أحمد التميمي

في عالم الاقتصاد، هناك دورة حياة للاقتصاد تبدأ بالنمو البطيء، تتسارع شيئاً فشيئاً، وتصل لذروتها فتصل إلى الحد المبالغ فيه، بعدها يبدأ الاقتصاد في الانحدار والهبوط، وهو ما يسمى بـ"تصحيح السوق". اقتصاد كرة القدم كان ينمو ببطء، فوصل إلى مرحلة الذروة بارتفاع مهول في الأسعار، ففي الصين وصلت الرواتب إلى الحد الذي لا يتناسب مع المردود الفني للاعبين والمدربين، وفي أوروبا وصلت أسعار اللاعبين وقيم كسر عقودهم إلى الحد غير المعقول، نيمار قد انتقل إلى باريس بقيمة 220 مليون يورو، وهو رقم مهول في عالم الاقتصاد!

اليوم لدينا 27 لاعباً في العالم تفوق قيمتهم السوقية 90 مليون يورو، يتربع على عرش تلك القيم السوقية كيليان مبابي، حيث تبلغ قيمته حالياً 200 مليون يورو، وتضاعفت قيمته خلال الثلاث سنوات الماضية بنسبة 1900! حيث كانت في بداية العام 2017 قيمته السوقية 10 ملايين يورو فقط!

مرحلة تصحيح سوق كرة القدم هذه قد بدأت فعلياً مع انتشار فايروس كورونا(كوفيد19) في أوروبا والصين، بسبب المبالغة في أسعار اللاعبين، لذلك سيشهد السوق في الأيام المقبلة العديد من اللاعبين "العاطلين عن العمل"، بلا أندية تضمهم، وقد تكون بعض تلك الأسماء العاطلة أسماء كان لها ثقلها في الساحرة المستديرة. بمعادلة بسيطة في عالم الاقتصاد، كثرة العرض وقلة الطلب تؤدي لهبوط الأسعار، وبالتالي بسبب كثرة اللاعبين الذين بلا عقود، سيضطر اللاعبون لخفض أجورهم حتى يحصلوا على عقود مستدامة. سيصل الحال باللاعبين أن يرضوا بأقل من 30% من رواتبهم الحالية، فقط من أجل الحصول على عائد مادي ثابت.

وقد يتساءل البعض، من هم أكثر اللاعبون تضرراً من تصحيح السوق؟ هم على الأغلب هؤلاء اللاعبون الذين لم يستغلوا فترة طفرة السوق في تنويع مصادر دخلهم، وتقليل مخاطر الأزمات الاقتصادية، بالإضافة إلى اللاعبين الذي أصيبوا حقاً بفايروس كورونا(كوفيد19).