محمد الدرويش

ها قد أعلنت الدوريات الأوروبية التوقف عن ممارسة كافة الأنشطة والفعاليات وكرة القدم ليست استثناءً عن هذا، إذ أعلنت الدوريات الكبرى والصغرى التوقف حتى أجل مسمى وبعضها حتى إشعار آخر بمعنى أنه غير محدد المدة، ولم تكن الكرة الهولندية الشاملة عكس السير بعد أن قرر اتحادها الرياضي تأجيل المباريات وذلك للحد من نتشار وتفشي فيروس كورونا (كوفيد 19) الذي شل حركة العالم أجمع بكافة قطاعاته الرياضية والغير رياضية.

قبل انتشار "الوباء العالمي" اشتعل صراع اللقب في منافسات دوري مهد الكرة الشاملة الذي بدى هناك أكثر فتكاً وتأثيراً من فيروس كورونا (كوفيد19) على قلوب المشجعين، حيث تمكن أي زد الكمار الرهيب من إسقاط حامل اللقب وفخر الكرة الهولندية نادي أياكس أمستردام العريق، وتقاسما من بعدها عرش صدارة وترتيب "الإريديفيزي"، إذ تساوى الفريقان بالنقاط وتقدم نادي العاصمة أمستردام على فريق مدينة الكمار بفارق الأهداف لا أكثر وكانت الأمور تسير بمنحى تنافسي تصاعدي لا يقل أهمية عن الحاصل في الليغا بين برشلونة وريال مدريد أو قوةً وإثارة عن حرب البوندسليغا المشتعلة بين بايرن ميونخ وبروسيا دورتموند.

ويزيد هذه المنافسة قوةً وإثارة في الدوري الهولندي أنه لا يوجد سوى متأهل واحد مباشر إلى البطولة القارية الأغلى على صعيد الأندية في قارة أوروبا "دوري أبطال أوروبا" وهو الفريق الذي يحسم اللقب والمركز الأول لصالحه، إذ يود كلا الفريقين تجنب الحسابات المعقدة ولعب الملحق الأوروبي المؤهل للتشامبيونزليغ والذي يحصل عليه صاحب المركز الثاني "مرحلة قبل المجموعات".

ليس هذا فحسب، بل يبدو أن المنافسة على المراكز المؤهلة مباشرةً للدوري الأوروبي قد بلغت أشدها إذ يبدو وعلى الورق أن أندية فينورد وآيندهوفن قد حجزت مقعدها الأوروبي في بطولة اليوروباليغ الموسم القادم وتركت أندية فيليم 2 تيلبورغ، أتريخت وفيتيسه أرنهيم تتنافس على المراكز المؤهلة للعب في مباريات بلاي أوف على أمل الصعود والظهور القاري في بطولة الدوري الأوروبي.

الدوري الهولندي كان قبل عقدٍ من الزمن يزاحم الدوري الفرنسي في قائمة التوب فايف بل وقد تفوق عليه أحياناً كثيرة لولا صحوة الكرة الفرنسية والتطور الحاصل بها والاستثمار الكبير الذي بدأت تتبعه الأندية وخصوصاً باريس سان جيرمان الذي بات نوعاً ما طموح أي لاعب كبير حاله حال عمالقة الأندية في القارة العجوز.

منطقياً، لا شيء قد حسم، لا على صعيد اللقب والمراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا ولا حتى على صعيد المراكز المؤهلة بشكلٍ مباشر إلى الدوري الأوروبي، مازال هناكَ تسعَ جولات يخلق الله فيها ما يشاء فأي تعثر غير متوقع لأحد هذه الأندية مقابل فورمة عالية من فريق آخر قد تقلب الأمور والنتائج رأساً على عقب ومن الممكن أن نشاهد من خلالها أندية عمرها لم تكن تحلم باللعب في بطولات القارة العجوز.

أمر واحد قد يفضي إلى اعتماد الترتيب الحالي، وهو إعلان إلغاء البطولات الأوروبية هذا الموسم بشكلٍ رسمي من اتحاد كرة القدم وهذا يعني أننا سنستمتع برؤية أياكس مرة أخرى في التشامبيونزليغ بينما سيحظى الكمار ببطاقة التأهل لدوري أبطال أوروبا "قبل المجموعات" وستضمن من خلال هذا الترتيب أندية فينورد وآيندهوفن التواجد في الدوري الأوروبي.

على صعيد الفرق الهابطة، لن يؤثر قرار اليويفا لو حصل على نادي فالفيك الذي يبدو أنه قد حجز مكانه رسمياً في دوري المظاليم والأمر نفسه بالنسبة لنادي أدو دين هاج الذي سيضطر للعب مباريات البلاي أوف من أجل إنقاذ موسمه والبقاء ضمن دوري الأضواء.