أحمد عطا

مع بداية كل موسم يتصور مدربو الأندية أنهم قاموا إلى حدٍ ما بعمل يسمح لهم بالحصول على قائمة من اللاعبين تكفي لسد احتياجاتهم -العددية على الأقل- طوال الموسم، إلا أنه دائماً ما يظهر العكس في بعض المواقف.

هذا الموسم لجأ مدربو الأندية المختلفة إلى الاستعانة ببعض اللاعبين عن طريق تغيير مراكزهم في الملعب بعدما يخلو أحد المراكز ممن يشغلوه ولا يعد بإمكان المدرب إلا العثور على بديل لسد هذا الاحتياج.

لكن هذا ليس وحده السبب في إشراك لاعب في غير مركزه، ففي بعض الأحيان يحاول المدربون العثور على شكل أفضل للاعب أو حتى للفريق بشكل عام.

في هذا الموضوع نستعرض معكم بعضًا من اللاعبين الذين تم تغيير مركزهم لسبب أو لآخر هذا الموسم.

فيرناندينيو

مع تآكل خط دفاع مانشستر سيتي باعتزال فينسنت كومباني وعدم ضم مدافع جديد، كانت الكارثة قادمة لا محالة من حامل لقب البريميرليج في آخر موسمين .. ربما فقط هي كانت أسرع من المتوقع بعد إصابات ضربت قلوب دفاع النادي السماوي ما بين جون ستونز وإيمريك لابورتي ونيكولاس أوتامندي الأمر الذي دفع ببيب جوارديولا للتحرك لحل الأمر.

المدرب الإسباني ارتأى أن أفضل حل ممكن كان بالاستعانة بلاعب وسطه فيرناندينيو في مركز قلب الدفاع لحين عودة المصابين .. ربما لتميز فيرناندينيو ببناء الهجمة وربما لرؤيته الجيدة في الملعب والتي قد تسمح له بتغطية أفضل.

لكن هذا الحل كان كارثياً في كثير من الأوقات بسبب بطء فيرناندينيو في بعض المواقف وفقدانه للتمركز الصحيح كما أن عدم قدرة الفرق التي يدربها جوارديولا على الدفاع بشكل صلب يُظهر الكثير من مدافعيه بشكل سيء، فما بالكم بلاعب لا يلعب في مركزه.

أنتوان جرييزمان

وصل أنتوان جرييزمان إلى برشلونة قادمًا من أتلتيكو مدريد بعد سلسلة من المواسم الممتازة التي قدمها مع النادي المدريدي.

لكن موسم جرييزمان الأول لم يكن بالشكل الذي يُنتظر منه بعد الـ120 مليون يورو التي دفعها برشلونة دفعة واحدة شرطاً جزائياً لكسر عقد المهاجم الفرنسي.

صحيح أن جرييزمان لعب من قبل كجناح أيسر عندما كان يرتدي قميص ريال سوسييداد، لكن يبدو وأن السنوات الطويلة التي توقف فيها عن لعب هذا الدور مع شكل تكتيكي مختلف لبرشلونة عن سوسييداد قد تسبب في أن يظهر جرييزمان تائهاً فاقداً للشخصية غير قادر على أن يلعب بدور أقل أهمية مقارنة بما كان عليه مع أتلتيكو مدريد.

حاول فالفيردي ومن بعده سيتين إنقاذ الموقف بنقل أنتوان إلى الجانب الأيمن مع إدخال ميسي إلى العمق خاصة بعد إصابة سواريز إلا أن ذلك الأمر لم يفلح وبدا وأن جرييزمان قد فقد خارطة العودة لما كان عليه.

فرانسيس كوكلان

ضربت الغيابات خط دفاع فالنسيا بشدة مع بداية شهر فبراير الماضي بعدما أصيب إيزكييل جاراي بعد يومين فقط من إغلاق سوق الانتقالات الشتوية كما أن قلب الدفاع جابرييل باوليستا كان سيغيب عن مواجهة الذهاب أمام أتالانتا بسبب الإيقاف ثم العودة بسبب الإصابة كذلك ناهيك عن إصابة طويلة للظهير الأيمن كريستيانو بيتشيني لم يستطع أن يكون جاهزاً معها بسرعة لأن يتم الاستعانة به في قلب الدفاع.

فما كان من مدرب الخفافيش ألبرت سيلاديس إلا أن قرر الدفع بلاعب الوسط فرانسيس كوكلان في مركز قلب الدفاع خاصة مع عدم ثقته في المدافع الفرنسي إلياكيم مانجالا.

ديفوك أوريجي

كان المهاجم البلجيكي واحداً من اللاعبين المساهمين بشكل مؤثر جداً في تتويج ليفربول بلقب دوري أبطال أوروبا وذلك بعد أن سجل الهدف الرابع في مرمى برشلونة في إياب نصف نهائي دوري الأبطال كما أنه سجل الهدف الثاني الحاسم في نهائي البطولة أمام توتنهام.

لكن كل ذلك أتى من كونه رأس حربة صريح يتواجد في قلب الملعب وينتظر في العمق لخطف الأهداف وممارسة بعضٍ من الدور الذي يقدمه فيرمينو عندما يسيطر على الأخير التعب ويضطر للخروج من الملعب مستبدلاً.

هاكان تشالهانوجلو

لاعب آخر قرر أحد المدربين تغيير مركزه بمحض إرادته بل إنه في الحقيقة بدأ الموسم في مركز جديد عليه تماماً وبرغبة صافية من مدربه ماركو جيامباولو الذي قرر أن يعيد روح أندريا بيرلو في الروسونيري فأتى الأمر بنتائج كارثية.

لاعب الوسط التركي الذي يجيد اللعب كجناح أو كلاعب وسط متقدم وجد نفسه مضطراً لأن يلعب كصانع ألعاب متأخر -أو كريجستا كما يحلو للطليان وصف هذا التوظيف- لتشالهانوجلو لم يفلح أبداً في تقديم مستوى مقنع في هذا المركز من ضمن الكثير من اللاعبين الذين لم يستطيعوا أن ينقذوا مسيرة مدرب سامبدوريا الأسبق ليجد نفسه خارج أسوار النادي اللومباردي حتى قبل أن ينتصف الموسم.

مما سبق، يبدو وأن محاولات المدربين لتغيير مراكز اللاعبين هذا الموسم لم يكن بأفضل شكل ممكن ولم يكن الموسم الأفضل في اكتشاف مراكز للاعبين خارج الصندوق.