أحمد عطا

مرت فترة الشتاء المضغوطة محليًا في الدوريات الأوروبية التي استغلت فترة توقف دوري أبطال أوروبا لمزيد من المباريات في منتصف الأسبوع.

***

ليفربول يختفي عن الأنظار في البريميرليغ

بقى الوضع على ما هو عليه في الدوري الإنجليزي، بل وازداد سوءاً بالنسبة لمطاردي ليفربول الذي اكتسح الجميع وابتعد بالصدارة بفارق، ربما يستحيل تعويضه بعد أن أمن تلك الصدارة بـ73 نقطة وبفارق 22 نقطة عن مانشستر سيتي الذي تلقى الهزيمة تلو أخرى، ليصل إلى هزيمته السادسة وهو عدد يساوي ما خسره في الموسمين الماضيين مجتمعين.

***

.. وباريس يشاطره في الليغ آ

الأمر يبدو مشابهاً إلى حدٍ ما في الدوري الفرنسي بل ومكرراً حيث انفرد باريس سان جيرمان بصدارة الليغ آ بـ61 نقطة بعد أن توقف عدد هزائمه عند آخر هزيمة تلقاها في الأول من نوفمبر الماضي، ومن وقتها خسر نقطتين فقط طوال كل تلك الفترة ليبتعد بالصدارة بفارق 12 نقطة عن مارسيليا الذي –رغم كل هذا الفارق- يقدم موسماً من ضمن الأفضل في سنواته الأخيرة لكن يبدو فريق الجنوب الفرنسي يبدو قانعاً بمركز الوصافة حتى مع فوزه في مبارياته الأربعة الأخيرة ورغم أن آخر هزيمة تلقاها كانت على يد باريس سان جيرمان لكن قبل شهور عديدة وتحديداً في السابع والعشرين من أكتوبر الماضي إلا أنه تعادل في 6 مباريات أكثر من فريق العاصمة الفرنسية.

***

منافسة محتدمة ضبابية

صدارة هذين الدوريين محسومة تماماً لليفربول وباريس سان جيرمان لكن الأمر ليس كذلك أبداً في الدوري الإسباني والإيطالي والألماني فالمنافسة تبدو محتدمة ونارية حتى الآن.

برشلونة دخل في فترة الشتاء وهو متصدر لكنه بالكاد تعادل مع ريال مدريد في الكلاسيكو ثم خسر كأس السوبر لتتم إقالة مدربه إرنستو فالفيردي الذي حل مكانه كيكي سيتين ليتلقى هو الآخر هزيمة أمام فالنسيا كلفته خسارة الصدارة لصالح ريال مدريد الذي تمكن من الانفراد بالقمة بفارق النقاط الثلاثة من هذه المباراة.

الريال قدم أداءً ممتازاً في الأشهر الأخيرة ويبدو الفريق الأقوى في إسبانيا حتى الآن لكنه مايزال يبحث عن طريقة أفضل لإنهاء المباريات بشكل أسهل وحسمها في توقيت مبكر عن توقيت المعاناة التي صادفته في أكثر من مباراة وإن كان يظهر حالياً بشكل أفضل من البلاوجرانا الذي يرزح تحت وطأة الكثير من المشاكل الداخلية إدارية كانت أو فنية.

وصحيح أن الريال منفرد بالصدارة وفي حالة فنية أفضل حالياً إلا أنه لا شيء قد حسم بعد، فالفارق مايزال ضئيلا، وكذلك تنتظرنا معمعة دوري الأبطال قريباً جداً، وهي التي قد تؤثر على مستويات الفرق خاصة وأن ريال مدريد صحيح أنه يمتلك تشكيلة أكثر عمقاً إلا أنها ماتزال ليست بنفس القوة على المستوى الهجومي من حيث تنوع الخيارات التي على نفس مستوى الأساسيين.

***

صراع ناري في الكالتشيو

أما في إيطاليا فالصراع ليس حتى بنفس لذة صراع موسم 2017/2018 بل يبدو أقوى حيث انضم لاتسيو مؤخراً لهذا الصراع الناري بين يوفنتوس والإنتر، الذي قلب الطاولة هذا الأسبوع وانتزع الصدارة أخيراً بفارق الأهداف بعد فوزه المثير على ميلان في الديربي وسقوط اليوفي للمرة الثانية في ثلاثة أسابيع وهذه المرة أمام هيلاس فيرونا.

لاتسيو ربما يكون الأفضل فنياً في الفترة الحالية فالفريق مر بسلسلة طويلة وتاريخية من عدد الانتصارات لكنه لا يمتلك نفس خبرة الضغوط التي يمتلكها يوفنتوس الذي رغم كل ما يمر به من تذبذب فني كان قادراً على الاحتفاظ بالصدارة لفترات طويلة، بينما لا يمكن تصور أن يتخلى الإنتر من جديد عن حلم الاستمرار في المنافسة حتى النهاية بعد أن وصل إلى تلك المرحلة التي تجاوزنا فيها منتصف الموسم وهو مايزال يقاتل على كل نقطة متاحة.

الصراع لا يبدو في طريقه للانفكاك عما قريب، وعلى الأرجح سيستمر حتى نهاية الموسم اللهم إلا أن تدخلت الظروف المعاكسة ضد أي فريق كأن ينشغل يوفنتوس أكثر من اللازم بدوري أبطال أوروبا –هدف الفريق الذي جلب رونالدو لأجله- أو أن تخذل الضغوط لاتسيو أو أن يمر الإنتر بحالة من الفراغ كما مر بها لفترة من قبل.

***

موسم شاق لبايرن في البوندسليغا

بطريقة مشابهة ليوفنتوس كان حال بايرن ميونيخ في الدوري الألماني إذ يواجه واحداً من أهم المواسم تحديًا لكنه ليس موسماً مماثلاً للسيدة العجوز فالنادي البافاري ظل لفترات طويلة بعيدًا عن الصدارة وقرر أن يلملم أوراقه بإقالة مدربه نيكو كوفاتش وتعيين المدرب فالكة الذي رأب صدع العلاقة بين اللاعبين والجهاز الفني لكنه لم يتمكن أبداً من الوصول للصدارة قبل توقف الشتاء.

مع تراجع كبير لنتائج بروسيا مونشنجلادباخ وتراجع نسبي لنتائج ريد بول لايبزج تمكن بايرن ميونخ أخيراً من احتلال صدارة الترتيب عقب تحقيقه لست انتصارات متتالية ولم تتوقف تلك الانتصارات إلا بالتعادل مع لايبزج نفسه ليحافظ النادي البافاري على الصدارة.

يبدو بايرن ميونيخ أكثر استقراراً في الوقت الحالي، ورغم أن الفارق نقطة واحدة بينه وبين لايبزج و4 نقاط بينه وبين دورتموند ومونشنجلادباخ إلا أنه مجرد فكرة أن البايرن عاد للصدارة بمجرد استقرار أموره وتحسن مستواه يعطيك انطباعاً أن فارق النقطة قد يتسع أكثر خاصة مع ذلك التذبذب المستمر لنتائج المطاردين الذين سيعانون هذا الموسم من ضغط دوري أبطال أوروبا كذلك.