محمد الدرويش

صحيح أن ريال مدريد متصدر للدوري الإسباني حتى ساعات كتابة هذه السطور، ومعروف لدى الجميع أنه لم يتلق أي هزيمة في الدوري الإسباني منذ تلك التي خسرها أمام مايوركا في أكتوبر الماضي، ومع الفوز بلقب كأس السوبر قبل أيام عدة والتي نظمتها المملكة العربية السعودية بشكلٍ أكثر من رائع، يظن الجميع أن النادي الملكي بخير لكن "الحقيقة الكبرى" والمرة فهي عكس ذلك، فالميرينغي يعاني من مشاكل عميقة إن لم يجد لها حلاً على المدى القريب، فإن الأمور ستكون على المحك وأن مباراةً واحدة قد تحدد شكل الموسم بالنسبة لهم، لعل أبرز تلك المواجهات التي نقصدها هي الاصطدام بمانشستر سيتي الإنجليزي المخيف في ثمن نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا.

***

بنزيما وحده لا يجلب الألقاب !

يعاني ريال مدريد من عقمٍ هجومي واضح، فالهداف الوحيد في الفريق هو الفرنسي كريم بنزيما ومع 12 هدفاً حتى الآن في الليغا إلا أنه ولوحده لا يمكن الاعتماد عليه لجلب الألقاب، فالفريق بحاجةٍ للاعب هداف يظهر في الأوقات الحاسمة ويسجل أهدافاً كثيرة كما كان يفعل الدون رونالدو بتسجيله 50 هدفاً وأكثر خلال الموسم.

ما يؤكد صحة هذه النظرية هي لو لاحظنا أن هدافي الفريق من بعد بنزيما هما الإسباني سيرجيو راموس قائد الميرينغي والفرنسي رافائيل فاران وقد ينضم إليهما كاسيميرو "لاعب المحور" بعد هدفيه يوم أمس الأول في مرمى إشبيلية! ما يضعهم على المحك لحل هذه المشكلة خصوصاً في ظل عدم وصول البلجيكي إيدن هازارد للفورمة المعتادة نتيجة غيابه أغلب فترات الموسم بداعي الإصابات المتكررة.

***

مشاكل اللاعبين والإصابات!

في الوقت الحالي، يعاني النادي الملكي من عدة غيابات قد تؤثر سلباً على عمق التشكيل لديه، فهازارد وماركو أسينسيو وسيرجيو راموس غائبون بهذا الداعي، لو استثنينا عودة جيمس رودريغيز مؤخراً وكذلك مارسيلو ولوكاس فاسكيز اللذين لعبا ضد إشبيلية، ما يجعله لازماً على الميرينغي والطاقم الطبي إيجاد الحلول المناسبة لعدم تكرر تلك الإصابات أو حدوثها مرة أخرى نتيجة غياب العناية الكاملة طبياً، خصوصاً وأن الموسم قد دخل مرحلةً حرجة الخطأ فيها قد يكلف غالياً.

***

مزاجية بيل .. قاتلة .. قاتلة !

كان لبيل مساهمات فعالة ومباشرة في آخر ثلاث ألقاب للبلانكوس تحت قيادة زين الدين زيدان في دوري أبطال أوروبا، إلا أنه بدا لا مبالياً هذا الموسم وتظهر مزاجيته بشكلٍ واضح خلال المباريات، ما يجعله مشتتاً لدرجة عدم التركيز خلال أي مباراة ومهما كانت أهميتها، وفي اللحظات التي ظهر به بيل سابقاً حقق ريال مدريد لقب التشامبيونزليغ 2018 بعد أن قادهم بيل شخصياً للفوز بأداء رائع، هناك مباريات من الموسم تحتاج لأن يظهر البطل وكان بيل بطلاً في مواقف سابقة لازال تتذكرها الجماهير المدريدية، إلا أنه هذا الموسم سيكون بعيد تماماً عن ذلك الموقف، ما يجعل مزاجيته قاتل له أولاً حيث فقد الشغف باللعب وللفريق ثانياً إذ لا يبدو أنه سيكون اللاعب الذي يستطيع حمل الفريق على كتفيه في ظل غياب اللاعب الحاسم.