أحمد التميمي

ما إن نتكلم عن بوروسيا دورتموند إلا و تراءى لنا ذلك الفريق المرعب الذي صنعه يورغن كلوب ووصل به إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، ما إن نتحدث عنه إلا ونسرد أحداث مشاغبته لبايرن ميونيخ ومزاحمته في التنافس على لقب الدوري الألماني، رغم أنه خسرها في السبعة مواسم الأخيرة، إلا أن تلك السنوات لم تخل من التنافس القوي بين الطرفين. كذلك نستذكر ديربيات "الرور" بين الجراد الأصفر وغريمهم شالكه، وما تحمله تلك المباريات من إثارة كبيرة جعلتها من أقوى الديربيات في العالم.

لطالما كان أداء دورتموند ناقصاً، ففرحة جماهيره لا تكتمل أبداً، وأبسط مثال مباراتهم الأخيرة أمام باير ليفركوزن في الدوري الألماني. تقدم الفريق ليفركوزن بهدف من أقدام كيفن فولاند في الدقيقة العشرين والذي كشف عن مدى الهشاشة الدفاعية التي يعاني منها دفاع دورتموند، فتمريرة كاي هافرتز تخطت ثلاثي الدفاع الذي ترك المساحات التي يجب أن يدافع عنها واندفع للأمام، تاركاً ملعبه ليصول ويجول فيه لاعبي ليفركوزن. رغم ذلك، فإن الحلول الهجومية كانت موجودة واستطاع الفريق أن يتقدم بهدفين في أول نصف ساعة من عمر المباراة عن طريق ماتس هوملز وإيمري تشان. إلا أن دورتموند يبدو وكأنه يلعب ناقصاً ثلاثة لاعبين، فبسبب سوء الفريق في التغطية الدفاعية في حالة العرضيات، انتهى الشوط الأول بهدفين لكلا الفريقين، واستمرت الأخطاء و سوء التغطية حتى انتهت المباراة بخسارة الفريق بأربعة أهداف لثلاثة.

هذه المباراة كانت ملخص لحال دورتموند في السنوات الأخيرة، فهو يملك هجوما لا يملك أدنى درجات الرأفة، وتضاعف ذلك مع قدوم الوافد الجديد هالاند، تلك الدبابة التي تقصف مرمى الخصوم بلا هوادة، ومن جانب آخر يبدو دفاع الفريق كشارع سريع للخصوم، يعبرون عن طريقه بأقصى سرعى لمرمى الجراد. أكاديمية دورتموند لطالما كانت "ولادة" و تزخر بالمواهب، لكنها نادراً ما تخرج مدافعين على مستوى عال.