أحمد التميمي

لم نعتد أن نشاهد اللاعبين الإنجليز في تجارب احترافية أوروبية خارج بريطانيا، و إن حدث تلك التجربة، فهي أقرب إلى الفشل منها إلى النجاح، والأمثلة على ذلك كثيرة والأسماء كبيرة، من أمثال مايكل أوين، غاري لينكر، ستان كوليمور، وجوناثان وودغيت، وغيرهم الكثير. هنا نستعرض أبرز أسباب فشل اللاعبين الإنجليز في الخارج أو عزوفهم عن الاحتراف في الخارج.

العوائد المادية

متوسط الرواتب السنوية للاعبين البريميرليغ يفوق 3 مليون جنيه إسترليني، بينما أقرب الدوريات له هو الدوري الإسباني حيث يصل متوسط الرواتب هناك حوالي 2,2 مليون جنيه إسترليني، كما أن 18 ناد من أصل 20 ناد إنجليزي، متوسط أجور لاعبينهم السنوية تفوق المليون جنيه إسترليني، بينما في إسبانيا هناك سبعة فرق تدفع رواتب سنوية تقل عن المليون جنيه إسترليني. وبذلك، فإن اللعب لأحد أندية الثلث الاخير من ترتيب الدوري الإنجليزي أفضل من اللعب لأندية الوسط في إسبانيا، و أندية كبار إيطاليا و ألمانيا، و هذا أحد الأسباب التي تدفع اللاعبين الإنجليز إلى رفض الاحتراف خارج إنجلترا.

حاجز اللغة

رغم أن اللغة الإنجليزية هي اللغة الأولى في العالم، و لكن في الدوريات الكبرى كالدوري الإسباني، هم يفضلون اللاعب الذي يجيد الإسبانية لتسهيل عملية التواصل معه من الإدارة، المدربين و بقية اللاعبين، فبذلك يكون اللاعب القادم من أمريكا الجنوبية مفضلاً بشكل أكبر على اللاعب الإنجليزي.

أسلوب اللعب

طريقة اللعب الإنجليزي تعتمد على الكرات الطولية و العرضية، كما يعتمد على قوة الالتحامات البدنية للاعبين، و هو أسلوب غير محبب في بقية دوريات أوروبا كالدوري الإسباني و الفرنسي و الألماني، مما شكل عائقاً أمام نجاح اللاعبين الإنجليز، لعدم قدرتهم على التكيف مع أسلوب لعب الفرق الأخرى. رغم أن هذه الصورة النمطية قد تغيرت في الآونة الأخيرة مع قدوم مدربين من خارج إنجلترا، صنعوا التغيير في أسلوب اللعب عند كبار إنجلترا من أمثال بيب غوارديولا في مانشستر سيتي و يورغن كلوب في ليفربول.

الخوف من الفشل

في الوقت الحالي يوجد أكثر من لاعب ذوي مهارات و قدرات عالية، بإمكانهم النجاح خارج نطاق إنجلترا، لكن قد يدفعهم الخوف من الفشل، مقارنةً بالتجارب السابقة إلى عدم خوض تجارب خارج الحدود الإنجليزية، أبرز هؤلاء اللاعبين هم هاري كين و رحيم ستيرلنغ.