أحمد عطا

يوماً ما سينتهي هذا الكابوس الذي نعيشه في الوقت الحالي والذي كنا نقرأ عنه فقط في كتب التاريخ.. فيروس كورونا(كوفيد19) يضرب العالم بقوة ولا توجد بارقة أمل في الأفق في قرب انفراج هذه الأزمة.

على الصعيد الرياضي ماتزال المناقشات جارية حول إمكانية إتمام الموسم الكروي من عدمه وإن كانت اللهجة المؤيدة للاستمرار قد انحسرت خجولة بعدما كسر بلدان من ضمن الأهم كروياً على المستوى الأوروبي حاجز المائة ألف مصاب وهما إيطاليا وإسبانيا التي تجاوزت الأولى هذا الأسبوع في عدد الحالات وأصبحت صاحبة المرتبة الأوروبية الأولى.

إن تم الإقرار بنهاية الموسم فهذا ليس موضوعنا هنا لكن الحديث عما يمكن أن يحدث من جانب المدربين في حالة الإقرار باستئنافه فور انقشاع الأزمة، وما يمكن أن يفعله بعض مسيري الفرق الكبرى فنياً لإصلاح ما انتهوا عليه قبل توقف المسابقات؟

***

برشلونة

منح التوقف الحالي المدرب كيكي سيتين فرصة أكبر ليس للتعامل مع لاعبي الفريق أو التجربة خلال المباريات لكنه على الأقل كفل له فرصة التفكير والإبحار فيما ينبغي عمله في حالة استمرار المسابقات خاصة وأن توقفها لم يكن بالشكل الأمثل للبرسا رغم عودته لتصدر الليغا.

سيستعيد كيكي سيتين مهاجمه لويس سواريز وهو أمر مهم جداً للبلاوجرانا الذي افتقد كثيراً لخدمات المهاجم الأوروجوياني، لكن سواء بوجود سواريز أو دون وجوده فإنه يبقى سؤالان كبيران لابد من أن يجيب عليهما المدرب الإسباني.

الأول يتعلق بأنتوان جرييزمان والأسلوب الأمثل للاستفادة القصوى منه.. المهاجم الفرنسي عانى كثيراً على الرواق الأيسر وعندما حاول سيتين نقله إلى الجانب الأيمن كانت مشكلته المعتادة في عدم حصوله على مساحة كافية للانطلاق في وجود ليونيل ميسي الذي يميل بطبيعته إلى الجانب الأيمن، فيما همس البعض بأن برشلونة قد جلب لاعب مميزاً لكن ليس له مكان في الرسم التكتيكي للنادي الكتلوني.

أما الأمر الثاني فيتعلق بفرينكي دي يونج وإمكانية تجربته في مركز لاعب الارتكاز بدلاً من سيرجيو بوسكيتس لعل وعسى يعود إلى دي يونج أياكس الذي أبهر العالم في موسم تأهل النادي الهولندي لنصف نهائي دوري الأبطال قبل أن يصبح شبحاً لنفس اللاعب منذ انتقاله للبلاوجرانا.

***

يوفنتوس

الكثير من الانتقادات وُجهت إلى المدرب ماوريتسيو سارّي حتى أن البعض اعتبر توقف الكورونا(كوفيد19) كان كالهدية إلى مدرب تشيلسي السابق الذي كان على شفا الإقالة بعد نتائجه المتراجعة.

لكن بعيداً عن تلك الانتقادات فإنه على السبيل التكتيكي قد يفكر سارّي في الاستغناء عن مسألة الرجيستا التي لازمته لفترات طويلة.

سارّي تحدى العالم كله في تشيلسي وأخرج نجولو كانتي من مركز لاعب الارتكاز ليقرر اللعب بجونينيو في هذا المركز ليفقد الدولي الفرنسي كثيراً من قدراته رغم تحسنه في أمور أخرى، ليعود من جديد ليفعل نفس الشيء في يوفنتوس مع ميراليم بيانيتش الذي يجيد الخروج بالكرة بشكل جيد لكنه لم ولن يكون لاعب ارتكاز يمكن أن تعول عليه لإفساد هجمات المنافسين وبذلك مجهودات كبيرة في الركض ومتابعة الكرة باستمرار.

لذلك فإنه قد يجدر بالمدرب الإيطالي التفكير في تغيير شكل الفريق بعودة ميراليم بيانيتش إلى مركز 8 الذي أجاد فيه طويلاً خاصة وأن تلك المسألة لم تحقق المراد أصلاً مع يوفنتوس الذي افتقد هويته بشكل كبير هذا الموسم.

***

ريال مدريد

بعد أن توسم محبو الريال خيراً إثر الفوز في الكلاسيكو وتصدر الليغا، إذا بالفريق يسقط في الجولة التالية على يد ريال بيتيس لتفلت الصدارة من يديه مجدداً.

قد يستغل زين الدين زيدان فترة التوقف الحالية لإعادة التفكير فيما يجدر به فعله على صعيد خط وسط الفريق، فصحيح أنه ربما يكون أفضل خطوطه لكنه ما يزال يعطي انطباعاً بعدم قدرته على تقديم أداءِ دفاعي وهجومي مميز في نفس الوقت.. هناك حلقة مفقودة دائما فعندما يميل خط وسط الفريق إلى الدفاع يصير غير قادر على خلق فرص للخط الأمامي وعندما يميل إلى الهجوم يعود الريال دفاعياً إلى ما كان عليه كان عليه في المواسم الأخيرة حيث دفاعات مفتوحة وثغرات واضحة.

نقطة أخرى سيحتاج فيها زيدان إلى كل ما جمعه من خبرات وهو كيفية تعامله مع الوضع الحالي بعد توقيع جاريث بيل على تجديد تعاقده مع الفريق وهل يمكن أن يعيد المدرب الفرنسي اكتشاف المهاجم الويلزي فاقد الارتباط بالريال والخاسر لدعم الكثير من الجماهير بعد ما فعله في بدايات الموسم وكذلك بسبب إصاباته المتكررة التي تعوق أي إمكانية لاستفادة حقيقية منه في السنوات الأخيرة.

مانشستر سيتي

خسر النادي الإنجليزي فرصه عملياً في التتويج بلقب البريميرليغ وهو مهدد بقوة بالغياب عن دوري الأبطال الموسم المقبل بعد توقيع اليويفا لعقوبات عليه إثر اتهامه بالإخلال بقانون اللعب المالي النظيف.

لذلك في حالة عودة المسابقات فإن بيب جوارديولا عليه أن يكون جاهزاً تماماً للمنافسة بشكل جدي على دوري الأبطال، فهي البطولة التي بقيت عصية على الفريق وكذلك أصبحت عصية على بيب الذي لم يفز بها منذ 9 سنوات.

جوارديولا بحاجة إلى قضاء وقتٍ طويل - متوفر لحسن حظه - للتفكير في أفضل طرق لترميم دفاعاته وتحسينها وتحويل الفريق السماوي إلى نسخة قوية دفاعياً لا تتأثر بالنهج الهجومي الذي يتبعه والضغط العالي المستمر الذي ينتهجه.

تحسين مستوى الأفراد دفاعياً هو الأهم بالنظر إلى أن بيب ليس من النوعية التي تغير كثيراً من طريقة لعبها، ومن ثم فإن عناصر مثل أوتامندي وجون ستونز وغيرها بحاجة إلى أن تستعيد ثقتها في نفسها وثقة المدرب فيها لتتمكن من تقديم مستويات أفضل مما كانت عليه في الموسمين الأخيرين.