محمد الدرويش

ساعات قليلة ربما تفصلنا أو أنه أثناء نشر هذه المقالة يكون إنتر ميلان قد أعلن تعاقده مع محارب الفايكنغ كريستيان إريكسن، نجم نادي توتنهام الإنجليزي والذين قضى معهم النجم السويدي أفضل اللحظات في مسيرته الكروية على الإطلاق ، ليبدأ من بعدها حكايةً جديدة في بلاد السحر والجمال وتحديداً مع ثاني أكبر أندية ميلان نادي الإنتر الباحث عن الصعود إلى منصات التتويج في خضم أحداث هذا الموسم الكروي المثير في الدوري الإيطالي .

وسيكون إريكسن إضافة كبيرة لخط وسط النيراتزوري وعمق التشكيل لدى المدرب الداهية أنطونيو كونتي ، على اعتباره صانع ألعابٍ من الطراز الأول والرفيع ويمكن أن يقدم لمسة إبداعية ظاهرة للعيان في متوسط ميدان ثعابين إيطاليا ، وعدا عن أسلوبه الكلاسيكي الجذاب في صناعة اللعب فإن محارب الفايكنغ يتمتع بمهاراتٍ عديدة من ناحية مرواغته وقدرته على التخلص من الرقابة وتشكيل الخطر حتى في المساحات الضيقة والأهم من ذلك أنه قادر على إدارة أي مباراة والتحكم برتمها ما يمنح الفريق إضافةً نوعية وبتواجد اثنين من أبرز لاعبي القارة هذا الموسم هما الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز والبلجيكي روميلو لوكاكو فإن الإنتر سيكون أكثر حسماً ورعباً محلياً في النصف الثاني من الموسم وأكثر مما كان عليه بمرحلة الذهاب .

في توتنهام، كان إريكسن جزءا لا يتجزأ من نجاحات النادي اللندني في أفضل فترة للفريق منذ خمسين عاماً، ورغم أن السبيرز لم يفوزوا بأي لقبٍ طوال فترة تواجد النجم السويدي معهم، إلا أنهم كانوا رقماً صعباً في منافسات الدوري الإنجليزي ودوري الأبطال كذلك ، بعد وصولهم الموسم الماضي إلى المباراة النهائية وقد قابَ أبناء ماورويسيو بوكيتينو حينها قوسين أو أدنى من تحقيق الإنجاز التاريخي لولا أنه اصطدم بعراقة وخبرة ليفربول الأوروبية في بطولة ذات الأدنين ، ومع نادٍ يُعتبر أكبر من السبيرز بمرات عدة وهو الإنتر الفائز بـ 18 لقبا محليا و 3 دوري أبطال أوروبا يمكن أن يحقق السويدي إريكسن هدفه المنشود بالصعود إلى منصات التتويج .

سيحصل الإنتر من خلال تعاقده مع إريكسن على لاعبٍ لديه خبرة أوروبية كبيرة ولا يخشى مواجهة أقوى الفرق في القارة العجوز فمن لعب ضد مانشستر سيتي، ليفربول، مانشستر يونايتد وأرسنال بالتأكيد لن يخيفه مواجهة فرق أقل تاريخياً مثل نابولي وروما أو بنفس المستوى مثل يوفنتوس وميلان لو لم يكن مريضاً .

ما يعيب الإنتر خلال منافساته المحلية أو حتى القارية أنه دائماً ما يلعب بشكلٍ جيد خلال الشوط الأول ، إلا أنه وبمجرد أن يفقد تحكمه في المباراة التي دائماً ما تكون في الشوط الثاني لا يُظهر المدرب أنطونيو كونتي أو اللاعبين أي ردة فعل وهو أهم نقاط ضعف الثعبان الإيطالي هذا الموسم إريكسن بخبرته الكبيرة سيكون قادراً ولو بشكلٍ قليل من أن يُزيل أو يمحي آثار هذه النقطة السلبية وقد يكون القائد الذي يقود السفينة لبر الأمان في حال فشل ربانها بذلك .