محمد الدرويش

مرة أخرى، أثبتَ نادي يوفنتوس أنه الفريق الوحيد الذي يمكن أن يهيمن على منافسات الدوري الإيطالي -حتى بدون رونالدو- بعد أن قادهم الهداف الأرجنتيني غونزالو هيغوين لتحقيق انتصار مستحق على الحصان الأسود للسكوديتو آخر موسمين نادي أتلانتا وذلك بثلاثة أهداف لهدف وحيد لتواصل السيدة العجوز تربعها على عرش الترتيب حتى الأسبوع الثالث عشر.

أهم ما حصلَ في المباراة أمام أتلانتا خصوصاً ومباريات الجولة الماضية من الدوري الإيطالي عموماً أن ساري بأفكاره الهجومية استطاع من جديد إبراز قدرات الأرجنتينيان غونزالو هيغوين وباولو ديبالا ليتحولا إلى شراكة خطيرة في خط المقدمة، بعد أن كانا وقبل أشهر بسيطة فقط عالةً على أكتاف اليوفي لدرجة أن إدارة السيدة العجوز فكرت جدياً خلال تلك الأيام من أجل التخلص منهما وبأي ثمنٍ، إلا أن تمسك اللاعبان باللعب في تورينو حالَ دون حصول ذلك.

والسؤال الذي يطرح نفسه في ظل تألق هذين العملاقين: هل بدأ نجم كريس 7 يخفت في يوفنتوس؟

في الحقيقة أنَّ غياب رونالدو كان متوقعاً لمشاكل عضلية يعاني منها، وقد تفهم قرار المدرب في منشورٍ صريح على حسابه الشخصي في الإنستغرام يؤكد دعمه لقرار الإيطالي ماوريسيو ساري حيث قال: "أركز الآن على التعافي، من أجل العودة القريبة".

حتى الآن لا تبدو المستويات التي يقدمها رونالدو مرضية للجماهير وهناك حالة إحباط لدى العديد من مشجعي يوفنتوس بسبب هذا الأمر، حيثُ فشلَ رونالدو في أن يكونَ حاسماً بالعديد من المباريات الماضية، فعلى سبيل المثال لم يستطع الدون من حسم الأمور أمام لوكوموتيف الروسي في الجولة الماضية من مسابقة دوري أبطال أوروبا ولولا تألق دوغلاس كوستا لخرج اليوفي بتعادلٍ بطعم الخسارة، وهم الذين يعولون على رونالدو لجلب هذا اللقب لخزينة النادي.

تبعها أيضاً إخراجه من مباراة الدوري الإيطالي أمام العملاق المريض ميلان وفي تلك المباراة تألق ديبالا ليتمكن من خطف فوز صعب للسيدة العجوز، ويوم السبت الماضي تألق الثنائي هيغوين – ديبالا وخرجت السيدة العجوز منتصرة مرة أخرى على أتلانتا ودون وجود رونالدو أيضاً !

مع كل ما يُقال لا يمكن أن ننسف كل ما قدمه رونالدو وهو الفائز بجائزة أفضل لاعب في العالم خمس مرات، ورغم الحساسية " الخافية " بينه وبين ساري إلا أن مهمة السيدة العجوز في أوروبا لن تكتمل دون وجود رونالدو "الحاسم" في الأدوار المتقدمة، لذا يتعيّن على ساري إيجاد الصيغة المناسبة للثلاثي رونالدو، ديبالا وهيغوين وزيادة حرية تحرك رونالدو داخل منطقة الجزاء ليكون أكثر فتكاً وأشد ضراوةً ويقدم الفائدة المرجوة للسيدة العجوز من التعاقد معه.

المباريات القادمة في دوري أبطال أوروبا والدوري الإيطالي، ستوضح لنا إن كان بإمكان الثنائي ديبالا – هيغوين من إطفاء بريق رونالدو وخفت نجمه بعد أن كان الموسم الماضي اللاعب الأول في صفوف الفريق.