أحمد عطا

هذا الأسبوع فوجئ متابعو الدوري الإنجليزي الممتاز بتأجيل مباراة مانشستر سيتي ووستهام يونايتد إلى أجل غير مسمى بعد اتفاق الناديين ورابطة البريميرليغ على تأجيلها بسبب عاصفة "سيارا" والتي أطلقت عليها الصحف الإنجليزية اسم عاصفة القرن في إنجلترا بعد أن وصلت سرعة الرياح فيها إلى ما يزيد عن الـ100 ميل في الساعة.

كل الأطراف اتفقت على صعوبة إقامة المباراة وما في ذلك من خطر على الجماهير وأمانهم كما أن إقامة المباراة في مثل هذه العاصفة كان ليؤثر بشدة على أحداث اللقاء.

هي ليست المرة الأولى التي تتدخل فيها الطبيعة للتأثير على إقامة مباراة من عدمها فهناك طن من المباريات في جميع أنحاء العالم يتم تأجيلها أو إلغاءها لسوء الأحوال الجوية ولتساقط الأمطار أو الثلوج بغزارة أو حتى للخوف من الفيضانات، فتعالوا معًا نستعرض بعضًا من أبرز وأطرف المباريات التي تأثرت بقوى تفوق قدرات البشر.

***

يوفنتوس يسقط في ثلوج إسطنبول

كان يوفنتوس قد بدأ يحكم قبضته على الدوري الإيطالي تحت قيادة المدرب أنتونيو كونتي لكنه كان مايزال يتحسس خطاه من جديد في دوري أبطال أوروبا.

النادي البياكونيري كان يتحتم عليه تفادي الخسارة في إسطنبول أمام جلطة ساراي ليمر من دور المجموعات إلى الأدوار الإقصائية لموسم 2013/2014.

أقيمت المباراة تحت ثلوج كثيفة ازدادت مع الوقت ليقرر حكم المباراة إيقافها بعد 32 دقيقة لتعذر الرؤية واللعب على أرضية كثيفة الثلوج، لكن أخبارًا مزعجة صدرت من اليويفا تفيد بأن المباراة ستُستأنف في اليوم التالي رغم إلحاح إدارة النادي الإيطالي بالانتظار لحين تحسن الظروف الجوية إلا أن الاتحاد الأوروبي أصر على موقفه.

اضطر يوفنتوس لاستئناف ما تبقى من المباراة في اليوم التالي وكان قريبًا من الوصول لمبتغاه بتفادي الخسارة حتى الدقائق الأخيرة إلا أن هدفًا قاتلًا من فيسلي شنايدر كان كفيلًا بمنح الفوز العشوائي للأتراك وتأهلهم للدور التالي وإقصاء يوفنتوس في مفاجأة كبيرة.

***

حارس بلا مباراة!

هي واحدة من أغرب القصص وأطرفها في تاريخ الكرة الإنجليزية إن لم تكن في كرة القدم ككل وقد وقعت عام 1937 في مباراة تشيلسي وتشارلتون أثلتيك على ملعب ستامفورد بريدج .. يحكيها حارس تشارلتون أثلتيك سام بارترام في مذكراته.

"لقد كان الضباب كثيفًا في المباراة .. أوقفها الحكم لفترة بعد أن باتت الرؤية صعبة جدًا ثم استأنفها بعد أن انقشع الضباب بعد الشيء".

"في فترة من الفترات كنت سعيدًا بأن فريقي يهاجم باستمرار لكن كان غريبًا أنهم لم يسجلوا ويأتون إلي احتفالًا بينما أنا أقف عند مرماي أحاول الحركة لأحافظ على سخونة جسدي .. مع عدم قدرتي على رؤيتهم لفترة طويلة بدأت في التقدم من مرماي في محاولة لرؤية أي شيء لكني فشلت في ذلك".

"فجأة، وجدت أحد رجال الشرطة يقترب ويقول "بحق الأرض ماذا تفعل هنا؟ لقد ألغى الحكم المباراة منذ ربع ساعة!"

"خرجت من الملعب الخالي تمامًا من اللاعبين لأدخل غرف الملابس فأجد اللاعبين قد بدأوا في الاستحمام وتغيير ملابسهم ليقابلوني بضحكاتهم".

***

على مايبدو، لا يريد البولنديون لعب المباراة!

كانت المرة الأولى التي يتم فيها إلغاء مباراة لمنتخب إنجلترا في تصفيات كأس العالم منذ 1979 وذلك عندما اضطروا لعدم خوض مباراتهم ضد بولندا في وارسو في تصفيات كأس العالم 2014.

ففي أكتوبر من عام 2012 تساقطت الأمطار بشكل كثيف جدًا على العاصمة البولندية ليقرر حكم المباراة استحالة خوض المباراة بين المنتخبين.

ربما يكون حدثًا مكررًا، لكن غرابة الأمر هو أن الاستاد كان ذي سقف قابل للإغلاق لكن البولنديين لم يقوموا بإغلاقه وكأنهم لم يكونوا يريدون خوض المباراة في هذا اليوم!

***

أستراليا التي ليست الشرق الأوسط!

هذه القصة قد تبدو عادية بالنسبة لنا في منطقة الشرق الأوسط حيث حرارة الجو غير العادية والتي تصل إلى ما يربو على الخمسين درجة مئوية في مناطق بالخليج العربي.

لكن الأمر لم يكن عاديًا في أستراليا عندما كان على ناديي بيرث جلوري وميلبورن هيت خوض احدى المباريات في الدوري الأسترالي مع حرارة تصل إلى الـ40 درجة مئوية في فصل الصيف من نصف الكرة الأرضية الجنوبي وتحديدًا في فبراير من عام 2014.

منظمو المباراة الكبيرة اضطروا لتأجيل المباراة لمدة ساعتين لم تنخفض فيها الحرارة لأكثر من 0,2 درجة وبسبب استحالة إلغاء الموعد الهام اتفق الفريقان على إيقاف اللقاء للاستراحة لعدة مرات لشرب المياه وغسل أجساد اللاعبين ووجوههم بها .. تُرى كم مباراة ستُلغى في الشرق الأوسط إن اضطررنا لإلغاء كل مباراة تُلعب في درجة حرارة 40 مئوية!؟

براكين لا تحب البرسا!

كان برشلونة يمتلك فريقًا ذهبيًا في نهايات العقد الأول من الألفية الحالية وبدايات العقد الثاني لكنهم اصطدموا بجوزيه مورينيو وفريقه الإنتر في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا من عام 2010.

في الحقيقة المشكلة هنا بالنسبة لبرشلونة لم تكن في تأجيل المباراة بل في إصرار الاتحاد الأوروبي على إقامتها في موعدها وذلك رغم اندلاع نشاط أحد البراكين في آيسلندا والذي لا ننصحك بمحاولة قراءة اسمه فالآيسلنديون يعشقون تعذيبنا بهذه الأسماء "إيجافجالاجوكول"

الرماد البركاني انتشر في أنحاء أوروبا ما أدى إلى إلغاء مئات الرحلات الجوية ليستحيل سفر برشلونة جوًا إلى ميلانو لخوض المباراة.

مع إصرار اليويفا على عدم تأجيل المباراة، اضطر برشلونة لاستقلال احدى الحافلات لأكثر من 600 ميل لخوض المباراة الأمر الذي أصاب اللاعبين بإرهاق شديد قبل اللقاء الذي سقط فيه البلاوجرانا الذهبي بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف لم يستطع تعويضها في لقاء الإياب بعد فوزه بهدف وحيد.