مدريد - أحمد سياف

عندما عاد المدرب الفرنسي زين الدين زيدان إلى ريال مدريد وجد فريقا يعاني من أجل التسجيل بدون نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو.

حقق ريال مدريد 2.5 هدف في المباراة الواحدة في مواسم زيدان الثلاثة الأولى في النادي، ولكن بعد عودته سجلوا فقط 1.7 هدف لكل مباراة.

كان كريم بنزيمة هو اللاعب الوحيد الذي حاول ملء فراغ كريستيانو، في حين لم يتمكن غاريث بيل من تحمل مسؤولية هذا الأمر.

وهكذا، قرر زيدان تحويل تركيزه نحو بناء جدار دفاعي، واللعب بواقعية أكثر بدلاً من الاندفاع الهجومي.

في الموسم الماضي كان دفاع ريال مدريد هشا للغاية، وعرف زيدان وقتها أن إصلاح الدفاع يجب أن يكون أولوية حتى عن دعم الهجوم وجلب بديل لرونالدو.

وبالتالي ظهرت بصمة زيدان على دفاعات الريال ليصبح النادي الأفضل دفاعيا في الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى حتى الآن، بل ومتفوق على أندية تعيش وضعيات مميزة كليفربول الذي لم يتعرض لأي هزيمة.

استقبلت شباك ريال مدريد 13 هدفا فقط، ويأتي بعده كل من ليفربول بـ14 هدفا وأتلتيكو مدريد وباريس سان جيرمان بنفس الرصيد.

ويأتي الإنتر في إيطاليا بأفضل سجل دفاعي فلم تهتز شباكه سوى 17 مرة.

في حين يتمتع بوروسيا مونشنغلادباخ بأفضل دفاع في الدوري الألماني برصيد 20 هدفاً مستقبل.

هذا الدفاع القوي سيكون الورقة الرابحة لزيدان في مراحل خروج المغلوب في دوري أبطال أوروبا، خاصة أمام مواجهة هجوم شرس كمانشستر سيتي.

الأسباب كانت عديدة حول صلابة ريال مدريد، فزيدان يعطي دائماً تعليماته للاعبين بضرورة اللعب ككتلة واحدة خاصة عند فقد الكرة، وبالتالي يكون أول مدافع في الفريق هو كريم بنزيمة.

كما أن دخول الظهير ميندي على حساب مارسيلو كان سببا في المزيد من الحماية الدفاعية للريال، حيث أن ميندي أفضل دفاعيا من البرازيلي الذي كان بمثابة أحد أبرز ثغرات الريال.

ولا يجب أن ننسى الأداء الرائع للحارس تيبو كورتوا في المباريات الأخيرة وتصديه للعديد من الانتقادات، لكن مرة أخرى كل ذلك يعود لمنهجية زيدان وأفكاره وقبل كل ذلك احترام اللاعبين له كما قالوا في أكثر من مناسبة.