براءة الحسن

كل شيء توقف في إسبانيا بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد. جميع الأندية تنتظر تطور الأحداث، وهو أمر سيميز قرارات لجنة الليغا الاقتصادية، والتي ستحدد المعايير الاقتصادية لما ستكون عليه كرة القدم عندما تعود الحياة لطبيعتها.

في هذا الجزء ربما يكون ريال مدريد في وضع أفضل بسبب قوة موارده المالية، هناك حسابات تناسب ريال مدريد على الرغم من الضرر الذي سيسببه هذا التأجيل.

ووصل تأثير كورونا الاقتصادي إلى حد إعلان برشلونة وأتلتيكو مدريد عن اتخاذ عدة إجراءات، منها ما يتعلق بمسألة تخفيض رواتب اللاعبين لتجنب حدوث أزمة اقتصادية.

لم يتخذ ريال مدريد هذا القرار بعد، والذي يبدو أنه سيكون متفقاً عليه بين الجميع في إسبانيا، لكن ريال مدريد لم يلجأ بعد للقيام بهذه الخطوة التي أقدم عليها يوفنتوس في إيطاليا.

من الواضح أن الرئيس فلورنتينو بيريز يُريد إيصال رسالة واضحة أن ريال مدريد لديه احتياطي مالي قوي، ربما الرسالة حتى يكون في موقف قوة عن برشلونة في سوق الانتقالات القادم حتى يشعر النجوم بأن عقودهم لن تقل في ريال مدريد.

هذا ما أكده ديف هوبكينسون، المدير الدولي لعقود رعاية ريال مدريد، الذي يؤكد على أن المباريات في قيد التأجيل لا الإلغاء. ويمتلك الريال حسابات قوية ستساعده على التخفيف من أثر الأزمة الحالية الذي تسبب فيها فيروس كورونا، ففي السنوات العشر الماضية، أي منذ عام 2009 وتحديدًا منذ عودة بيريز إلى رئاسة النادي، حصل ريال مدريد على صافي ربح قدره 324 مليون يورو، وموسم تلو الآخر استطاعت حسابات النادي طرح رصيد إيجابي.

كما أن هناك سبب أكبر لقوة الريال دون المساس وهو نسبة الكفاءة الاقتصادية لديه، وهي بحساب النسبة المئوية للإيرادات مقارنة بالمصاريف، ضمن قواعد اللعب المالي النظيف.

ووفقًا للحسابات السنوية الأخيرة التي اعتمدها النادي المدريدي، حسابات 2018 و2019، فإن نسبة الكفاءة بالنادي تبلغ 52%، وهو رقم كبير للغاية.

وارتفاع الاحتياطي النقدي في الريال هي السبب في حالة الاستقرار الاقتصادي التي يعيشها النادي في الوقت الحالي، بالرغم من أزمة فيروس كورونا التي تعصف بالعديد من الأنشطة حول العالم.

الأمر الآخر أن ريال مدريد لا يدفع رواتب ضخمة للعديد من اللاعبين، عكس برشلونة الذي يدفع رواتب ضخمة جداً للكثير من نجومه على رأسهم ليونيل ميسي ولويس سواريز وأنطوان جريزمان وبيكيه.