يوسف ألبي

لاشك أن فريق لاتسيو الإيطالي واحد من أعرق الأندية في إيطاليا وأوروبا، حيث تأسس النادي السماوي الشهير قبل 120 عاماً وبالتحديد في عام 1900م، وتمكن الفريق بعد ذلك في تحقيق العديد من الإنجازات المحلية والأوروبية وإنجاب واستقطاب العديد من اللاعبين والأساطير، ما أدى إلى صناعة وتواجد النادي بقوة على الخارطة الكروية.

وتعتبر فترة منتصف التسعينات ومطلع الألفية الأكثر كمالاً في تاريخ النادي الإيطالي في ظل وجود كوكبة من اللاعبين أمثال فيرون ودييغو سيميوني وسالاس وأنزاغي ومانشيني ونيستا ونيدفيد وستانكوفيتش وغيرهم من اللاعبين، حيث نال الفريق تحت هؤلاء اللاعبين لقب الدوري عام 2000، وثنائية كأس إيطاليا والسوبر المحلي عامي 1998 و2000، وكأس الكؤوس الأوروبية موسم 1999 بالانتصار على ريال مايوركا وهي أول بطولة قارية للفريق الإيطالي، أتبعه في نفس العالم فوزه بالسوبر الأوروبي بعد تغلبه على فريق الأحلام آنذاك مانشستر يونايتد الإنجليزي بقيادة السير أليكس فيرغسون، كما خسر نهائي كأس الاتحاد الأوروبي 1998 بعد الهزيمة أمام جاره إنترميلان بثلاثية نظيفة في المباراة التي أقيمت على ملعب الأمراء في باريس.

ويحاول الفريق هذا الموسم استعادة أمجاده السابقة، وهناك مؤشرات قوية في إمكانية تحقيق ذلك، ففي عام 2019 حقق لاتسيو لقب كأس إيطاليا على حساب أتلانتا والسوبر المحلية قبل شهر من الآن بعد الفوز على يوفنتوس في المباراة التي أقيمت في السعودية، ويسعى هذا العام بجدية من خطف لقب الكالتشيو للمرة الثالثة في تاريخه.

ويحتل لاتسيو المركز الثالث بفارق نقطتين عن إنتر ميلان الثاني وخمس نقاط عن يوفنتوس المتصدر مع الأخذ بعين الاعتبار أن لاتسيو لديه مباراة مؤجلة.

الفريق يقدم مستويات مميزة تحت قيادة مديره الفني سيموني إنزاغي الذي عمل جاهداً منذ التعاقد معه في 2017، حيث تمكن من إيجاد التوليفة المناسبة وبناء شخصية قوية للفريق، بالإضافة إلى تطوير أداء اللاعبين والاستمرارية على تحقيق النتائج الإيجابية وقراءته المميزة للمنافسين، ما جعل لاتسيو ثاني أفضل فريق من الناحية الدفاعية والهجومية في الدوري المحلي هذا الموسم، كما يملك لاتسيو لاعبين قاردين على المنافسة ولما لا تحقيق الدوري في نهاية المطاف وفي مقدمتهم شيرو إيموبيلي هداف الدوري الموسم المنصرم بفارق كبير عن أقرب منافسيه، وخواكين كوريا وميلينكوفيتش وكايسيدو وأتشيربي ولويز فيليبي وغيرهم من اللاعبين.

ويجب أن لا ننسى الدور الكبير والفعال من المدير الرياضي للفريق وهو الألباني إيجلي تاري الذي يعتبر أحد أفضل المدراء الرياضيين في أوروبا، حيث ساهم بفضل التعاقدات التي قام بها الفريق بتحقيق لاتسيو النتائج المميزة في الفترة الأخيرة، فكل ما ذكر أسباب ومعطيات وعوامل كافية قد تساعد الفريق على استعادة أمجاده الذهبية وتحقيق لقب الكالتشيو بعد غياب دام عقدين من الزمن.