محمد الدرويش

طوال مسيرته في الدوري الإيطالي، لم ينظر على جوسيب إيليشيش هداف وأيقونة نادي أتالانتا على أنه لاعبٌ خارق، خاصةً وأن أكبر معدل تهديفي له في موسمٍ واحد هو الأهداف الـ 13 التي سجلها مع الفيولا موسم 2015/2016.

في صيف عام 2017 ، أعلن الفريق الإيطالي "المتواضع" تعاقده مع المهاجم السلوفيني "العجوز" الذي استطاع وفي ظرفِ وقتٍ قصير من وضع بصمته الخاصة، وأن يدون اسمه في سجلات النادي بأحرف من ذهب كأحد أفضل اللاعبين في تاريخ "النيراتزوري الصغير".

بشكل سريع وبموهبة لفتت أنظار الجميع ، فرض إيليشيش اسمه كواحداً من أخطر المهاجمين وأكثرهم فتكاً في السيريا آي، لم يقتصر الأمر على مساهمته بأن يكون أتالانتا الحصان الأسود في الدوري الإيطالي بالمواسم الأخيرة بل في بصمته بنجاح الفريق بمسابقة دوري أبطال أوروبا والوصول رسمياً وبأول مشاركة له إلى الدور ربع النهائي ليُعلن اسم أتالانتا كواحد من أنجح الأندية في أوروبا بالمشاركة الأولى في بطولة التشامبيونزليغ.

تألق إيليشيش أيضاً ساهم بأن يكون "النيراتزوري الصغير" الفريق الأكثر فتكاً هجومياً وصاحب الخط الأقوى على صعيد القارة العجوز متفوقاً على أندية لها وزنها الكروي والتاريخي مثل برشلونة وريال مدريد الإسبانيين، بايرن ميونخ الألماني ومانشستر سيتي وليفربول الإنجليزيين .

في ليلة المستايا الثلاثاء الماضي، دخل إيليشيش صاحب الـ 32 عاماً التاريخ من أوسع الأبواب بعد أن سجل 4 أهداف "سوبر هاتريك" في مرمى خفافيش إسبانيا وساهم بشكلٍ مباشر في إقصائهم من التشامبيونزليغ وأرسل أتالانتا وإيليشيش رسالةً مفادها أنهم فريق لا يرحم وباستطاعتهم دك شباك أقوى الخصوم لذلك لا يجب الاستهانة بهم أو التهاون معهم.

إيليشيش كان من الممكن أن تخسره كرة القدم صيف عام 2018 إذ أنه كان يعاني من مرضٍ غامض، لكنه وبعزيمة وإصرار الأتالانتيين تمكن من التغلب عليه وعاد لكتابة التاريخ ومنح الفريق هوية هجومية جديدة تخيف أقوى المنظومات الدفاعية في أوروبا .

يمكن القول إنه "أيقونة أتالانتا" وهو أفضل لاعب في الدوري الإيطالي هذا الموسم – لو نظرنا للأرقام - إذ ساهم في 30 هدفاً بـ 29 مباراة لعبها وحقق أرقاماً مميزة ساهمت في صعود اسمه أكثر وأكثر في أوروبا، ولولا تقدمه في العمر لكان الآن أكثر اللاعبين طلباً في سوق الانتقالات الصيفية القادمة.

قصة خيالية وجميلة يقدمها أتالانتا هذا الموسم، إيليشيش هو أحد أركانها بل الركن الرئيس فيها، لا أحد يعرف إلى أي مدى يمكن أن تستمر وهل بإمكان "النيراتزوري الصغير" الصمود أكثر وأكثر، إجابة قد نعرفها لكن من الممكن أن نضطر للانتظار حتى الموسم القادم لو قررت الاتحادات الأوروبية إلغاء منافسات هذا العام بسبب تعطيل فيروس كورونا (كوفيد19) لجميع فعاليات وأنشطة كرة القدم في القارة العجوز عموماً، وإيطالياً خصوصاً التي تعد البلاد الأكثر تضرراً من هذا الوباء اللعين!