج كل ما لدى بيل من الآن حتى خروجه في يناير أو يونيو حيث تكون فترة الانتقالات الأكثر اتساعًا.

أنت لست بحاجة لحمل شهادة دكتوراه من جامعة كامبريدج لتعرف بأن ريال مدريد و زيدان متعبان من الويلزي، لكنهما يحافظان على برودهما.

لا توجد أي قرارات ساخنة. لن تكون هناك أي عقوبات. وبالفعل اللاعب شارك أمام ريال سوسيداد كبديل.

ستكون هناك محادثة داخلية لتوبيخ سلوكه وعدم احترامه للنادي الذي جعل منه مليونيراً بعد قدومه.

هدف زيدان يتمثل بالاستفادة من جودة المهاجم طالما أنه مستمر في الفريق. هناك مشكلة ذات صلة في هذا الموقف. بيل يعتبر لاعباً مهماً في الفريق الذي يحتوي على الكثير من اللاعبين الشباب وقليلي الخبرة مثل رودريجو، فينيسيوس، يوفيتش، فالفيردي وميليتاو.

فكرة تجميد بيل لن تؤدي إلى للخسارة في ريال مدريد.. فنياً ومالياً حتى لأن قيمته السوقية تنخفض بمرور الوقت. وبالتال يحتاج ريال مدريد للاستفادة منه فنياً على أن ترتفع قيمته السوقية قبل بيعه للحصول على قيمة مالية كبيرة.

فوفقاً لما نشره موقع "ترانسفير ماركت" المتخصص في القيمة السوقية للاعبين، فإن بيل سجل حالياً أدنى قيمة تسويقية له والتي بلغت 60 مليون يورو وذلك بالمقارنة بأعلى معدل له في 2017 والذي بلغ حينها 90 مليون يورو بعد عام واحد فقط من وصول زيدان إلى ريال مدريد.

المرحلة الانتقالية التي يعيشها الفريق حالياً هي التي تدفع ريال مدريد للتدبر ملياً في الموقف الذي يجب اتخاذه مع اللاعب. في حال وصل عرض مقبول في الشتاء ستتم الموافقة عليه بدون تردد.

كرة القدم الصينية قد تلعب دورًا جديدا في هذه القصة من جديد، لكن المعروف أنه من الصعب أن تصل مثل هذه العروض في شهر يناير عندها سيتم توجيه الأنظار إلى يونيو القادم.

نهاية بيل الحتمية أكد عليها صحفيون هنا في مدريد لإكسترا سبورت، قال خيسوس لويس صحفي من الكادينا كوبي "النهاية حتمية بالفعل لكن ليس كما يُريد الجمهور. الإدارة تتعامل بواقعية شديدة.. سيؤخذ في الاعتبار أننا في نوفمبر وأن الفريق يفتقد عدة لاعبين بسبب الإصابة".

فيما رأى الصحفي الإسباني خورخيه بواتيستا من لاسكستا المصدر المقرب من النادي الملكي إن ريال مدريد سيبدأ في البحث عن العروض لبيل في أسرع وقت، مشيراً إلى أن زيدان منح بيل الفرصة الأخيرة هذا الموسم وفضل الإبقاء عليه رغم الحديث عن بيعه، لكنه أصبح كالتفاحة الفاسدة وسط المجموعة.