أحمد التميمي

تغيرات عديدة مفاجئة طرأت على الإدارات الفنية لفرق الدوري الإنجليزي، كان من أبرزها عودة مورينيو لإنجلترا من بوابة توتنهام، وتعيين كارلو أنشيلوتي لتدريب إيفرتون، وإقالة أوناي إيمري وتعيين أرتيتا. في هذا المقال سنحاول أن نتنبأ بما سيحدث في قادم الأيام في كل من إيفرتون وآرسنال.

***

إيفرتون وأنشيلوتي

تفاجأ كثيرون بقبول أنشيلوتي تدريب إيفرتون، وهو المدرب الذي حصد دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات حتى تم اعتباره المدرب المختص في البطولة قبل ظهور زيدان، وبطولة الدوري في إيطاليا وإنجلترا وألمانيا، وفاز بكأس العالم للأندية مرتين، وغيرها من البطولات التي عجزت عن إحصائها. أنشيلوتي خاض تجربتين صعبتين مع بايرن ميونيخ ونابولي، تعامل خلالهما مع اثنتين من أصعب إدارات الأندية في أوروبا، وخصوصاً التجربة الأخيرة في نابولي مع لاورينتس، الرجل غريب الأطوار الذي يصعب التعامل معه. في اعتقادي الشخصي، أنشيلوتي قبل بهذه المهمة لأنها خالية من الضغوط، أو على الأقل هي أقل ضغطاً من المهمتين السابقتين، فهو بحاجة إلى قليل من الهدوء ليعمل، هو الآن غير مطالب بتحقيق بطولة الدوري أو ما شابه، الأهم أن يقود الفريق إلى بر الأمان في هذا الموسم.

أول ما سيتغير في إيفرتون هو أن الفريق سيكون جذاباً لبعض اللاعبين للانتقال إليه، خصوصاً من أولئك اللاعبين الذين يودون العمل مع انشيلوتي. أما أهم ما يحتاجه إيفرتون في الفترة الحالية، هو إدارة "نفسية" للاعبين قبل أن تكون إدارة فنية وتكتيكية، وهو ما يجيده أنشيلوتي جيداً، وأعتقد أنه سيكون أول أمر يعمل عليه عند تولي زمام الأمور. سنشهد تغيراً في أسلوب لعب إيفرتون إلى ضغط هجومي أكبر باستغلال بعض العناصر الشابة من أمثال مويس كين، سيكون رسم 4-3-3 هو الرسم التكتيكي المعتمد للفريق خلال ما تبقى من الموسم.

***

مغامرة أرتيتا في آرسنال

تولي مايكل أرتيتا زمام الأمور في آرسنال هو أشبه بالمغامرة، فهو قليل الخبرة كمدرب، وهذا سيصعب مهمته في نادٍ يعاني منذ عدة سنوات، وعجز عن علاجه مدربين اثنين؛ أرسين فينغر و أوناي إيمري. الجيد في الأمر هو أن أرتيتا يعرف الفريق جيداً، فلم يمر الوقت الطويل منذ أن اعتزل اللعب و غادر صفوف النادي، كما أنه قد اكتسب أفكار بيب غوارديولا خلال فترة عمله معه، وهذا يعطي جرعة تفاؤل بمستقبل المدرب مع إيفرتون.

أهم مشكلة في آرسنال التي سيتعين على أرتيتا حلها حالياً هي مشكلة الدفاع الهش للفريق، فقد استقبل مرماهم 27 هدفاً خلال 18 مباراة، ولا تكاد تنقضي التسعين دقيقة إلا واستقبل الفريق فيها هدفاً على الأقل بسبب الهشاشة الدفاعية. على صعيد خط الوسط، أعتقد بأن عملية التخلص من غرانيت تشاكا أمر لا بد منه، أو على الأقل إعادة تأهيل اللاعب وذلك لبطء تحركاته وكثرة أخطائه التي لطالما تسببت في أهداف في مرمى المدفعجية، والبدلاء موجودون لتغطية مكانه من أمثال لوكاس توريرا. الأمر الثالث والأخير، هو انتشال أوزيل من حالة المزاجية التي يمر بها وتتسبب في تذبذب مستواه، كما لا بد أن يتم إبعاده عن الضغوطات الإعلامية التي يتعرض لها حالياً، حتى يهدأ ويرتاح ويقدم أفضل ما لديه.