مجدي حسونةتعتبر مدينة وارسو من أهم المقاصد السياحية الدولية ومركزاً اقتصادياً هاماً في أوروبا الوسطى والشرقية و تعرف المدينة بإسم مدينة العنقاء لأنها شهدت الكثير من الحروب في تاريخها وأبرزها الحرب العالمية الثانية حيث أضطرت المدينة إلى إعادة بناء نفسها حيث تم تدمير 80 % من مبانيها و في صيف عام 2007 أعلنت اللجنة التنفيذية في الأتحاد الأوربي لكرة القدم عن أسماء الدول المنظمة لبطولة أمم أوربا لكرة القدم عام 2012 في نسختها الرابعة عشر و التي أقيمت نهائياتها في كلاً من بولندا و أوكرانيا و التي شهدت تتويج المنتخب الأسباني بلقبه الأول في تاريخه بعد الفوز في المباراة النهائية على المنتخب الإيطالي بأربعة أهداف نظيفة .وفور إعلان حصول بولندا على حق استضافة البطولة بدأ العمل بإعادة توسيع ملعب العاصمة وارسو وهو الملعب الرئيسي السابق والذي كان يشهد على أرضه لعب العديد من الرياضات من كرة القدم و الألعاب القوى و بالفعل بدأت أولى الخطوات عام 2008 بهدم الملعب القديم وتشيد ملعب بمواصفات عالمية مكانه وخلال بنائه شهد الملعب حادثة موت إثنين من العاملين فيهفي عام 2009 بسبب سقوطهما عن رافعة يصل ارتفاعها إلى 18 متراً فوق سطح الأرض ليعاد العمل مجدداً بعد أسبوع من مرور الحادثة وفي منتصف عام 2011 وقبل عام على البطولة الأوربية تم النتهاء بالفعل من أعمال البناء في الملعب ليكون جاهزاً لإقامة الحدث الرياضي الكبير بسعة 58 ألف مشجع .و في تاريخ 19 يناير عام 2012 تم الإعلان رسمياً عن افتتاح الملعب وبعدها بشهر أقيمت أول مباراة على أرضه جمعت المنتخب البولندي ضد المنتخب البرتغالي بحضور أكثر من 40 ألف متفرج وانتهت المباراة بالتعادل السلبي بدون أهداف وخلال تنظيم البطولة الأوربية شهد الملعب على أرضه إقامة مباراتين من مباريات دور المجموعات بالإضافة إلى مباراة من الدور ربع النهائي ومباراة من الدور نصف النهائي وبالرغم من تواجد أندية ليغا وارسو وغريمه بولونيا وارسو إلا أن الملعب ليس مسجلاً رسمياً لأحد أندية العاصمة بل مسجلاً لصالح مباريات المنتخب البولندي وتقام على أرضه كل عام مباراة نهائي كأس بولندا. و إلى جانب المستطيل الأخضر للملعب فقد تم بناء مضمار رياضي داخلي يتسع لأكثر من 15000 متفرج بالإضافة إلى حوض سباحة أولمبي بسعة 4000 متفرج و حديقة مائية و فندق ومركز للمؤتمرات ولأن الملعب ملك للدولة فهو منشأة رياضية متعددة مما يتيح للأحداث المنظمة الرياضية والحفلات الموسيقية أو الأحداث الثقافية أن تقام فيه و لا ننسى أن نذكر بأن صاحب الفضل في بنائه شركة كونسورتيوم الألمانية وبتصميم من المهندسين مارتين هيكل وماركوس بفيسترو والذي يشبه في تصميمه ملعب أليانز أرينا الألماني بوجود سقف قابل للطي والذي يغطي مدرجات الملعب كاملة وتشير واجهة الملعب إلى اللونين الأحمر والأبيض و يرمز به إلى علم دولة بولندا مع وجود هيك خارجي للملعب على شكل تاج .