ميلانو - غازي العمري

منذ التعاقد مع المدرب ماوريتسيو ساري في الصيف الماضي لقيادة فريق يوفنتوس خلفاً لماسيمليانو اليغري و الانتقادات تلاحقه من كل حدب وصوب. و برغم تصدره للدوري الإيطالي ووصوله لنصف نهائي كأس إيطاليا وتصدره لمجموعته في دوري الأبطال، فإن البعض يعتقد أن المدرب ساري لم يقدم أي إضافة للسيدة العجوز.

و رغم السمعة الكبيرة التي حظي بها ساري في السنوات الأخيرة نظراً للكرة الساحرة التي قدمها مع نابولي، و بعدها انتقاله لتشيلسي و تحقيق لقب الدوري الأوروبي في موسمه الأول، فإن جمهور اليوفي لم يكن متحمساً للصفقة خاصة أنها بنظرهم جاءت ترقيعية بعد فشل المفاوضات مع غوارديولا.

وبحسب إدارة اليوفنتوس، فإن التعاقد مع ساري جاء لتعديل أسلوب و طريقة لعب الفريق، وتغيير عقلية اللاعبين، وتقديم كرة قدم ممتعة للجمهور الذي تذمر كثيراً من أسلوب اليغري الحَذِر الذي كان يبحث دائماً عن النتائج بعيداً عن المتعة. ولكن هل كانت صفقات اليوفي متناغمة مع هذا الفكر؟ وهل فشل ساري فعلاً، ام انه لا يملك الادوات لتقديم أفضل ما لديه؟

في الحقيقية، لا يختلف اثنان على أن يوفنتوس ساري لم يتغير كثيراً من حيث جودة اللعب مقارنة بيوفنتوس اليغري، بل ان البعض يشعر أن يوفنتوس الحالي يفتقد قليلاً للشخصية التي كانت تُميز فريق اليغري من حيث فرض أسلوبه، وقتل المباريات و إيقاف مفاتيح لعب الخصوم. والسؤال هنا، هل هذا أكثر ما يمكن أن يقدمه ساري لليوفي؟

بنظرة سريعة إلى وسط ميدان يوفنتوس ومقارنته بما كان يملكه ساري مع فرقه السابقة، فإن أياً من لاعبي يوفنتوس الحاليين لن يجد مكان للعب بشكل أساسي في فرق ساري السابقة سواء نابولي او تشيلسي. و طالما أن أسلوب ساري يتميز بالاستحواذ و الإعتماد على لاعبي وسط دينامكيين يجيدون الاحتفاظ بالكرة والاندفاع للأمام، بالإضافة إلى قدرتهم على المساندة الدفاعية عند اللزوم، فبامكاننا القول إن ما يملكه يوفنتوس من لاعبين لا يمكن أن يخدم أسلوب المدرب الجديد.

في يوفنتوس وجد ساري مجموعة من اللاعبين، أما منتهي الصلاحية أو أن قدراتهم لا تتناسب مع النظام التكتيكي الذي يُفضّله المدرب وهذا يُفسر التغيير المستمر في الرسم التكتيكي للفريق من 4-3-1-2 إلى 4-3-3 بل وتجريب العديد من اللاعبين لشغل مراكز في الوسط لم يعتادوا عليها مثل بيرناردسكي و كوادرادو.

و بعيداً عن خط الوسط، فإن الميركاتو الصيفي أو حتى الشتوي ليوفنتوس لم يرق لتطلعات المحبين. بل إن بعضها أثار العديد من علامات الاستفهام كصفقة تبادل كانسيلو ب دانييلو مثلاً، و الاستبعاد الكلي لماندزوكيتش و بيع مويس كين.

ورغم كل هذه الصعوبات التي وجدها ساري في يوفنتوس، فإنه نجح حتى اللحظة في الحفاظ على النتائج التي اعتاد عليها البيانكونيري في السنوات الأخيرة، وقد يكون الحُكم أفضل وأكثر إنصافاً في نهاية الموسم أو حتى في الموسم المقبل مع لاعبين يطلبهم المدرب بنفسه لبدء مشروع يوفي جذاب وممتع لكل جماهير السيدة العجوز في إيطاليا والعالم.