مدريد- أحمد سياف

وكأن قرار إقالة إرنستو فالفيردي كانت نتائجه بالعكس على برشلونة، فتصدر ريال مدريد بعدها لبطولة الليجا بفضل فوزه على بلد الوليد وخسارة برشلونة.

مع أول تعثر حقيقي في الموسم بحكم أن برشلونة كان المتصدر لليجا ودوري الأبطال بالخروج من كأس السوبر "أو بعبارة أصح بهزيمة واحدة"، قام برشلونة بشيء لم يقدم عليه منذ 17 عاماً وهو إقالة المدرب في منتصف الموسم.

تعامل برشلونة بشيء من الرومانسية، فقد كان يرغب في إيجاد مدرب يعيد الأسلوب الجميل لبرشلونة في اللقب وأيضاً لتحقيق النتائج، في المقابل كان ريال مدريد أكثر واقعية من برشلونة فاهتم بالاستقرار والنتائج والبطولات أكثر من أي شيء آخر.

بعد بداية كارثية صمد زيدان وتخلى عن أي أفكار رومانسية ولعب بشكل واقعي وبفريق ككتلة واحدة، محصن دفاعياً، ويحقق المطلوب ويفوز حتى لو بهدف نظيف.

في مباراة بلد الوليد الأخيرة قدم ريال مدريد عرضاً مملاً، لكن الأهم أنه حقق الفوز وعندما سجل لم يجعل المنافس يعود في النتيجة.

وبينما حاول سيتين إعادة هوية برشلونة في الأسلوب القائم على السيطرة مهما كانت العواقب، كان ريال مدريد يعي أن الفوز بأي طريقة هو السبيل لتحقيق البطولات.

أصبح برشلونة يهتم بالنمط أولاً، لكن ريال مدريد مهتم بالنتائج أولاً.

في حين أن أنصار ريال مدريد قد لا يستمتعون بمشاهدة فريقهم وأسلوب لعبه، لا يهم أي شيء إذا انتهى الأمر بلقب الدوري مرة أخرى، وزيدان لا يُفكر سوى في إنجاز المهمة.

لذلك في الأسابيع الأخيرة جاءت أهداف ريال مدريد من جميع الخطوط، الدفاع والوسط والهجوم، وبكل طرق اللعب سواء لعب مفتوح أو كرات ثابتة.

ويطبق زيدان مقولة إن الاستمتاع في السينما فقط، وفي حين يناقش برشلونة أسلوب اللعب وجودة الكرة، يهتم زيدان بالنقاط والتقدم، فالأداء لن يذكره التاريخ.

وحقق زيدان ألقابه وإنجازاته في دوري الأبطال تحديداً بفضل تلك الواقعية وأسلوب اللعب المباشر وتنوع مصادر الهجوم بدلاً من الاعتماد على لاعب بعينه، فاستطاع هذا الموسم التعامل مع غياب رونالدو بشكل جيد.

أما أسلوب برشلونة فبات محفوظاً ومرهقاً، كما أن اللاعبين أحياناً ليسوا قادرين على تنفيذ أفكار المدرب، فجيل تشافي وإنييستا قد انتهى، وهو ما يجب على مشجع برشلونة تصديقه.