أحمد التميمي

تربع بايرن ميونيخ على عرش الدوري الألماني لسبع سنوات متتالية، احتكر هذا العرش دون ينازعه عليه من الألمان أحد، حتى بات أمر البطولة محسوماً منذ بدايته، لتتنافس بقية الفرق على المراكز المؤهلة لدوري الأبطال و الدوري الأوروبي.

في هذا الموسم لا يعيش البايرن أجمل أيامه، فهي أسوء انطلاقة له منذ سنوات، فمن أصل 14 مباراة، لم يفز سوى في نصفها، وخسر أربع مباريات أخرى. مر الفريق هذا الموسم بعدة أمور تسببت في انهياره، أبرزها ابتعاد نجمي الفريق أريين روبين و فرانك ريبيري، اللذان شكلا أهم ركائز نجاح البايرن في العقد الأخير، فبانتهاء أسطورة "الروبيري" بدأ مستوى الفريق بالتراجع شيئاً فشيئاً.

بسبب ذلك التدهور الحاد في الأداء والنتائج، تمت إقالة مدرب الفريق نيكو كوفاتش و استبداله بمساعده هانز فليك. نجح فليك نجاحاً لحظياً حينما انتصر على بوروسيا دورتموند و فورتونا دوسلدورف، وخسر بعدها خسارتين متتاليتين أمام باير ليفركوزن و بوروسيا مونشنغلادباخ، ليسقط بايرن ميونيخ إلى المركز السابع، خارج المراكز المؤهلة للدوري الأوروبي!

***

الإنفاق

العقلية الكروية التي تدير زمام الأمور في بايرن ميونيخ في هذه الفترة مازالت غير مقتنعة بأوضاع السوق وأسعاره، لذلك فهي تقلل الإنفاق بشكل كبير مقارنة ببقية كبار أوروبا، رغم أن البايرن نادٍ يملك من المال ما يمكنه من عقد صفقات كبرى. ميونيخ وعلى الرغم من كسر هذه القاعدة في الميركاتو الصيفي بالتعاقد مع كوتينيو، إلا أنهم بحاجة إلى مزيد من التعاقدات، هم بحاجة إلى مهاجم يساند ليفاندوفسكي، فمن الملاحظ أنه متى ما غاب ليفا يخسر البايرن، فهو لا يملك حلولاً أخرى. كما أن الفريق بحاجة إلى من يحل مكان توماس مولر، الذي وصل لمرحلة لا يستطيع أن يقدم فيها الإضافة للتشكيلة.

***

المدرب

هي ليست مسألة الفكر التدريبي للمدرب بحد ذاته، وإنما شخصية المدرب، وقدرته على فرض احترامه على لاعبي الفريق، وهذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها البايرن هذه المشكلة، فلم يستطع كارلو أنشيلوتي فرض احترامه على اللاعبين، فاضطرت الإدارة لاستبداله بـهاينكس حتى يعيد الانضباط داخل الملعب، وعادت تلك المشكلة مع نيكو كوفاتش، وستسوء الأحوال مع فليك. الأمر منطقي، ما الذي يدفعني إلى الالتزام بأوامر مدرب قد لا يتواجد الموسم المقبل؟ إدارة النادي ملزمة إما بتمديد عقد المدرب، أو العثور على البديل من الآن حتى يستعيد البايرن الحقيقي.